مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : غشوك .. المشكلة ما الحكم ..

سطور ملونة

غشوك .. المشكلة ما الحكم ..

حتى لا يتنبه الناس إلى الخطر الحقيقي المحدق بهم ضمن مؤامرة تدمير السودان أرضا وشعبا ؛ وضع المتٱمرون في إطار الصورة ما يشغل الناس عن السوس الذي ينخر العظام ..
يسقط البرهان .. لا يسقط حميدتي .. يسقط حمدوك … لا شكرا حمدوك .. تسقط قحت … لا يسقط الكيزان .. هذا إنقلاب لا هذا ما إنقلاب .. وزعوا كراسي السلطة .. ادونا وزارات . ادونا مناصب حكام ولايات .. لا مابنديكم … ما تدوا الكيزان .. بلوا الفلول .. لا بلوا لجنة التمكين .. افصلوا الناس من الوظائف .. رجعوا الناس للوظائف .. اعملوا انتخابات .. لا خلوها انتقالية كدا .. وهكذا ..
لكن ما الذي يجري في الخفاء ؟؟
الذي يجري في الخفاء هو تدمير ممنهج دقيق للمجتمع السوداني . وإليك بعض مشاهد المؤامرة القذرة :
* انتشار مرعب غير مسبوق لأخطر أنواع المخدرات والمنشطات الجنسية معا ؛ وتوزيعها وسط الشباب الامر الذي جعل الشرطة على لسان الناطق الرسمي لها تصفه بأنه أصبح سرطانا يدمر الشباب ؛ وتسبب في تجميد أعداد من الطلاب لدراستهم بالجامعات وانعزالهم عن أسرهم .
ونبهت إليه وحدات صحية ابرزها مستشفى التجاني الماحي الذي أعلن عن وصول أعداد مخيفة من المدمنين ..
وهذا بالطبع هو الرأس الطافي فقط من جبل الجليد لأن الحالات غير المكتشفة أو التي تستر عليها أهلها أضعاف ما ظهر إلى العلن . والمؤسف أكثر أن الأمر يشمل الجنسين .
ويزيد حدة التنبيه أن الأجهزة المختصة تضبط يوميا كميات هائلة من حبوب المخدرات والمنشطات بأنواعها المختلفة والهيروين والكوكايين وأطنان من البنقو وحمولات من الخمور المهربة . وتأتي من دول عديدة وعبر معظم الحدود ومداخل البلاد .
وكذلك فإن ما يتم ضبطه هو نسبة ضئيلة مما يتسرب إلى داخل البلاد ؛ والذي بدوره يضبط بعض قليل منه داخل الخرطوم . هذا وإن القليل الذي يضبط يكفي لتدمير شعب كامل .
ويزداد الخطر بضعف الأجهزة الأمنية جراء العواصف التي تعرضت لها ؛ وفصل كفاءات وخبرات تملك القدرة وتمسك بالمعلومات . إضافة إلى انشغال هذه الأجهزة الشديد بالمظاهرات والمسيرات والصراع الذي يجري في الشارع مستغلا الشباب المخدرين وغير المخدرين . وكل هذا يسهل مهمة مهربي المخدرات والخمور والعاملين على إباحة الجنس وشيوعه واعتباره أمرا عاديا .
وجه ٱخر ليس أقل بشاعة وهو إعتياد القتل كوسيلة وبدافع السرقة او الإغتصاب أو تصفية الخصومة السياسية أو حتى لإذكاء وقود الثورة وتجريم الجيش والشرطة .
اصبح الدم هينا ولا يخلو يوم من مجموعة جرائم قتل بشعة يقشعر لها البدن ؛ داخل البيوت وفي الشوارع وأماكن العمل ؛ وفي كل ساعات اليوم . إضافة إلى الطرق البشعة التي يمارس بها القتل وما يسبقه من تعذيب وما يلحقه من تقطيع وتمثيل بالقتلى .
لا لا هناك ماهو أبشع من ذلك وهو سفور المجرمين وانتشارهم في اغتصاب الحرائر وهو بالقطع ليس بغرض إشباع الغرائز البهيمية لأن الحرمان ليس واردا والحرام متاح ولا يحتاج إلى بحث انما هدفه صدم المجتمع وإزالة شعوره بالأمان . وتكررت صور أغتصاب نساء محترمات وفتيات . — وهذا بعض قليل مما يعلن — لأن الغالبية تتستر أو يتستر ذووها على ماجرى . ولسنا بحاجة إلى إيراد أمثلة لأن الجميع على إلمام بها حيث أن إذاعتها ونشرها منهج مقصود .
لكن الأشد بشاعة هو إنتشار اغتصاب الأطفال بشكل غير مسبوق وفي كل أنحاء البلاد وتلحق نسبة كبيرة منه القتل بعد الإغتصاب .
ولا أستهين بجرائم أخرى لكنها لا تساوي شيئا مقارنة بما ذكرنا كالسلب والنهب ( ليس السرقة) النهب بالقوة وتحت تهديد السلاح في رائعة النهار وداخل الاسواق وفي وسط زحام الناس .
ستنتهي الخلافات إن شاء الله على يد أمينة تمسك زمام السلطة بحزم وتقيم دولة ونظام حكم يختاره الشعب . وستتوقف دوامة عسكر ومدنيين وأحزاب عميلة وأحزاب هالكة لكننا سنجد عندما تشرق الشمس دمارا في المجتمع أكبر ٱلاف المرات من الدمار الذي أحدثه المخربون في الشوارع والمرافق العامة والخاصة . سنجد السوس الذي يصعب علاجه ينخر عظام الأمة ويتلف كبدها . وسنصلح الشوارع في سنوات قليلة لكننا سنعاني عقودا في ترميم جروح المجتمع وعلاج الأخلاق.

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى