كمال حامد يكتب: ..من السبت الى السبت..اليد السعودية
كمال حامد يكتب: ..من السبت الى السبت..اليد السعودية
جاء في الاخبار انتشار أكبر دعم اغاثي للسودان هذا الأسبوع من ( مركز الملك سلمان للإغاثة و العمل الانساني) و الأكبر لانه اشتمل على الاف كراتين المواد الغذائيه، و الاف الخيام، و الاف المعدات و الأجهزة الطبية، و آخرها التكفل بتوطين الالاف من متضرري الفيضانات و السيول الأخيرة،
** كل هذا ليس بغريب على ما ظلت تقدمه المملكة للسودان منذ منتصف القرن الماضي الذي في أوله كان السودان يمد اليد بكسوة الكعبة و المعينات و تقف ابيار على دينار من الشواهد و رواقات السنارية و يذكرنا بهذا اخوتنا السعوديون الذي وصلت اقامتي معهم اليوم لنصف قرن الا سنة واحدة.
** الإغاثة الأخيرة هذا الأسبوع امتداد لعمل إنساني كبير، يصعب حصره مستشفيات، مخيمات عيون، عمليات دقيقة، و دعم مباشر لمئات المنظمات المحلية و التي تتولى التوزيع،
** ما دفعني ليتصدر موضوع الإغاثة السعودية مقال هذا الأسبوع احساسي بأن هذا الدور السعودي لم و لا يجد حظه من إعلامنا، و الإعلام السعودي لا يشجع على ذلك خوفا من المن و الاذى، و لكن بما ان الآخرين يعلنون فلماذا التعتيم لاسيما وجود بعض الأصوات المشككة،
** احكي عن تجربة شخصية حين أصابت بلادنا أكبر كارثة سيول و فيضانات في العام ١٩٨٨م،تحركت المملكة بصورة كبيرة، و تمت دعوة الصحف للمشاركة بمندوبين مع الإغاثة الضخمة، و اختارتني صحيفة الشرق الأوسط لانضم للزملاء الصحفيين، و كانت حملة اعلامية كبيرة حركت كل العالم لإغاثة السودان،
** كانت الطائرات السعودية تهبط بشكل متكرر في مطار الخرطوم و مطاري بورتسودان و الجنينة( فك الله اسرها) ، و تكونت لجنة عليا لاستقبال الإغاثة برئاسة شيخ العرب وزير المالية الدكتور عمر نور الداىم يرحمه الله، و لجان في الاقاليم،
** اشاد وزير الإعلام السعودي السيد علي الشاعر بالتغطية و أبلغتني قيادة الصحيفة بذلك و طلبت مني عدم العودة مع فريق التغطية و البقاء في السودان لحين تعليمات أخرى،
** ذكرت واقعة التغطية الإعلامية السعودية عام ١٩٨٨م
لاحساسي بأهمية الإعلام في شان الإغاثة و كشف الأضرار و هو المهم، ، و لهذا اقترحت برسائل خاصة لمن
اعرفهم بأهمية ايفاد فريق اعلامي سعودي سوداني للسودان، كتبت للأخ سعادة السفير السعودي الاستاذ علي بن حسن جعفر و للبعض بسفارتنا بالرياض و قنصليتنا بجدة، و لم أجد ردا.
** اليد السعودية للسودان لم تقف عند الإغاثة و العمل الانسابي و هو ما يطلع به حاليا (مركز الملك سلمان) انما امتد لدعوة المغفور له الملك فهد لرجال الأعمال السعوديين للتوجيه للسودان و كذلك فعل المغفور له
الملك عبد الله، و انتشرت اسماء الراجحي و ابن محفوظ و المراعي و نادك و حليب السعودية و كهرباء السويد، و غمرت المنتجات السعودية الأسواق، و اشترت المزارع السعودية كل انتاجنا من البرسيم و غيره و انتعش الاقتصاد،
** شهدنا قبل سنوات مؤتمر الاستثمار السعودي في الرياض و سمعنا صراحة كبار المستثمرين و اذكر منهم السادة صالح كامل و الجمعة و الافندي و الزاهد و بنزقر و بن محفوظ، و اهتم السودان بملاحظاتهم، و نقل الشيخ
سليمان الراجحي معظم استثماراته في مصانع الأسمنت و الزراعة و الثروة الحيوانية في نهر النيل و الشمالية و كردفان، و اتمنى الا يكون صحيحا ما سمعته عن وقفها بسبب الفوضى الأخيرة.
** نحمل للاشقاء السعوديين الكثير و يبادلوننا كذلك، و كنت شاهدا على الكثير و منه اهتمام أمير الشباب المغفور له الأمير فيصل بن فهد الذي شيد لنا مقر اتحاد الكرة و المقر الدائم للمعسكرات و في أيامه الأخيرة سال عن المدينة الرياضية ربنا يرحمه و يرحم كل من مد لنا يده و رحمنا جميعا.
** تقاسيم** تقاسيم **تقاسيم**
** السعودية تحركت بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب الحالية و جمعت الأطراف فيما يسمى باتفاق جدة الموقع في ٢٠٢٤/٥/١١م و نص على وقف الحرب و خروج قوات الدعم السريع من بيوت الاهالي و المستشفيات ثم
مواصلة الحوار، و لكن لم يحدث شئ بل تحاول جهات لوقف الدور السعودي الذي يحظى بالقبول.
** من العلامات البارزة في العلاقات السودانية السعودية، الدور السوداني المؤثر المؤسس للكرة السعودية الذي وثقه كبار المؤرخين السعوديين عبد الإله ساعاتي، و عبد الله جارالله المالكي، زاهد قدسي و محمد القدادي و ساضمن هذا في كتابي الجديد،
** و في مجال الثقافة و الأدب و الشعر التاريخ يحتفظ بما كتبه الأمير الشاعر عبد الله الفيصل و غناه الفنانان الكبيران العاقب محمد حسن و حسن خليفة العطبراوي و اسعدني الله بحضور جلستيهما بقصر الأمير عبد الله الفيصل رحمهم الله،
** حلقت في ذاكرتي الان بعض ابيات من رائعة الأمير عبد الله الفيصل و غناها الاستاذ العاقب محمد حسن، و حين أداها في مجلس الأمير انصت الجميع الا بصياح الأمير للعاقب (انت و ام كلثوم فقط من اوصل احساسي الحقيقي،) هذه بعض كلمات الاغنية
** يا حبيبي اين ايام الصفا؟
يوم كنا كل صبح و مساء
في تلاق و عناق و هناء
يا حبيبي اين ايام خوال
يوم كنا بين سمار الليالي
ننهل الحب و نفنى في الجمال
و على النيل مواعيد الوصال
لم يدم لي غير ذكرى في الخيال
يا حبيبي هذه الدنيا لنا
فاملا الكون بهاء و سنا
انما سلواي ذكرى حبنا
و اين يا ليلاي مني عشنا
لم يعد في العش الا طيفنا
رحم الله الأمير عبد الله الفيصل و الفنان العاقب محمد حسن و رحم الله الكلم الجميل و اللحن الاجمل
** و غنى العطبراوي رائعة الشاعر السعودي عبد الإله محمد جدع، هل تذكرون حبيبتي هي من تكون؟
** المتابع للشأن السوداني يلاحظ ان الحياة تعود إلى
طبيعتها في الولايات الآمنة، و الناس يعتبرون ما حدث ابتلاء من الله يستوجب الصبر للفوز بالأجر و استعاد الوطن عاداته في استضافة المنكوبين و عادت العبقرية السودانية (التكية) و يتحرك الناس بأنفسهم و اجسادهم لصد خطر السيول و الفبضانات
،ملاحم سيخلدها التاريخ.
** ان لم يكن ابتلاء يستوجب الصبر و التكاتف بماذا نسمي هطول أمطار عزيرة و زوابع لأول مرة في شمال البلاد، و انهيار سدي اربعات و بركة لأول مرة، و انتشار أمراض جديدة وقديمة،
** المهتمون باغاثة المنكوبين و فتح المسارات لدارفور، الم يسمعوا بأكثر من ١٢٠ الف متأثر عادوا من إثيوبيا بحتا عن الأمن و الإغاثة داخل الحدود السودانية،؟ ام ان فتح المسارات و ربما المطارات في دارفور له أهداف أخرى؟
** تابعت حوارا هادفا اجراه الزميل الاستاذ عابد
سيداحمد مع الدكتور جراهام عبد القادر و زير الإعلام و الثقافة و السياحة، و الرجل ارتبط معه بعلاقة و صداقة و رفقة عمل اعلامي كبير آخره يوم نقلنا معا على الهواء مهرجان الفروسية نيالا ١٩٩٨م على شرف سمو الأمير محمد الفيصل رائد الاقتصاد الإسلامي الحديث.
** ظهر الوزير في الحوار ممسكا بأطراف الوزارة و مشاكلها مع وضع و اقتراح الحلول ليته يجد اذنا صاغية هذه المرة و ليس كما تابعت معه قبل الحرب الأخيرة و لم يمنح منزلا حكوميا وظل وزيرا ياتي للوزارة من منزله الشعبي في أطراف العاصمة، .
** لماذا الانزعاج من قرار السلطات المصرية أحياء شرط الإجراءات الصحية و السبب إعلامنا و وسائلنا التي جعلت من بلدنا بؤرة لاخطر الامراض بصورة مبالغة، دون اهتمام لخطورة و حساسية نقل اخبار الاوبئة و الأمراض و أثر ذلك،
** لتفرض السلطات المصرية ما تراه من ضوابط و تلتزم بها و تعلن موعد استلام الجوازات و موعد إعادتها و سبب الرفض، حتى لا يلجأ الناس و المرضى لما نسمعه من مبالغ تدفع للسماسرة من أجل التأشيرة و لم تعد سمعا فقد اكملت نيابة وادي حلفا التحقيق و وجهت الاتهامات
بحق سودانيين و مصريين، مدنيين و عسكريين، عاديين و دبلوماسيين في البلاغ بالرقم ٨٢٠/ ٢٠٢٤،و تمضي اسابيع و شهور و لا أثر لمحكمة بل لا أثر لبيان رسمي من هنا أو هناك يوضح، سبحان الله.
** تصريحات إيجابية من السفير المصري و القنصل العام بعد لقاءاتهما من بعض أعضاء مجلس السيادة و وزير الداخلية و والي البحر الأحمر، قد يكون في الأمر جديد قد يدفعني لاتقدم بطلب تأشيرة لمصر بعد أيام في بورتسودان. معي من المستندات ما يمنحني اياها فورا.
** وسط كل هذا الهم و الدمار و المؤامرات فاز منتخب السودان أفريقيا و تأهل الهلال و المريخ في البطولة القارية، نعم فرح الناس فرح الغلابة و الف تحية للاعبي الفرق الثلاثة المنتخب و الهلال و المريخ و اداراتهم، و الاتحاد العام، الانتصارات خارج ناموس الاعداد و المعسكرات و التنافس المحلي.
** أكد شعب جنوب السودان انه ذلك الشعب الواحد المقسم في دولتين، رددت المدرجات النشيد الوطني (نحن جند الله ) و رفعوا الإعلام و لافتات الإخاء التاريخي ( مادين السنتهم) لمؤامرات الساسة.
** السلطة الفلسطينية تعاملت بروح غريبة مع أحداث غزة، و لكن تواصل البطش و التنكيل الصهيوني للضفة و تحدث إبادة جماعية الان في جنين و طولكرم و نابلس، و لكنه شعب الجبارين تجاوز قيادة رام الله و شرع في تكوين (منظمة فتح الجديدة) و المشاركة في طوفان
الأقصى ، هو إثبات موقف او فوز بالشهادة،
** سالت السبت الماضي حول كيفية الوصول لإذاعة امدرمان و جاءتني الإجابة من شبشة من الأخ عثمان الشيخ بأن الإذاعة موجودة في القناة الصوتية لقناة الزرقاء، وجدتها شكرا شبشة.
** للأسف لا تزال إذاعة امدرمان تبث النشيد الخالد ( لن احيد) بالتسجيل الأول الذي تبرأ من الفنان الخالد العطبراوي طالبا استبدال عبارة (القدر اللعين بعبارة مع القيود من الانين) و وافقه الشاعر الخالد استاذنا محي الدين فارس، رحمهما الله.
** اعلن رئس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين تشكيل محكمة عسكرية في مواجهة قائد الفرقة ١٧ بسنجة و اخرين بعد اكتمال التحقيق في سقوط سنجة،
** اسعدني خبر زيارة وفد من الاتحاد العالمي و الافريقي و العربي للصحفيين للسودان، للوقوف على حال و الام و احتياجات الصحفيين السودانيين، خطوة تستحق الاهتمام ليتني اكون في أرض الوطن عودة نهائية ان شاء الله،للمشاركة في الاحتفاء بهم.
** كتبنا عن معاناة زميلنا الصحفي الرياضي عبد اللطيف الهادي و تحركت مجموعة من زملائه بعد نشرنا الخبر، و جاهدوا بالقليل و لكن لابد من تدخل حكومة ولاية نهر النيل و تجمع الصحفيين و اتحادهم،
** لا حول و لا قوة إلا بالله، فجعت الان بخبر وفاة الرياضي العطبراوي الأخ ابراهيم عبد الله جاه الله الصديق الجار أشهر ادارىي الاتحاد المحلي و نادي الأمل، زرته العام الماضي و بكى و ابكاني لانه لم يعرفني في البداية،
** و كذلك لعطبرة ان تبكي احد أبنائها البررة الأخ محمد حسن شندي الإداري الشهير بقسم الأراضي، و كان وراء تخطيط و توزيع أحياء الشرقي و المطار و الشمالي رحمه الله،
** و يمتد الألم و الفقد و تحمل الاخبار رحيل زميلنا المعلم الاستاذ غازي عثمان جاد الله، دفعتنا في كلية بخت الرضا، و خدم مدينته ود مدني في نادي الاتحاد و وزيرا للشباب و الرياضة و مديرا للمطبعة الحكومية تاركا بصمات أينما كان، ستفيده في اخرته العزاء لاسرته و لأهل الجزيرة،
** رحمهم الله و رحم موتى المسلمين و رحم ضحايا الحرب و السيول و الفيضانات و كل الابتلاءات و بارك الله فيمن أصابه شر فصبر و كان خيرا له كما في الحديث الشريف.
** قد القاكم السبت القادم من جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، بورتسودان او عطبرة ان كان في العمر بقية.