ينصر دينك ياحميدتي !!!
سطور ملونة
ينصر دينك ياحميدتي !!!
يا اخوانا حميدتي هذا يقول كلاما خطيرا .. وهو دائما (يجيبها من الٱخر) . ويتميز بأنه يضع النقاط على الحروف .. ويختلف عن كل السياسيين الذين قادوا بلادنا في تاريخها الحديث في شجاعته بالإعتراف بالخطأ في صراحة لم نتعودها من قبل .
هو السياسي الوحيد الذي قال (نعترف أننا فشلنا) قالها أكثر من مرة .. واعترف بأن وضع البلاد في غاية السوء .. ولم يتجمل كما يفعل الساسة عموما ويبرروا أخطاءهم ، ويزينوا عيوبهم وفشلهم كأنه نجاح ، ويلقوا باللائمة على (الأعداء) من الرجعية ، أو الثورة المضادة ، أو الكيزان والدولة العميقة ..
هل من سبيل أن لا نصدق سياسيا كهذا ؟.
لننظر في الحديث الخطير والمهم الذي قاله عقب عودته من روسيا :
حميدتي قال عن قحت بوضوح أنهم بعد تسلمهم السلطة حكموا سنتين ونصف وفشلوا فشلا ذريعا . وقال أن التردي الذي حصل في السودان أعاده إلى الوراء ليس ثلاثين سنة إنما مائة سنة . وضرب أمثلة بتدني إنتاج النفط إلى أقل من النصف . وعدم صرف رواتب جميع الدبلوماسيين لمدة سنة ونصف السنة . والفشل في كل مرافق الدولة .
لكن الرجل لم يكتف بالإعتراف بالمشكلة ، لكنه قدم الحل الصحيح لأول مرة منذ سقوط البشير ، حيث أكد أن لاجدوى من الرهان على الخارج ، وأن يكون الحل سودانيا ..
ينصر دينك يا حميدتي ولا فض فوك ويسلم ضراعك ..
مصدر الرضا عن هذا الحديث ليس فقط في شجاعته ، ولا في إهتمامه بتنوير الشعب بأن الوضع حرج بدل الصورة الزاهية الكاذبة التي إعتاد السياسيون رسمها . إنما يضاف إلى هذا دعوته للتخلص من التبعية ، والترفع عن مذلة الإعتماد على الخارج ، والركون إلى الأجنبي ليحل لنا مشاكلنا ، ويمطر علينا الخير والبركة ..
وأكد في لغة الواثق أن الحل يجب أن يكون سودانيا ..
ينصر دينك تاني يا حميدتي وأبشر بالخير فالحل موجود في السودان ، وهو حل لكل المشكلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ..
الحل موجود في شعب خبراته في السياسة ونظم الحكم طويلة عريقة ، وهم متمكنون من الممارسة .. وله موروث فكري غني متنوع . ولهم خبرة إدارية هي الأفضل في المنطقة ، وموارد طبيعية ووسائل إنتاج الموجود منها حاليا يكفي ويزيد ..
لكن المشكلة هي ضعف الإرادة وسوء الإدارة التي لازمت دولتنا منذ إستقلالنا ..
لن نبكي على عهود تصرمت بفشلها وإخفاقها .. ولن ننوح حتى على عهد قحت الأسود .وعلى الذين حكموا فيها شلت أيمانهم وشمائلهم تلاحقهم لعنات شعب افقروه ، وهدموا أركانه ، وزعزعوا بنيته ، وأضروا بأخلاق شبابه ، وفككوا دولته ، ونشروا الظلم والفساد ..
لكننا نقول أبدأوا الٱن :
★ نريد سلطة حازمة حاسمة لا تخشى في الحق لومة لائم ، ولا ترهب أمريكا وعملاءها ، ولا تبني توجهها السياسي بما يرضيهم ..
★ نريد سلطة تبتر يد التدخل الأجنبي ، وتسوق العملاء إلى مشانق الخيانة العظمى بيد القضاء العادل .
★ نريد سلطة تحقق سيادة القانون بلا هوادة ، وبقوة متناهية في الأمور كلها ، بدءا من القضايا الكبيرة وانتهاءا بمخالفات المرور والقاء القمامة في غير مكانها الصحيح . بدون تجاوزات ولا استثناء .
★ نريد سلطة تفرض هيبة الدولة بحزم فلا مساس أو مساءة للقوات النظامية ، ولا التعدي على حرمة الأجهزة العدلية .
★ نريد سلطة تبسط الأمن بيد باطشة رادعة مفزعة في مواجهة المخدرات والسلب والنهب والاغتصاب والقتل والتهريب والفساد والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بالتخريب بحجة التظاهر ، والكذب والتعدي على سمعة الغير ومظاهر التفسخ والإنحلال التي لا تليق بشعبنا المحترم .
★ نريد سلطة توقف المحاباة والمحسوبية ، وأن يكون تولي الوظائف وتسنم المناصب حسب الكفاءة والقدرة .
★ نريد سلطة تحقق العدالة السياسية ، فلا تحجر على أحد ، ولا تحرم فكرا ، ولا تقصي تيارا . وتترك الفيصل للشعب دون وصاية من أحد عليه ، أو السماح بإدعاء تمثيله .
★ نريد سلطة تقود البلاد إلى إنتخابات نظيفة ، تتولد عنها سلطة تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ، عبر كيانات يفرضها قانون واضح لا يسمح بالمشاركة إلا لحزب سليم التكوين وفق القانون ، وله برامج لحل مشاكل السودان ، وتتبعه قاعدة جماهيرية حقيقية ، وله ممارسات سياسية رشيدة وفق القانون ، ولم يقع في مستنقع العمالة .
★ نريد سلطة قوية لا يفرض عليها أحد رأيه من توجهات قبلية عنصرية ، أو مناطقية جهوية ،أو فكرية .. لا عبر السلاح ولا الصراخ .
وأقول لك هذه السلطة هي قواتنا المسلحة مسنودة بالقوات النظامية الأخرى الدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات ..
إن مقاليد السلطة بأيديهم الٱن ، وغالبية الشعب تساندهم ، والعالم وضع عصا العداوة معهم ، واكتسبوا من الخبرة والتجربة ما يكفي تماما لتسيير البلاد والوصول بها لحكم الشعب الرشيد .
أخيرا .. نريد سلطة تماثل قامة هذا الشعب الكبير وكفانا من الهوان والتراخي .
محمد أحمد مبروك