مقالات

علي سلطان يكتب : البروف انور احمد عثمان..الوان المحبة والعطاء

وطن النجوم

علي سلطان يكتب : البروف انور احمد عثمان..الوان المحبة والعطاء

 

انا احد المعجبين بالبروفسيور انور احمد عثمان العالم الفلكي السوداني المعروف.
ومصدر اعجابي بشخصيته انه عِالمٌ حقيقي يعيش واقع الحياة مع الناس وليس منعزلا في صومعة الفلكي المعتكف الذي يَعِد النجوم ليلا بتلسكوبه ونهارا مع كتبه وابحاثه، وهو قد يفعل ذلك في خلواته.. ولكنه يعيش مع الناس افراحهم واتراحهم، ويعيش حياته بطريقته مع الناس وبالناس، ومع نفسه ايضا على طريقته المحببة الجميلة التي قدمها للناس ومازال دون رتوش..!

وهو رجل لا يبخل بعلمه، إذ يتنقل بين المدارس وحتى رياض الاطفال والجامعات على امتداد ولايات السودان يُقرب فهم علم الفلك للتلاميذ والتلميذات وعامة الناس كما يقرب بتلسكوبه النجوم البعيدات، وبادواته وامكانياته وطريقته المحببة في السرد والتعليم.

عرفنا البروف انور منذ ان طالبا في جامعة الخرطوم وهو في سن مبكرة يُقدم برنامجه العلمي الشهير (الكون ذاك المجهول) عبر شاشة تلفزيون السودان فاكتسب شهرة واسعة ، الذي لم يعد مجهولا بعد برنامجه الذكي الجاذب.
وبعد توقف دام طويلا عاد البروف انور ليقدم برنامجه القديم ذاك بالاسم ذاته.. ولكن ذلك الفتى النحيل قد اصبح رجلا وقورا بالشيب.. ولكن ظلت روح البروف انور وطريقته اللطيفة في التقديم كما كانت بل زادها تالقا وخبرة في التقديم وجذب المشاهدين.

و البروف انور له نشاطات عديدة عظيمة واهتمامات إنسانية شتى فهو يساهم في اعمال الخير بكل حب ونكران ذات، وقد تابعت له قبل شهور مكرمة انسانية رائعة بتوزيع كراسي متحركة لعدد غير قليل من ذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدة نفر كريم من فاعلي الخير..وكان البروف حريصا علي ان يوصل تلك الكراسي بنفسه. وتابعت له انشطة عديدة عبر صفحته على الفيس بوك، منها تصوير المساجد خلال تجواله في العاصمة المثلثة، ونشره لخطبة الجمعة التي يقدمها لمتابعيه كل جمعة (خطبة بلا منبر) من الخطيب انور احمد عثمان.

لقد قابلت البروف انور مرة واحدة قبل سنوات في محل لبيع التحف والاثار في السوق الافرنجي..فانا لا اعرفه معرفة شخصية.. ولكني احد المعجبين به وطريقته العفويه وعلمه المبذول لكل الناس.. وفي هذا اجر عظيم.
والذي دفعني الكتابة عن البروف هو انه يستحق التشجيع من معجبين به لا يعرفهم.

كما انني اود ان اقترح على ادارات المدارس الحكومية والخاصة ان تفتح الباب لعدد كبير من علمائنا وخبرائنا وخاصة الذين تقاعدوا عن العمل لزيارة هذه المدارس والقاء محاضرات او حصص التلاميذ والتلميذات،ربطا لهذا الجيل بجيل ابائهم واجدادهم.
وكذلك استضافة عدد من الاعلاميات والاعلاميين للمشاركة في تقديم البرامج الصباحية وطابور الصباح في المدارس.. وكل

ذلك سيحدث حراكا جميلا نحتاجه في هذه المرحلة.. كما يُمكن للجامعات الاستفادة من اصحاب الخبرات المعتقة مثل البروف انور احمد عثمان في مجالات مهمة متعددة. واتاحة الفرصة لهم ليقدموا محاضرات وندوات في المدارس في كل المراحل وفي الجامعات والمراكز الثقافية، و المساجد وغيرهما.

واذكر ان للبروف مشاركات في حلقات للعلم في عدد من المساجد.
واقترح ان نبادر بانشاء منظمة اجتماعية ثقافية شاملة تتبنى مثل هذه المبادرات وتعمل على تحقيقها في المجتمع..

وسنحقق بذلك حراكا علميا وثقافيا واجتماعيا يخرجنا من دائرة الاحباط والكآبة المحيطة بنا الان.. وانا اول الداعين لمثل هذه المنظمة.. واتمني ان يبادر معي البروف انور احمد عثمان وكل الاحباب الاعزاء من اعلاميين وصحافيين واكاديمين ورجالات مجتمع لاحياء منظمة تقوم بمبادرات مهمة لمجتمعاتنا هذه التي علاء برامجها الصدأ والتآكل.
اكرر تحياتي وتقديري للبروف انور احمد عثمان.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى