مقالات

سهير عبد الرحيم تكتب : إني أرى شجراً يسير

بسم الله الرحمن الرحيم

سهير عبد الرحيم

kalfelasoar76@hotmail.com

*إني أرى شجراً يسير *

الشرفاء و النبلاء من ابناء الوطن الذين خرجوا يوم ١٦ الماضي لإعتصام القصر ، و الذين ينوون الخروج يوم ٢١ يوم غدٍ، جميعهم يبكوون ولا يدرون أين المأتم …؟؟

إنها تلكم الخدعه السامة التي رسمت أسوأ مشهد للثورة السودانية يوم السبت الماضي حينما تنازع القحاته (أ) و (ب ) علم السودان ، كلٌ يجذبه إليه حتى تمزق …!! ، تمزيق العلم لم يكن الأسوأ و إنما الأسوأ من ذلك التنازع. كانت تلك اللحظة التي طارد فيها بعضهم البعض فسقط علم السودان على الأرض و ( داسوا ) عليه بأقدامهم …!! .

يا لبؤسنا و بؤس رمزنا و وطننا ، يا لشقاءنا بعقوق الوطن ، الجميع يبني في نفسه و يهدم الوطن ، الجميع يمارس الخداع و التضليل والتغبيش و التحشيد لتكبير كومه بينما يصغر كوم الوطن …!!

كل القيادات السياسية الذين هبوا يوم ١٦ والذين سيهبون غداً إنما يخشون على فقدان كراسيهم ، كلٌ يبحث عن الحظوة و المنصب والنفوذ و المال والجاه و السلطان ، من منهم سواء قحت ١ أو ٢ سمعتم له برنامجاً …؟؟ من منهم قدم لنا رؤية استراتيجية و خطة إسعافية أو معالجات لمشاكل وزارته ….؟؟ من قدم نموذجاً مثالياً أو نصف مثالي في الارتقاء بالوطن و تقدمه و نماءه …؟؟

لا أحد ….!! لماذا لا أحد ، لأن الجميع ينفذ في أجندة وضعت له بعناية ليس من ضمنها أنت أيها المواطن أو رفاهيتك أو رفعة الوطن….!!،

أتعلم شيئاً عزيزي القارئ ، أن أكتوبر الذي يحتمون به الآن لا يعني في قاموسهم شيئاً …!! أكتوبر بالنسبة لهم ذكرى عميقة في وجدان الشعب السوداني يتحايلون بها للبقاء في مناصبهم ، يتمسحون في ذكرى أكتوبر و أكتوبر منهم براء .

ما يحدث الآن عزيزي القارئ من حملات الاستقطاب الحاد في معسكري قحت واحد و قحت ٢ يلخص كل هذه الفوضى في شيء واحد فقط أننا في وطن يفتقر إلى القائد و يفتقر إلى القرار .

لو كان هنالك قائداً ملهماً يملك الإرادة و القوة و الصلابة و القدرة على حسم مظاهر الهزال والضعف و الفوضى والانقسام هذه لما كان كل السودان الآن يحبس أنفاسه في إنتظار ما يسفر عنه صدام يوم غدٍ .

لكننا شعب جعلنا ولاة أمرنا من حملة الجوازات الأجنبية ، و رهنا كل قرار بمقدار رضا السفارات علينا ، ثم أصبحنا نهدد أخواننا في البيت بابناء الجيران و الغرباء ..!!

ثم وصل الإنحطاط بقياداتنا أن صار الشعب بالنسبة لهم قناع يضعونه على وجوههم يخفون به دمادل و قيح و صديد أنفسهم ، ثم لا يلبثون أن يخلعوا ذلك القناع و يقذفون به في أقرب مكب نفايات ليفصحوا عن وجوههم العارية من أي نزعة حياء حالما أنتهت صلاحية استخدام الشعب .

خارج السور :

عزيزي المواطن لا تكن غبياً نافعاً أو زمبرك يعبأ بما يريدون منك قوله ، علوا من شأن الوطن لا الأحزاب ارفعوا أعلام السودان لا صور العملاء ، نادوا باسم الوطن لا الأشخاص ، وإذا وجدت أنك تهتف باسم غير اسم السودان في أي محفل …حينها تفقد جنسّيتك هل أنت سوداني …؟

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى