مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب : ملك الطيور

.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
ملك الطيور
*** مشهد الحمام المتحرك بين أرجل الناس .. والطائر فوق رؤوسهم .. والهابط بعد الأحيان على كتوفهم بالحرم النبوي تحديداً هو مشهدها مع طيور وعصافير تحف بها من كل جانب وبت أحمد ( ملك الطيور ) تنثر وتنشر ( الحَب والحُب ) إلى جانب ( مشروع سقيا ) أمام منزلها ( بسبيل) أو ( مزيرة ) تسع ( 18 زيراً ) إضافة ( لحوض سقي حيوان ) سعت ( خمسة حصان ) تقف عليه على مدار اليوم عدد من عربات الكارو ذات ( العجلتين ) أو ( الأربع عجلات )
*** ما كان لي أن أغيب من بت أحمد ( جسداً ) وإن غبت فلا أنا ولا هي نغيب عن بعضنا بالدعاء عقب كل صلاة مع تميز لاتصال هاتفي يناديني ( ولدي تعال ) فأطوي الأرض إليها طيّاً ( حافي حالق )
*** كالعادة ( فالحلومر ) وطوال أيام السنة هو ما تقدمه لضيوفها وفي دقائق معدودات كان ( الجك ) أمامي ( والتلجة ) عليه ( عائمة ) ورغبتي فيه ( عارمة ) و( شوية كده ) .. بليت ريقي ومليت جوفي ( وحمدت ربي )
*** بعد بعض ( المشاوير الداخلية ) جلست بت أحمد معيدة التعزية في فقيدنا الجميل المرحوم عبدالحي محجوب مواصلة أنا لا بعرفو لا شفتو .. لكن الراجل .. الراجل ياهو الراجل زي ما قلت بيفخر ويفاخر بي أمو خاصة الأم البسيطة المسكينة التعبت وشقت في تربية وليداتا وعلمتم ونجحتم ده بالجد الولد الفارس البخلي البطن ما تندم .. واتذكر جارتنا حاجة آمنة الله يرحمه كانت الصباح ترمي وتبيع اللقيمات وبالليل تسوي العشا وخدمة يمين وعرق جبين علمت أولادا وبناتها واتخرجوا ويوم كده ولدا الكبير المهندس قاليها يا أمي خلاص كفاك انتي تعبتي ونحنا الحمدلله كلنا شغالين كويس خلاص ارتاحي .. ورفضت وأصرت على شغلها والله والله لمن ماتت عرفوا من ناس تانين أنها كانت بتسوي العشا وتدي الجيران والمساكين وزي ما عرفوا وسمعوا صدقه لي عمرا
*** عليك الله يا شجرابي ود خيتي ست الجيل شوف عدد النسوان الفراشات في المكاتب والمدارس والمستشفيات .. وعدد الفارشات في السوق .. والعواسات .. والدلاليات وكيف ربوا وكيف يربوا ويعلموا وهن ضايقات الحنضل عشان يعلموا ويخرجوا ويعرسوا ويبنوا
*** لم أتفوه بكلمة واحدة وكنت فقط مستمعاً لمحاضرة قيمة من إمرأة عظيمة عظيمة
*** بت احمد أيتها الإنسانية والروعة والجمال ربنا يملأ جوفك صحة وعافية وجميع الأمهات والزوجات والأخوات والبنات
جمعة طيبة وكل جمعة وانتو طيبين

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى