مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : بالله دي دولة شنو ؟!!

سطور ملونة

بالله دي دولة شنو ؟!!

لا والله .. لا والله .. لاترضينا هذه الخدمات والمبادرات ، ونرى أنها لا تليق بشعبنا الأبي الكريم ولا بدولة وحكومة السودان ذات الإرث العميق .. تأمل معي (بعض) الذي يجري وخطورته ودلالاته المخيفة في نماذج محددة ليست هي كل شيء إنما هي مجرد مؤشرات :
* المحامون يقودون عملا ضخما للوقوف في وجه خطر المخدرات الداهم الذي طال الشباب من الجنسين ، ومن كل طبقات المجتمع ، وفتك بهم وبعقولهم بشكل مأساوي .
* الدعم السريع يدعم التعليم والمعلمين ، ويوفر معينات المدارس ، ويحل مشاكل مياه الشرب في مناطق بأكملها ، ويدعم المستشفيات ، ويتكفل بعلاج المدمنين وتأهيل مراكز علاج الادمان وغير ذلك كثير .
* البطاحين يجهزون قوة ضخمة تسد الأفق ، ويحاصرون شرق الحاج يوسف بحزام من البكاسي ولواري البدفورد والدفارات ، وهم مسلحون بكل شيء لوقف هجمات عصابات النيقرز والمتفلتين و٩ طويلة ، الذين جاهروا بما يفعلون ولم يبق إلا أن ينشئوا حزبا .
* مواطنون يحجزون الشاحنات المصرية ويرون أنها تهرب خيرات بلدنا بلا مقابل ، بعملة مزيفة تطبعها مطابع الكتب والكراسات في مصر .
★ نعم مبادرة كريمة من المحامين أن يتصدوا لأمر يدمر الشباب ، ويزعزع أمن المجتمع ..
★ ونعم مبادرة كريمة من الدعم السريع أن يدعم التعليم وخدمات المياه وعلاج المدمنين .
★ ونعم مبادرة ضرورية من البطاحين لحماية مناطقهم من هجمات تعدت على الأرواح والأمان والأموال ، في عرض للقوة يصرف عنهم خطرا يهددهم ..
★ ونعم أيضا لمواطنين غيورين يرون ثروات وطنهم تهرب عبر أرتال الشاحنات ليل نهار ويتصدون لوقف هذا النزيف .. لكن أين وزارة التجارة الخارجية والداخلية والأجهزة الأمنية حتى يتصدى المواطنون لعمل سيادي
★ أين الدولة من كل هذا .. ولماذا يضطر المحامون للقيام بحملة لمواجهة المخدرات ، بينما هناك جهاز الأمن ، ووزارة الداخلية ، وحهاز الشرطة العريق خاصة شرطة مكافحة المخدرات ، وهي من أفضل الأجهزة من نوعها في افريقيا ، وأين الإستخبارات بل القوات المسلحة كلها ، وأين النيابة والسلطة القضائية ، وأين سلطة البلاد السيادية العليا .؟
لماذا يحتاج التعليم والمعلمون وخدمات المياه والعلاج لدعم الدعم السريع ؟ أين الوزارات المعنية والسلطات الولائية وميزانياتها التي تفرض فيها الضرائب والجمارك ، ورسوم الإنتاج ، ورسوم الخدمات ، ورسوم القيمة المضافة ، وحصة الدولة من عائد تصدير البترول ، ومن البترول المنتج في السودان ، ومن الرسوم على كل لتر بنزين وجازولين ، ومن عائدات الذهب (الذي لا يهرب) ، وعائدات الصادر من كل شيء ينجو من التهريب ؟
وأنظر الدولة رفعت الدعم عن الوقود ، وعن الخبز ، وعن الكهرباء وهي أكبر بنود في الميزانية ، والغت مجانية العلاج والتعليم . وتوقفت الحرب في أطراف السودان ، وتوقف إنشاء مشروعات جديدة ، وتوقف الصرف على كثير من المشروعات القديمة . وتوقف (كما قالوا) الفساد الذي كان يهدر موارد البلاد ، وتوقف الصرف على تنظيمات الإنقاذ وهيئاتها ومجالسها التشريعية القومي والولائية .
أين الدولة والمخدرات تصبح قضية أولى بهجمة قل أن تحدث في بلد ذي سيادة ودولة ، وتضطر كيانات غيرها للتصدي له .
أين الدولة التي ندين لها بالولاء لأنها تقدم لنا الخدمات . فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعبده لأنه أطعمنا من جوع وأمننا من خوف وهذان سببان لجلب الولاء والطاعة قال تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا۟ رَبَّ هَٰذَا ٱلْبَيْتِ★ ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍۭ ★) صدق الله العظيم .
فهل تريد الدولة أن ندين بالولاء للدعم السريع ولإتحاد المحامين ونظار القبائل ؟
اهلنا يقولون (الهاملة ياكلها الضيب) أي أن الشاة المهملة يأكلها الذئب ، وهو مطابق للحديث الشريف . فإذا أهملت الدولة شيئا لابد أن يكون هناك من يتدارك هذا العجز والإهمال كما فعل الدعم السريع والمحامون . وهناك من يستفيد من هذا الإهمال كتجار المخدرات والمهربون ، وعصابات النهب والقتل والسلب والإغتصاب .. فقد وجدوها ( دلوكة وعودها أخضر ) !!!
إن التقدير لهذه الجهات ومبادراتها لا تعني بأي حال قبول أن تتنحى الدولة عن أداء واجباتها ، وتحمل الٱخرين القيام بدورها ، لأن هذا فيه مؤشرات خطيرة على الولاء الوطني للدولة وفي مجال ثقتهم فيها وفي قدرتها على تسيير الأمور .
نرفع أيدينا بالتحية لكل من سد ثغرة طالها إهمال الدولة ، وأعلاهم الدعم غير المعلن من المواطنين لبعضهم وتكافلهم في مساعدة الفقير وإطعام الجائع وعلاج المريض وسداد رسوم الطلاب . وذلك في زمان أغبر أصبحت فيه الدولة تقبل أن تقوم الكيانات الشعبية بدورها هي .
هذا الحديث تمليه قناعات صادقة بثقة كاملة في قدرة كفاءات أجهزة دولتنا على حل مشاكل البلاد ، وفي أن مواردنا الهائلة المتاحة التي أسيء استغلالها أو أهملت أو أهدرت تكفينا وتكفي دول أخرى عدة ، وأننا مازلنا نرى أن على قيادة الجيش أن تكرب القاشات ولا تتردد . وأن لاتضيق الصدور بنصح مخلص .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى