مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة ميتة….وخراب ديار

عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة ميتة….وخراب ديار

*** الصيوان الطويل العريض الفسيح مشدود على ذات الطريقة التي خرج بها من مناسبة سعيدة .. مكيفات الهواء ( مشتتة ) على جنباته .. والممر مفروش إلى الداخل .. والكراسي مبعثرة ( في فوضى منتظمة ) .. وفي ( ركنه اليماني ) طاولة موضوعة عليها سرامس القهوة والشاي .. ( تحاصرها ) الكبابي ( ويحرسها ) برميل ضخم ( مستف ) بقارورات المياه ( الصافية )
*** إلى جوار الرجل الذي فقد أولاده الإثنين في ذلك الحادث المروري المشؤوم جلس الناجي الوحيد يتحدث ( سعيداً فرحاً ) بنجاته وخروجه بلا ( خدشة ) ولا ( طقشة ) ولا ( هبشة ) دون مراعاة لجرح الوالد المجروح
*** مجموعات على ( الجناح اليساري ) من الصيوان تطلق الضحكات عالية عالية والأعلى من الضحكات دخان السجائر السحابة الكثيفة التي تعلو المكان
*** أحدهم ( خالف رجل على رجل ) ينادي على( الجرسون ) أو ( النادل ) أو فلنقل ( النبطشي ) طالباً أو ( آمراً ) بقهوة ( بجنزبيل وبدون سكر ) ومن جاوره يطلب ( شاي مظبوط )
*** حان موعد الغداء .. وجاءت الصواني ( تطاقش ) محمولة بأيادي مفتولة ( شبعانة ) بما لذ وطاب وفي مثل هذه ( العضة ) يتبارى المتبارون وطبيعي أن ينادي منادي ( يا ولد جيب زيادة لحمة )
*** ذهب قوم وجاء آخرون نصيبهم الشاي واللقيمات ( وعشاق اللقيمات ) لا يترددون في استبدال صحن ( فاضي ) بآخر ( مليان )
*** في بيوت العزاء هناك الكثير والكثير والخلاصة ( ميتة .. وخراب ديار )
*** أيها الناس .. يا أموات الغد استغفروا وترحموا على ( ميت اليوم ) وأنتم تطأون بيوت البكى
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى