هاشم عمر يكتب مكافحة الإرهاب والتَّطرف
تحتفل الدول العربية من الرابع وحتى العاشر من يناير من كل عام بالأسبوع العربي للتوعية بمخاطر التَّطرف والإرهاب عبر عدد من المحاور الإعلامية وبتصميم برامج استباقية وتوعوية في مواجهة الإرهاب والتَّطرف اللذين يستهدفان المجتمعات العربيّة ويمثلان لها تهديداً مباشراً.
وقد أصبح الإرهاب والتّطرف من أخطر المهدادت الأمنيّة التي تواجه العالم واتّخذا أشكالاً وقوالبَ مختلفة؛ في ظاهرة تتصاعد يوماً بعد يوم، مما يتطلب تعزيز وتضافر الجهود العربيّة والإقليميّة والدوليّة؛ فجرائم الإرهاب والتَّطرف ليست بمعزل عن الجرائم
المُنظمة والمُستحدثة الأخرى كتهريب البشر وتجارة المُخدرات، مما يتطلَّب تكثيف الجهود وتوحيدها في مجابهة أخطار التَّطرف والإرهاب عن طريق التَّواصل المباشر بين الدول العربيَّة وتبادل الخبرات والتنسيق لرصد شبكات الإرهاب والتَّطرف
ومصادر تمويلها الذي يتم غالباً عن طريق غسيل الأموال، مما يتطلَّب مراقبة تدفُّق الأموال المشبوهة ومصادرها، ومما يتطلَّب كذلك سنَّ تشريعات وقوانين تنظِم طريقة التحويلات الماليَّة، إضافة إلى الاهتمام بتحصين المجتمعات العربيَّة من الأفكار
المتطرِّفة، وذلك بضبط الخطاب الديني في المؤسسات الدينية والتعامل بحزم مع مروِّجي خطاب الكراهيَّة والعنف المرتبط بالنَّزاعات بين الطوائف الدينيَّة وتعزيز قيم التسامح ودعم الجهود المبذولة في الدول العربيَّة التي يعاني جزء منها من الحروبات والهشاشة الأمنيَّة في مواجهة الإرهاب والتَّطرف باعتبارها بيئة صالحة لانتشار الإرهاب والتَّطرف.
والشرطة السودانيَّة واحدة من أعرق أجهزة إنفاذ القانون، سواء على مستوى المحيط الإقليمي أم على المستوى الدولي، وقد قامت العديد من الأجهزة الشرطيَّة في المنطقة العربيَّة على أكتافها وتمتلك خبرة متراكمة في كيفيَّة التعامل مع جرائم
الإرهاب والتَّطرف. وفي العام المنصرم تناول الفريق أول شرطة حقوقي، عنان حامد محمد عمر، وزير الداخليَّة المكلف، المدير العام لقوات الشرطة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك بحضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، تناول جهود السودان في حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب والتَّطرف.
وفي يقيني أن الدول العربيَّة تركِّز على جهود الشرطة السودانيَّة في مجال التدريب وتبادل الخبرات، باعتبار السودان مركزاً إقليميَّاً فاعلاً ومؤثراً في مكافحة الإرهاب والتَّطرف.