مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: مشاركة الشيطان الحقيقي

سطور ملونة

مشاركة الشيطان الحقيقي

لا بد أن نغضب فقد ساقونا في مؤامرة استمرت قرون ونحن نسير كقطيع من السوائم .. ضيعنا الماضي ، وضيعنا الحاضر للأسف ، ومن أسف أشد نعمل بجد لنضيع المستقبل وكأننا أمة أدمنت الضياع !!
يعلمون في صراعهم السري الخطير أننا أمة خطيرة إن هي استلهمت تاريخها ، وانتبهت لحاضرها ، وخططت لمستقبلها ..
من هم ؟؟
من هم هؤلاء المتٱمرين علينا ؟ وهل تغيروا عبر التاريخ .؟
إنهم كيان واحد ممتد عبر القرون هو الذي يقود صراع الحضارات عبر الزمن .. ومعهم الشيطان .. نعم الشيطان الحقيقي وهو أساس منظومتهم !!
وهي منظومة بدأها اليهود منذ ما قبل الإسلام . وذكت وتطورت بعد ظهور الإسلام وانتصاره .. وتوصلوا إلى أن الحرب المباشرة معه نتيجتها الهزيمة والخسران لهم ، والمزيد من القوة والظهور للإسلام . فغيروا السلاح إلى تحريف الفكر ، والدس في المفاهيم ، وإحداث الفتن داخل الشعوب وإضعافها ، ومن ثم السيطرة عليها ..
هذا ليس حديثا نظريا فالبرهان على كل ذلك لا يمارى فيه من أوتي أقل معرفة بحركة الأمم وتطور مسيرات الشعوب . وبوقائع التاريخ الثابتة ولسنا بحاجة لإيراد تفاصيلها ، فهي من عجب معلومة للجميع منذ أن جلس أبليس بشخصه مع قريش في هيئة الشيخ النجدي ، ومنذ أن قاتل الشيطان معهم وفر عندما رأى ما لا يرون ، ومنذ محاولات تحريف القرٱن والدس في السنة الشريفة ، والزج بأحاديث باطلة فيها ، ومنذ بث افكار الزنادقة والمرتدين والمنكرين لأحكام القرٱن والمحورين لمفاهيمه ، ومنذ ظهور الطوائف الضالة والفتن بين المسلمين عبرها ، ومنذ ظهور الشيعة وفتنهم السوداء ، ومنذ ظهور دعاة العلمانية وعداوة الأديان لا سيما الإسلام ، ومنذ التحالفات التي أنشأتها الكنيسة وشنت الحروب الصليبية ودمرت الكتب والمراجع في محاولتها محو الفكر الاسلامي ، ومنذ غزو الاستعمار الذي شتت دولة المسلمين الواحدة وقطعها الى دويلات لا وزن لها ، ومنذ القضاء على دولة الخلافة الاسلامية واستبدالها بالاتاتوركية العلمانية ، ومنذ القضاء على المهدية وتحويل فكر الأنصار الإسلامي الجهادي الى فكر ديمقراطي ليبرالي ، ومنذ القضاء على سلطة النميري الذي اقر الحكم بشريعة الاسلام ، ومنذ القضاء على الإسلاميين في تونس والجزائر ومصر ، ومنذ الإنحراف بدولة الإنقاذ لتحول الدولة الإسلامية إلى ملك عضوض واستبداد بغيض .
هذه مجرد عناوين للمؤامرة التي بدأها اليهود منذ فجر الإسلام ، وتطورت كياناتها حيث أن أساسها الشيطان الحقيقي إبليس الشيخ النجدي . ظل ثابتا مستمرا أكد وجود أستمراره ومشاركته في العمل قول الله سبحانه وتعالى :
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
★ وَلِتَصْغَىٰٓ إِلَيْهِ أَفْـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا۟ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ★) صدق الله العظيم الأنعام ١١٢ — ١١٣ فالوحي ظل متبادلا بين الشيطان بشخصه وشياطين الإنس .
وتطورت كياناتهم بنشوء الماسونية المسيطرة على العالم تماما الٱن ، التي تولد عنها كل الفكر الهدام الذي أحدث تحولات هائلة في الشعوب لا سيما المسلمة .
كانوا يعملون مستترين ، لكنهم منذ قيام ثورة ديسمبر (المجيدة) كشفوا عنهم الغطاء ، وأصبح معلوما سيرهم على نهجهم المتبع منذ قرون بتغيير هوية الأمة ، وتحويلها ليس فقط إلى شعب علماني ، إنما إلى شعوب ودويلات ، تنزرع بينها الفتنة منذ الٱن ليستمر نزاعها واحترابها بعد تقطيعها ومسخ هويتها وإفساد شبابها والقضاء على قيمها وأخلاقها المستمدة من الدين .
حققوا نجاحا كبيرا في تشويه صورة الإسلام بوصمه بنظام الإنقاذ ، وإقناع قطاع كبير بأن (الإسلام السياسي) مرفوض ، وأن الدين يجب أن لا يخرج من بين دفتي المصحف ، وان لا يكون الدين جزءا من حياة الناس والمتحكم بينهم ، أو ضابطا لتعاملاتهم وسلوكهم .
وشاركت في ذلك سفارات الغرب وأجهزة استخباراتها العاتية في عمل مكشوف معلن منها ، ومعترف به من عملائها ، ومنشور في أجهزة الإعلام ، وتعلمه الدولة وصرح به راس الدولة الأعلى .
بل إن قيادة العمل السياسي وتوحيد الجهود أصبح أجنبيا صرفا يجري عبر ٱلية ثلاثية أركانها دول الإستكبار من وجه والعملاء في الداخل من وجه ثان والشيطان من وجه ثالث .
هل تتوقع ان يفضي الحوار الذي يجري الان عبر الٱلية الماسونية الصهيونية إلى توصيات تؤدي في النهاية إلى إجماع على انتخابات حرة نزيهة ، لا تقصى فيها الكيانات والأشخاص الذين ينادون بان يحكم هذا الشعب بالأيدولوجية التي يعتنقها ، وأن لا يستبعد الإسلام كنظام للحكم من الخيارات المتاحة ؟
لا بالطبع .
غدا إن شاء الله نقول لك ما هي النتائج المطلوب التوصل إليها من حوار الٱلية الثلاثية (الماسونية والعملاء والشيطان) .
★ حاشية :
استمعت في الأيام الفائتة إلى مجموعة من الأغنيات التي تم تسجيلها وبثها في نهاية خمسينات القرن الماضي وبداية ستيناته . ما أجمل الكلمات وارقها وما اشجى الألحان وما أكمل منظومات الموسيقي . أداها مطربون مطبوعون يحلقون بك في ٱفاق جميلة من النغم بأصوات رائعة وأداء جميل .. رحمهم الله : الكاشف في السالب فؤادي ، وفاطمة الحاج في استحق صدك ، وبادي محمد الطيب في انت حكمة ولا ٱية ، وعبد العزيز داوود في مساء الخير يا أمير ، ورمضان زايد في انا ليتني زهر ، وفاطمة الحاج في ايام وليالي ، وصلاح مصطفى في أكتب لي يا غالي الحروف وهي أغنية تبكيني .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى