مقالات

علي سلطان يكتب: عيد باية حال.. فرحة مسروقةمن بين ثنايا الحروب والماساة

*وطن النجوم*
*علي سلطان*

*عيد باية حال.. فرحة مسروقةمن بين ثنايا الحروب والماساة*

في الأعياد عادة ما نتذكر بيت المتنبي الشهير..
(عيد باية حال عدت ياعيد … بما مضى ام بامر فيك تجديد).
وعيد الفطر هذا يختلف كثيرا عن العاميين الماضيين حيث انشبت الكورونا اظافرها المميتة في اعناقنا.. فعطلت حياتنا وابدلت حركتنا جمودا وسكونا طال كل شئ.
في رمضان والعيد.. اختفت كورونا فجأة دون سابق انذار.. وكانها لم تكن.. وعادت الحياة تدريحيا الى سابق عهدها وحيويتها.. فكان رمضان غير رمضان السابق والاسبق.
بهجة العيد وحلاوة الحياة والفرحة بانقضاء الصوم وجائزة الصائم جعلت من عيد الفطر مناسبة عمت كل مكان فيه مسلمون على امتداد العالم الواسع..
ورغم الحرب و ويلاتها وقساوتها واشباح الخوف والحزن المحدقة بالجميع ادى المسلمون في( كييف) عاصمة اوكرانيا صلاة عيد الفطر رغم اجواء القصف والحرب.
ورغم أن عدد المصلين قل بنسبة كبيرة عن السنوات الماضية فقد بلغ عدد المصلين نحو ثلاثمائة شخص تقريبا بينما كان متوسط عددهم في الاحوال العادية اكثر من الفين شخص.. وكل من تيسر لهم الصلاة في عدد من المدن الأوكرانية ادوا صلاة العيد ومعهم النساء والاطفال.. فرحة مسروقة. في ظلمات وظلم عم العالم.
المسلمون في سوريا ادوا الصلاةَفي العديد من المدن السورية والمهجرون والنازحون واللاجئون بذلوا قصاري جهدهم ليشيعوا جوا من الفرحة بالعيد لدى الاطفال مع مبادرات عديدة صنعت الفرحة بالعيد.. ومنها في (ادلب) السورية حملة (نعيماً) في اوساط المهجرين وهي حملة استهدفت قص وتزيين شعر البنات الصغار في المخيمات وقامت بها عدد من الشابات السوريات في ادلب التي شهدت اجواء وفرحة عيد لها طعم مختلف..و وجد الاطفال فرصة للعب واللهو في اماكن ترفيه لاتشبه ما كان يعهدونه قبل سنوات ولكنها الحرب..!
وفي السودان كان طعم العيد مختلفا في عدد من مدن ولاية غرب دارفور التي شهدت بعض مدنها حربا ضارية لم يمنعها رمضان من التمدد والانتشار وشكلت ماسأة انسانية ماتزال بتزايد عدد النازحين الذين تجاوزا اكثر من مائة الف نازح مع نذر مجاعة في الافق.. ولم يكن للعيد طعم في تلك المناطق التي يعاني فيها المصابون والجرحي والنازحون آلام الحرب.
والمسلمَون في اليمن والمسلمون الروهينجا على الحدود بين ماينمار وبنغلاديش يعيشون ظروفا قاسية ولكنهم حاولوا قدر الإمكان الاحتفال بالعيد.
وقد اشار الرئيس الأمريكي جو بايدن الى معاناة المسلمين حول العالم الذين لم يتمكنوا من الاحتفال بالعيد كما يجب.. وأشاد بدور المسلمين في الولايات المتحدة الامريكية رغم ما يواجهونه من عنف وإسلامفوبيا.
ولكن الاسلام بقوته الذاتية غير المنظورة يحقق كسبا في كل مكان.. نحو اربعة ملايين تقريبا ادوا صلاة العيد في الاستاد الرياضي في اديس ابابا
في تظاهرة إسلامية فريدة تحدث في كل عيد.. واذكر اننا صلينا والاخ الصديق الهادي مبارك والاخ الصديق عبدالحليم احمد عبدالقادر صلاة العيد في اديس ابابا في الاستاد الرياضي في عيد الفطر في عام2019 وكانت صلاة وخطبة لا تنسى مع امواج من البشر ولكن في نظام بديع مدهش..!!
َمازلنا مع ابيات المتنبي.. اما الاحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد..!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى