د. عبدالوهاب عبدالفضيل يكتب: رسالة إلى لجنة أساتذة الجامعات السودانية (لاجسو)

د. عبدالوهاب عبدالفضيل يكتب: رسالة إلى لجنة أساتذة الجامعات السودانية (لاجسو)
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم في لجنة أساتذة الجامعات السودانية (لاجسو)،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدايةً، نثمّن جهودكم الحثيثة في دعم ومتابعة قضايا أساتذة الجامعات، وخاصة ملف الهيكل الراتبي المُجاز، والذي وصل إلى مرحلة متقدمة. نأمل أن تكون هناك إرادة صادقة لتنفيذ هذا الهيكل في مطلع العام الجديد.
أيها الأساتذة الأجلاء، بمختلف مقاماتكم السامية،
طالعتُ – وغيري من الزملاء – بيانًا داخليًا صادرًا عن المكتب التنفيذي للاجسو، يتضمن استفتاءً حول الموافقة على إعلان الإضراب من عدمه، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الدولة السودانية.
نعم، نعلم تمامًا الحال التي وصل إليها أساتذة الجامعات السودانية، ولكن الواقع يُحتّم علينا في هذه المرحلة ألا نُشهر سلاح الإضراب بما يُفضي إلى تثبيط حكومة الأمل، بل نُراعي الأولويات، وفي مقدمتها تحرير البلاد من مشروع الاختطاف والتقسيم، ومساندة قواتنا المسلحة، والدعاء لها حتى يتحرر كل شبر من هذا الوطن الجريح، ويعود الاستقرار إلى كل ربوع البلاد.
أكتب هذا، لا تهاونًا، بل لإكمال دوركم المشهود منذ اندلاع هذه الحرب، فقد كنتم حضورًا في الصفوف الأمامية، تدافعون عن حياض هذا الوطن، وشرفتم مراكز الدعم النفسي في عدد من الولايات.
ولا سيما الآن، إذ لا يزال بعض الزملاء في براثن وسجون مليشيا الدعم السريع، فليس من الحكمة ألا نُسمع صوتهم عبر هذا الاستفتاء. إن الاستفتاء في هذه المرحلة يُعدّ تثبيطًا لمعركة الكرامة، وتذويبًا لأصوات زملائنا في الفاشر ونيالا والجنينة وغيرها من المدن التي لا تزال تحت سيطرة الدعم السريع.
نعم، أكتب هذه الرسالة حتى لا يُنتقص من دوركم المشهود، كما أسلفت، ولكن ستظل أيدينا على زناد الإضراب… ولكن عندما تتحرر الفاشر وأخواتها.





