مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب :يا اخينا انت عاوز شنو؟؟

سطور ملونة

يا اخينا انت عاوز شنو؟؟

عندما يطلب منك شخص غير محدد الاهداف طلبا ثم يغير طلبه ثم يطلب نقيضه يبلغ بك الضجر منتهاه فتصيح به : يا اخينا انت عاوز شنو .
الٱن بلغ بالناس الضجر منتهاه فصاحوا بالجميع : يا اخينا انت عاوز شنو ..؟
أصبح من المؤكد أن اللاهدف أصبح نهجا ونمطا للتفكير عند الجميع .. والمتقدمين منهم لهم أهداف هلامية غير معلومة النهايات وغير محددة الوسائل . أهداف ضيقة إذا تحققت تقود إلى مشكلات أكبر مثلما حدث في مواجهة البشير عندما بلغ نظام حكمه منتهاه ضعفا وفشلا وفسادا خرج الشارع محددا الهدف في ( تسقط بس ) وعندما سقط البشير وجماعته أسقط في يد الشارع ماذا يفعلون وكيف يحلون مشكلات البلاد القديمة والمستحدثة .
ثم مضت نفس النظرة القاصرة : جيبوا حمدوك . وجاء حمدوك بلا هدف ولا رؤية ولا برنامج ليبسط بعد شهور يد الحيرة انه لم يعطوه برنامج .
وهرعت الأحزاب تطالب بمقاعدها في السلطة وأعطيت المقاعد . وبعد أن جلس عليها منسوبوهم لم يعرفوا ماذا يفعلون لأن الهدف كان حصة في مقاعد الحكم ولم يكن الهدف إصلاح شأن السودان ( وفق ) رؤية واضحة وبرنامج عمل محدد وخطط محسوبة الأهداف والوسائل لتؤدي إلى نتائج معلومة .
وحتى قيادة الجيش التى تولت التغيير وأمسكت بزمام السلطة لم تكن لديها رؤية علمية صحيحة لإدارة المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لنظام مدني ديمقراطي منتخب . وندلل على ذلك بما يلي :
* ماهي المسوغات التي جعلت القيادة تحدد أحزابا وتنظيمات دون سواها لتشاركها السلطة الانتقالية حيث أن هذه الحزاب والتنظيمات لم تفوض بانتخابات ولا قوائم توقيعات جماهيرية ولا استفتاء . وبدورها بعد أن اعتلت السلطة أصبحت تحدد من يشاركها ومن لا يشارك وقررت إقصاء الجيش نفسه الذي أعطاها السلطة .
* الحديث عن الانتخابات والديمقراطية حديث باطل من أساسه لأن المصطلحين ليست أسماء جوفاء إنما هي جوهر ومحتوي . فالانتخابات في الدنيا كلها لاتعني فقط عملية الاقتراع وعد الاصوات انما تعني في المقام الاول وجود أحزاب حقيقية مكونة تكوينا سليما من الوجهة القانونية والهيكلية ولديها استراتيجية وخطط وبرامج عمل لحل مشكلات البلاد تطرحها للناخبين . وتبشر بها عبر ندوات ومحاضرات ووسائل اعلام ومطبوعات وتقنع الناخبين بانها الحل . بل وتجرى المناظرات بين الاحزاب والمرشحين يبين فيها كل طرف صحة رأيه ويفند بنقد مهذب بناء رأي الطرف الاخر .
لكننا عندما نسأل أحزابنا و سياسيينا الذين يطالبون بتولى السلطة او يترشحون للانتخابات : انت عاوز تحكمنا عشان تعمل لينا شنو وحا تحل مشاكلنا كيف وما هي رؤيتك وخططك وبرامجك . لانجد عندهم أجابة سوي نهيق وحديث مطاط وعبارات فضفاضة جوفاء .
الان نحن في حالة صياح وصراخ وهرج ومظاهرات واحتشاد عسكري بلا طائل ولا يحكمه عقل ولا منطق ولا فهم سياسي .
المسألة ليست بدون حل لأن تعقد الامور وتشابكها والاضطراب الشديد تقود أهل الحزم والجدية لأن يوقفوا العبث ويضعوا حدا للفوضي . كثيرون يقولون ان لم تقف الفوضى فسيقود ذلك السودان الى التمزق والشتات والفوضى . وهذا افتراض من لا يعرف حقيقة السودان وتكويناته فالقوة العظمى هي شعب عاقل صبور لكنه في اللحظة الحاسمة سيحسم الفوضى ويبطش بالذين لم ينفع معهم التعقل . لكنه لن يسمح لجاهلين بقيادته نحو الهلاك .
العاقل من يسأل قبل أن يسألوه : انا عاوز شنو بالضبط .
محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى