يوسف عبد المنان يكتب: جنجويد السوق وضياع الحقوق

يوسف عبد المنان يكتب: جنجويد السوق وضياع الحقوق
الجنجويد صفة تعبر عن سلوك كل ظالم ومغتصب ولص ومستغل لظروف الناس ومن ياكل حق الناس بالباطل أو يلحق بهم ضررا وقديما قيل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
إذا كان الجنجويد الموت والسحل والنهب قد سرقوا من السودان أعز مايملك فجنجويد الخدمة المدنيه من أسماهم الفريق ياسر العطا بالخطر الداهم على المصارف والنيابة العامة وهناك بالطبع جنجويد آخرين في سوق الوقود وسوق المحاصيل والصادرات من الذهب إلى
السمسم والفول ولكن نحن هنا بصدد الحديث عن قطاع قد يراه الناس هامشيا ولايرفد الخزانة العامة بمال ولكنه قطاعا حيويا الا وهو قطاع عريض من ملاك وعاملين في حقل الاستخدام الخارجي المعنى بتسهيل إجراءات سفر المواطنيين إلى بلدان الخليج وبصفة أخص المملكة
العربية السعودية وقد سطت على قطاع الاستخدام الخارجي بصورة مفاجئة جائحة مثل الكورونا في ظل غياب تام عن وزارة العمل والإصلاح الإداري هذا الاسم كان منحوتا في زاكرة الشعب السوداني ولكن يقينا لااعرف أن كان اليوم هناك وزارة للعمل ووزير يتمتع
بصفة رجل دستوري دعك من اسمه ولكن فقط انظر إلى التجريف الذي يتعرض له قطاع الاستخدام الخارجي من قبل شركة واحدة محظية من قبل السلطات في المملكة العربية السعودية بمزاولة أعمال البصمة الحيوية من طالب التأشيرة مثلها وافرع أخرى في بلدان عربية وهي فكرة في ظاهرها تخدم المواطنين ولكن في واقعها
تهضم حقوق قطاع عريض جدا من مكاتب الاستخدام الخارجي البالغ عددها الف وأربعمائة وخمسون مكتبا يعيش عدد مائة وخمسون الف أسرة اي مايقارب المليون سوداني ياكلون الخبز الحافي من هذا القطاع وشركة تاشير المحظية بالخدمة كان يمكنها أن تستفيد وتترك للآخرين يقتاتون من خشاش الأرض وفي بواكير عهدها
تعهد مديرها بأنهم معنيين فقط بإجراءات اخذ البصمة التي كانت مجانا في السابق وصارت اليوم بمبلغ ثلاثين دولارا للبصمة الواحدة وأصبحت الشركة فجأة مستحوزة على كل شي تاكل ولاتترك للآخرين شيئا بتحكمه في مواعيد اخذ البصمة بضرب مكاتب الاستخدام بحيث
حينما يدخل صاحب المكتب في النظام لأخذ الحجز يفاجئ بأن أقرب موعدا ثلاثين يوما في وقت تباع فيه حجوزات البصمة بمبلغ 350ريالا رغم انها في النظام مجانيه مما جعل إعداد كبيرة من المواطنيين يعزفون عن السفر بعد مكوثهم طويلا في فنادق مدينة باطشة
بجيوب الناس مثل بورتسودان ويشكو الناس بأنهم حينما يذهبون لإجراءات البصمة يتعرضون لرهق وتعسف واذلال وصفوف طويلة في مكان لايليق بالإنسان من حيث الخدمات وبعد رهق طويل وطرق وعرة يصل من يقف في الصف منذ الفجر إلى حيث صالة تسليم المستندات وعليه دفع 120 ريال وليس بالعملة الوطنيه
مثل سائر البلدان التي تمنع مثل هذه المعاملات الا بالعملة الوطنيه رغم أنف بنك السودان المسكين كل الذي يحدث في هذا السوق مهددا بانفجار كبير في ظل غياب وزارة العمل التي تمثل حكومة السودان وقد أهدرت موارد ضخمة تصل لنحو مائة وخمسة وعشرين مليارا هي
رسوم ترخيص سنوي لمكاتب الاستخدام المهددة بإغلاق إذا لم تتدخل حكومتنا للحفاظ على مصالح رعاياها وفي غياب البرلمان وفي غياب وزارة العمل وانشغال جهاز الأمن بالقتال في مسارح العمليات خلا الجو للجنجويد في السودان ونواصل كشف المخبوء في مقبل الايام