مقالات

.على الله عبدالرازق على الله يكتب :حول تداعيات قرار زيادة تعرفة الكهرباء الاخيرة

*حول تداعيات قرار زيادة تعرفة الكهرباء الاخيرة* .

*د.على الله عبدالرازق على الله* …
*خبير و محلل* *اقتصادى و مالى* .

-1-
على غرار منهج الصدمة ، استبقت شركة توزيع الكهرباء إجازة موازنة العام المالى ٢٠٢٢ م ، بتطبيق زيادة فى تعرفة الكهرباء بنسبة تفوق ال ٥٠٠% للقطاعات السكنية و التجارية و الصناعية ، وسط ذهول و سخط وإحباط للمواطنين ، فى ظل مفاجأت ظلت تبشر بها الحكومة بموازنة فى صالح المواطن ، لتفاجئهم بزيادة كبيرة فى اسعار الكهرباء فى الأول من يناير ٢٠٢٢ م ، بلغت فى ٦٠٠ كيلو الأولى المدعومة اكثر عشر أضعاف ، بينما بلغت تعرفة القطاع الصناعى نحو ٢٤جنيه ، والزراعى حوالى ٢٣جنيه ، والتجارى نحو ٤٠ جنيه ، ودور العبادة ٢٤جنيه للكيلو …
-2-
سلعة الكهرباء تعتبر من السلع الاستراتيجية والضرورية ، دونها تصير الحياة صعبة و قاسية ، خاصة و ان الكهرباء تعتبر المحرك الرئيس للأنشطة الاقتصادية فى قطاعاتها المختلفة…
-3-
كان من المفترض عدم لجؤ الحكومة و المساس بتعرفة القطاعات الاستراتيجية ، خاصة القطاع الصناعى و الزراعى ، لجهة انها تتعلق بحياة المواطنين الضرورية ، و ان فاتورة الكهرباء تشكل احد المشاكل والتحديات لأنشطة تكاليف اعمالها، كان من المفترض ان تبذل الحكومة جهودا فى إصلاح قطاع الكهرباء و إعادة هيكلتة فى إطار برامج الإصلاح الاقتصادى…
-4-
قرار زيادة تعرفة الكهرباء فى هذا التوقيت الحرج يعتبر قرار غير موفق من الحكومة ، لما لهذه الزيادة المفاجئة فى ظل الظروف السياسية الراهنة و حالة الاحتقان و الاضطرابات ، و تدنى دخول المواطنين جراء السياسات الإصلاحية الاقتصادية الأخيرة و اسقاطاتها على سوء الأحوال المعيشية..
-5-
من ناحية أخرى ، فإن الدعم لقطاع الكهرباء لا يصل لمستحقيه من الفقراء ، لاعتبار ان معظم الاسر الفقيرة خارج الشبكة القومية للكهرباء فى المناطق الريفية للسودان …
-6-
فى الظن و بعد سريان هذا القرار المستعجل كاستجابة ضرورية و تمشيا مع سياسيات برنامج التسهيل الائتماني الممتد ، يتوقع ان يؤثر القرار سلبا على حياة المواطنين ، علاوة على تاثيرة فى الارتفاع بمعدلات التضخم قريبا الذى وصل الى ارقام فلكية ، هذا بجانب تحمل غالبية المواطنين لتكاليف معيشية و حياتية فى غاية القساوه و الإرهاق ..
-7-
الجدير بالذكر ان الزيادة الكبيرة فى التعرفة ، حتما تؤدى بالضرورة الى حدوث مرونة طلب تقاطعية ، و يكون نتيجة ذلك تخفيضا مستمرا لاستهلاك هذه السلعة لكثير من القطاعات الإنتاجية و الاستهلاكية معا… و هذا يعنى مزيدا من الانخفاض للمعروض من المنتجات والخدمات..
-8-
عليه ، على حكومة الفترة الانتقالية الرافعة لشعارات الحرية والعدالة و السلام ، ان تهتم بانتاج برامج تخفف من الأعباء المعيشية القاسية التى يعيشها السودانيين في هذه الايام العصية ، و فى ظل هذا المنعطف الخطير سياسيا ، ان تدرك اهمية الدعم فى حده الادنى ، مساندة و التزاما للمواطنين ، و يمكن ان يتحقق ذلك من خلال الاستفادة من الربط الكهربائي مع اثيوبيا و مصر لاستيراد الكهرباء و ذلك لانخفاض التكلفة في هذه الدول سدا للفجوة ، هذا فضلا عن تنشيط التعاون المشترك وتبادل الخبرات فى مجال الطاقة المائية ، علاوة على ضرورة الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة الهائلة التي يتمتع بها السودان من طاقة شمسية و رياح وغيرها…

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى