مقالات

الصادق يسين يكتب :  على خطى الاصلاح .. رحل (كيجاب .. بعد ان هزم حيتان البحر المتجمد .. !!

الصادق يسين يكتب :  على خطى الاصلاح .. رحل (كيجاب .. بعد ان هزم حيتان البحر المتجمد .. !!

 

 

كلُّ ابنِ أُنْثى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ ..
هكذا هي الدنيا واقدارها المسطرة.. وهكذا هي الأيام يوما تضحكنا حتى (تبكينا) .. ويوم اخر تفجعنا بعنف حتى (تدمينا) وكأنها على عهد معنا لتدخلنا في تحد عنيد حين تغرنا بصفوها ثم تكدرنا فجاءة لتشقينا .. ولاندري

لماذا .. ؟ فنحن ( هالآت) بشرية ضوئية ضعيفة تتوهج (كالنيون) ثم لاتلبس ان تخبو (كشموع) أعياد الميلاد بعد ان نحتفي بها ولاندري انحتفي بالذي انقضي من عمرنا.. ام بالذي تبقى منه..

فبالأمس ودع دنيانا الفانية الأخ والصديق الذي كان يملاء قلوبنا فرحا ونشوة وحبور وهو بيننا فلا يجتمع لنا حزن في القلب و(السلطان) حضور زاهي في المكان ..
هكذا كنا نحبه ونناجيه دوما انا والزميلة (بثينه ابو القاسم) فقد كان سلطان زمانه بصحيفة الدار ..

 


كان كيجاب اخ للجميع .. وصديقا صدوقا للكل تارة كان يمازح استاذنا المرحوم عبد المطلب الفحل .. وتارة اخري الفوال وتارة يدلف على مكتب الاستاذ مبارك البلال فنسمع ضحكاتهم ونكاتهم بمكتب الاخراج الفني للصحيفة ..
رحل (السلطان) وبرحيله ترجل فارس اخر من فرسان السودان الذين مثلوه خير تمثيل في المحافل الرياضية العالمية والمحلية .. سقط في صمت وحسره والم علم من اعلام بلادنا وركن من أركانها الرياضية وسفيرا من

سفراء الانسانية وابن من أبناء الوطن الأبرار دون حتى وداع بعد ان سافر بعيدا فقد كان يعلم أن طعم الوداع مر . نحن إذ ننعي كيجاب اليوم انما ننعي فيه الإخاء والوفاء والمروءة التي رحلت متسربة بلطف لتترك لنا دمعات حزن دفين بالدواخل ..

رحل (حوت آخر ) كان قد هزم عمالقة (حيتان البحار المتجمدة بكندا) ورقم قياسي عالمي ستفتقده البلاد وتفتقده المحافل الرياضية العالمية.
( للسلطان) الرحمة ولأهله وعشيرته واصدقاءه وللسودان حسن العزاء ولا نقول إلا مايرضي الله (انا لله وانا اليه راجعون) فالموت حق والحياة باطلة ومن لم يعظه الموت لا واعظ له

اخيرا نعزي أنفسنا وبلادنا ونقول ..
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا
إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا
فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه

وإن بناهـا بشـر خــاب بانيـهـا أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا.
طبت حيا وميتا كيجاب وسلام عليك في الخالدين.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى