مقالات

د.هيثم حسن عبد السلام يكتب : كلنا للقضية

مهد الحروف
د.هيثم حسن عبد السلام
خبير شوون المستهلك
mismawia@yahoo.com

عام هجري جديد
لمستهلك سعيد
كلنا للقضية✍️
وعام هجري اخر ، يلملم أوراقه ، ويتلفت الزمان ، وكأني به يبحث فيما مضى أن كيف مرت لحظاتي سراعاً ، وكيف ستبدأ أيامي مع عالم بات مضطرباً في كل شئ ، اختلطت بين الناس خداعاً وحقيقة ، جنوحاً وجنوناً ، غير أن بسمـة ارتسمت في وجه العـام المغادر ، إني وجدت لك مخرجاً لغسل أدران ما خلفته بعض نفوس شحيحة ، وبعض قلوب صدئة ، وبعض ضمائر في ثبات نومها تغط ، أو قل في غفلتها تناست رفع رأسها تمعناً في قمر قد انشق ، واقترب حسابها .
وفي التبسم سر كبير ، هي مسيرة بدأت ، ولن توقفها سوى محطات التزود بكل جديد وحديث ، ولن تثنيها عن مسارها سوى التوقف لاصطحاب الجميع ، فالمواصفة باتت لغة التفاهم العالمية كالماء والهواء لا تستقيم معاملات أو قل مجتمعات من الاحتكام لهما ، والتقيد بهما يفتح أبواب الوضوح والشفافية ، والجودة تبدأ منها ، وتنتهي بها كل جماليات المكان ، وتصبح اللوحة زاهية بكل ألوان تفتح النفس لعام آخر .
كلنا لقضية المستهلك قصة لن تنتهي بنا ولن تتوقف عندنا ، نحتاج للجميع ، مسؤولية ، وتعاوناً ، وتنسيقاً لتحقيق طموحات المستهلك السوداني ، نحتاج لجهود التاجر والمصدر والمنتج والمورد ، التزاماً قياسيا ، وتجويدا وتدقيقاً باشتراطات ومواصفات تضمن لهم أولاً سلاماً وأمناً وربحاً حلالاً ، وتمنح ما يقدمون من سلع وخدمات ومنتجات جوازاً للقبول ، تأشيرة للعبور لرضا الزبون .
نحتاج معنا المستهلك نفسه، إن كان طفلاً لينشأ (مواصفيا) ، ويتربى مع وعي عالمي وتوجه يستشرف به مستقبلا سيبدو قاتماً إن أهملنا المواصفة في حياته ، نحتاج المستهلك وإن تجاوز الصبا ليكون شاباً واعياً مدركاً ، ليقود يوما ما مستقبل هذا البلد الواثق رغم جراحات التكبيل والتعطيل ، نحتاج معنا رجالا وشيوخاً ليقدموا مع الخبرة عصارة تجاربهم الشخصية ، وكيف نمكّن لمجتمع معافى يتجاوز محطات المخربين والطامعين والمتلاعبين بقوت الجميع ، متناسين أن الفاسد يأكل منه وأهله ، وقد ينكوي بنيرانه قبل الآخرين .
ولاجل مستهلك امن وسعيد نحتاج معنا سيدتي حواء (مواصفة المنزل) لتراقب وتفحص ماتقدمه لجموع المستهلكين داخل مملكتها الصغيرة ، نحتاجها معنا تكفكف عن صدورنا دمعات سقطت من فرط أهوال سمعناها وشاهدناها بغياب الضمير .
(إذن كلنا نعمل معا) لغة نختم بها ما مضى ، ونبدأ فيها مرحلة جديدة لنكتب بالمواصفات والجوده وحدة الوطن الجديد، وحدة جهود من يخدمون المستهلك ، ولا أظن من يسعى وحده في عقد زمان سينتهي ، يوماً سيصل ، غير أني متفائل بعام هجري جديد نكون فيه معاً .
وكل عام والمستهلك بخير وصحة وعافية ، وكل عام ونحن معاً يداً واحدة ضد مخالفة المواصفات .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى