ماجدة محمد البشير تكتب: أخطر أنواع الأمراض
كان السودان وكانت العاصمة الخرطوم ،الخرطوم التي لم نحسب انه سيأتي يوماً ما نراها هكذا يعشعش فيها الخراب والدمار ،، وكنا فقط نستنكر انتشار الأوساخ وغزوات الذباب والبعوض وسوء مرافقها الخدمية،
وكنا (نستهون) نعمة الأمن والسلام ونتضجر من مياه الامطار الراكضة في شوارعها المليئة بمختلف أنواع الحفر والمجاري الآسنة ،،،
كنا نعيش في الخرطوم ونعلم انها من اوسخ العواصم على مستوي العالم،،
كنا نعيش وسط الحاقدين علي البيئة ومفسدي الذوق العام ومن يحترفون تلويث الحياة الكريمة بأساليبهم البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية السمحة ،،،
بل حتي المرافق العامة لم تسلم من حقدهم ويتجاهلون ان ما يخربونه من ممتلكات عامة يضر كل مواطن ،، ولكن هؤلاء اشخاص طبع الله علي قلوبهم واعماهم ولم يدركوا قيمة الوطن وحقوقة علينا.
ظللنا نتعايش مع امثال هؤلاء البشر الي ان قامت الحرب اللعينة وعاست دمارا وخرابا في الخرطوم وشردت وقتلت من قتلت ومن نجا من الموت لم يسلم من سلب كل ما يملك وتحطيم مقتنياته ،، فقد ظهرت نفس طينة من كانوا يحقدون علي البيئة وطفي حقدهم الطبقي علي جيرانهم واصحابهم ومن لهم حق عليهم في الماضي ،،
كانو يعيشون معنا وقلوبهم مليئة بالغرض والمرض ، وما ان اتيحت لهم الفرصة حتي مارسوا اسوا انواع التنكيل والتفشي والحقد الطبقي،، هذا كوز وهذا فلول وهذا حرامي وغيرها من الأساليب القذرة التي مارسها اصحاب
العقول الخربة وقصيري النظر حيث كانت نواياهم وأفعالهم لا تتعدي ان هؤلاء كانوا يتمتعون بحياة رغدة بينما كانوا هم يعيشون شظف العيش وقساوة الحياة،
قصر نظرهم كان كافياً لان تكون وقودا اضافيا للحرب،،
فالرصاص والدانات وحدها لم تكن لتفعل كل ذلك لكن اضافوا لها التخابر الكاذب والتشفي من احقاد مزمنة،،
فمن كان عدوا للبيئة وللمرافق العامة ليس صعبا عليه ان يكون عدوا لجاره واهل حيه .
ان كانت هذه الحرب رصاصة مقابل رصاصة لانتهت من قبل فترة ولكن هي جمع من رصاص الخيانة والتخابر والتنكيل والتشفي
كيف لنا ألا ندرك ان من يستمتع بأذية المجتمع من خلال أدوات (الغرض والمرض) لا يمكنه احترام جاره والوفاء له لأنه يراه في رغد من العيش رغم انه كان يحسن له!،
ولم يكن حدهم خراب الوطن بل تعدوا ذلك وتطاولوا علي بعض الدول التي فتحت لهم ابوابها لينجوا من جحيم الحرب..
.
ما يجب علينا ان نعلمه بعد انتهاء هذه الحرب وما يجب فعله هو ان كل من يخالف القانون يحب ان يعاقب ،، وان البيئة والمرافق العامة لها حرمتها ويجب ان توضع قوانين صارمة لكل من يعمل على نشر الفوضى وتهديد أمن والبلاد والعباد ،