مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: كلام حميدتي خطير جدا !!

سطور ملونة

كلام حميدتي خطير جدا !!

حميدتي خطير جدا .. حميدتي يجهز لإنقلاب .. حميدتي يحاصر سلاح المدرعات … حميدتي يطوق القيادة العامة … حميدتي … حميدتي .
بعد ٱلاف الأطنان من الحديث الذي تحدث به المتحدثون منذ سقوط البشير ولم يسمن أو يغني من جوع قال البرهان وحميدتي كلاما سمينا ثمينا حسما به قول كل خطيب .. يمكن أن يكون تحولا جوهريا في مسيرة السياسة السودانية ، ويشكل حاضرها الجديد ..
لكن قبل حديث البرهان حميدتي فقد سبق أن كتبت مايلي :
(ما يصدقه الواقع هو أن قوات الدعم السريع تعمل الٱن بتنسيق وإشراف كامل من الجيش . وحميدتي أعقل من أن يكون خصما للجيش ، فهو جزء أصيل من القوات النظامية السودانية ، بل أصبح منسوبو القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود من المعاشيين والمفصولين والمستقيلين جزءا مهما من قوات الدعم السريع ، حملوا إليها تقاليد الجيش وانضباطه ، وحسه الوطني ، ومقومات التدريب فيه .
والدعم السريع الٱن يعمل مع الجيش في الجبهات الحربية ، وفي حفظ الامن ، ومكافحة الجريمة المنظمة ، ومحاربة المخدرات ، ودعم استقرار المجتمع ، وحققت التوازن المطلوب مع الحركات المسلحة ، وألجمتها حتى لا تستأسد وتثير القلاقل .
إن الأهدف من ه‍ذه الحملة على الدعم السريع لا تنفصل عن أهداف الحملة على الجيش والشرطة لتفكيك صمام أمان السودان ، وحامي حياضه ، وضامن وحدة ترابه وشعبه ، للوصول إلى ه‍دف أعداء السودان الإستراتيجي بإضعاف السودان وتمزيقه ، للتمكن من السيطرة عليه)
يشرفني أن أنقل من حديث اللواء شرطة عثمان صديق البدوي استبشاره وبشارته بأن أسعد خبر هو تحقيق شعار جيشٌ واحد ، لينضم إليه شعار شعب واحد الذي هو أغلى أمنيات شعبنا . حيث قال معلقا على حديث البرهان وحميدتي في الإفطار السنوي لقوات الدعم السريع :
أهم ما جاء في تلك المخاطبة ، أكد البرهان على قدرة دمج القوات وتوحيدها في الوقت المناسب ، كما حيّا قائد وضباط وضباط صف وجنود قوات الدعم السريع على تعاونهم اللامحدود ، منوهاً إلى عدم الإستماع إلى دعوات الفتنة ، وأنّ هذه القوات لن تتقاتل أبداً في أي وقت لأنها تعمل من أجل تحقيق هدف وطني واحد ، وذكّر الحضور بأن وحدة هذه القوات إنما هي عنوان لوحدة وتماسك البلاد . وتحدّث نائبه في ذات المنهج ببساطته المعهودة ، حين قال : (نحن دايرين جيش وطني واحد ، جيش بعقيدة واحدة ، هي عقيدة القوات المسلحة، وما عندنا أي مشكلة ، لكن الحكاية دي دايرة ترتيب).
وسعادة اللواء شرطة صديق عثمان البدوي رجل له رؤية ثاقبة في المجال الأمني تأملوها بروية حيث قال عن الدعم السريع :
هذه القوات ، التي تأسست في العام 2013 كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني ، وفي العام 2017 أجاز البرلمان ، أيّاً كانت شرعيته قانوناً، جعل تبعية هذه القوات للجيش السوداني، ومهما اختلفت الآراء حولها، فقد أصبحت هذه القوات واقعا، ولتكون أكثر واقعية ، الضرورة تقتضي تبعيتها للجيش السوداني فعلياً ، وكذلك باقي الحركات ، لسبب واحد هو أنّ جيوش القبائل والجهات تتلاشى بمرور الزمن لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينخرط كل شباب الجهة أو القبيلة في العسكرية دون التمني والرغبة في المخصصات والمهن الأخرى ، كما أن التجنيد للعسكرية لهُ سِن محددة للتجنيد ، وأن تعدد الجيوش يفرز القتال ونقص القوات وهلاكها، ويميل لعدم الحياد ومناصرة القبيلة لا الوطن ، وبالتالي يُشعل نار الفتن . وسبب ثالث أي تمويل لتلك القوات خارج ميزانية الدولة فهو ينضب وينتهي ومؤقت وزائل . لذلك لا بديل لتلك القوات غير الدخول في حوش القيادة العامة الشاسع (سلك الجيش) فهو حوش يسع كل القبائل السودانية لتنصهر في جيش واحد قوي ، يحرس مكتسبات أرضه وخيراتها ،، جيش يهابه العالم…. وهذا ما لا يريده العالم !!
ظلّت البلاد في فترة إنتقالية ، بين مؤيد لشرعيتها ، وبين من يرفضها، أهم مهامها هيكلة القوات الحكومية وتنظيمها، هذا التنظيم الذي يعقبه الدمج أُشار له البرهان وحميدتي في الإفطار أمس ، بأنه يحتاج لوقت… والوقت هو معلوم لدى كل السودانيين ، راعي الضأن في وديان السودان يعلمه ، هو إتفاق المكوِّنات السياسية على حكومة وطنية تخرج البلاد لبر الأمان من هذا المأزق الذي تعيش فيه….. حكومة وطنية تكمل متطلبات الفترة الإنتقالية، والتي أهمها بند الترتيبات الأمنية وتوحيد الجيش، ومن ثَمّ تنفيذ بقيّة المتطلّبات. إن توحيد الجيش قد لاحت ملامحه أمس للأُفُق …. وتبقّي توحيد الشعب بتشكيل الحكومة عاجلاً لتكتمل نغمة : “جيشٌ واحد.. شعبٌ واحد” .
لا أزيد على حديث سعادة اللواء لكن أقول أن هذا ما تمنيته وكررت تأكيده ثقة لا تتزعزع في جيشنا وفي قوات الدعم . والمويةتكذب الغطاس .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى