مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : ايوة نعم الدعم السريع !!

سطور ملونة

ايوة نعم الدعم السريع !!

لا يفوت على فطنة من أوتي أقل قدر من الذكاء ان يدرك أن الحملة المسعورة الملتهبة التي تواجه قوات الدعم السريع هي حملة نظمتها أجهزة استخبارات رفيعة الخبرة وتنفذها من خلال مأجورين لهم أو مستغفلين أو من سطحيين لم ينظروا إلا تحت أقدامهم ..
ولننظر بطريقة التجريد إلى مكونات الحملة والأدوات المستخدمة فيها :
* حميدتي ليس مؤهل عسكريا لينال رتبة الفريق أول وأنه مجرد ( جنجويد ) لا علاقة له بالعسكرية النظامية .
* حميدتي مارس الإبادة العرقية في دارفور ضد القبائل غير العربية .
*حميدتي مهرب للإبل والذهب واستولى على جبال ومناجم تنتج ذهبا .
*حميدتي باع قواته للسعودية ليقاتلوا في اليمن من أجل حفنة دولارات .
*حميدتي لا يعرف العمل السياسي وغير مؤهل ليكون نائبا لرئيس مجلس السيادة .
*قوات الدعم السريع مليشيات غير قانونية ومعادية للجيش السوداني .
*قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة القيادة العامة وتساهم في قتل المتظاهرين السلميين الٱن في الشوارع .
أنظر إلى براعة الإتهامات فهي كلها اتهامات مبنية على عناصر تجعل من السهل تصديقها .. لكن دعنا نبدأ بتحليل هذه الإتهامات واحدا تلو الٱخر :
* أول الإتهامات هو التأهيل العسكري لحميدتي فقد بني أساس الإتهام على أنه لم يكن قد بدأ حياته العسكرية ضابطا في الجيش خريج الكلية الحربية . ولأن هذه حقيقة فإن باني الاتهام البارع نسج عليها .. لكن من قال أن الجيش والقوات النظامية في السودان وغيره لا تمنح رتبها إلا لمن بدأوا سلمها من أسفله :
أولا هناك أعداد كبيرة من منسوبي القوات النظامية في رتب متفاوتة تصل حتى أعلى الرتب ليسو عسكريين ولا علاقة لهم بالعسكرية إلا الحد الأدنى من التدريب العسكرى الذي لا يؤهلهم ليكونوا مقاتلين .. لكن لديهم خبرات وقدرات في تخصصات مهمة كالطب والصيدلة والهندسة بكل فروعها والأعلام والقانون والموسيقى وغيرها جعلتهم ضمن المكونات الأساسية للجيش .
فمثلا منح نميري طيب الله ثراه شاعر الكتيبة الكاتب الأديب منير صالح عبد القادر رتبة العقيد ضمن إدارة التوجيه المعنوي وهي رتبة كان يشغلها قليلون ٱنذاك . وقد حكي لي انا شخصيا عليه الرحمة أنه كان في مكتبه في القيادة العامة وعندما خرج من المكتب ضرب الحرس البندقية على الارض وضرب رجله بقوة على الارض رافعا ىده بالتحية العسكرية فقال إنه ( خلعته ) هذه الجلبة وسأل الجندي ( في شنو يا إبني ) فرد عليه التحية سعادتك !!
وأعرف صديقا من حملة الدرجات العلمية الرفيعة وله باع طويل في مجال الرياضة تم تعيينه في رتبة اللواء في جهاز الأمن وهو لم يتعسكر يوما .
وهناك ما يعرف في كل منظومات الخدمة ( بمقومات ومهارات تفي بمتطلبات الوظيفة ) . فحميدتي رجل ناجح متفوق في المجال العسكري فهو ماهر جدا في العمليات العسكرية ناجح في أنشاء القوات وقيادتها وحقق إنجازات كبيرة على الصعيد العسكري في دارفور وغيرها ألجمت الحركات المسلحة وأوقفت زحفها وعدوانها على الجيش والمدن والمواطنين من مختلف الأعراق . وحقق محدودية الحرب حتي لا يتسع نطاقها وتكون مع الجيش مباشرة .
ونجح في تطوير قوات الدعم السريع التي بدأت بنظام الوحدات الصغيرة سريعة الحركة عالية الكفاءة القتالية الى وحدات منتظمة مدربة حسنة التنظيم عالية الإنضباط متعددة المهام .
وطور منشٱت الدعم السريع وطور تسليحه وعقيدته القتالية الوطنية ليصبح هدفها الوطن كله واستقراره وحماية أراضيه لتلتقي مع الجيش السوداني في نقطة واحدة .
واستطاع توفير موارد مشروعة بل تعتبر إضافة إيجابية للإقتصاد الوطني مول بها كل عمليات تطوير وتسيير قوات الدعم السريع ولم تتحمل خزينة الدولة ذلك .. وهذه محمدة وسنة ماضية في الجيوش فالجيش المصري مثلا يدير ستين بالمائة من الإقتصاد المصري بدءا من الصناعات الثقيلة وانتهاء بانتاج الحلويات ورغيف الخبز . وانظر الي الجيش التركي وجيوش اوروبا الشرقية وجيوش في جنوب شرق أسيا وغيرها .
حتى الجيش السوداني فقد طور قدرات اقتصادية عبر شركاته المستهدفة الٱن بهدف إضعافه . وحققت هذه الشركات دعما قويا لأفراد القوات المسلحة في معيشتهم وأصبحت قوة منتظمة منضبطة في الاقتصاد الوطني ولنا إليها عودة إن شاء الله في حديث لاحق .
ألا يؤهل كل هذا محمد حمدان دقلو ليكون في رتبة الفريق ..
ويمكن بسهولة توضيح سييء الغرض في إتهام حميدتي بتهريب الذهب والتجارة غير الشرعية . فتعدين الذهب وتجارته وتصديره حق مباح لكل سوداني . وحميدتي الٱن ليس شخصا إنما هو كيان وشخصية إعتبارية يمارس نشاطا إقتصاديا مشروعا وتصب عائداته في خانة مصلحة البلاد بالإنفاق على قوات الدعم السريع أولا وبدعم المجتمع الذي رفع قوات الدعم السريع إلى أكبر داعم للتعليم والصحة وتوفير مقومات الإنتاج للمزارعين والرعاة في وقت عجزت فيه خزينة الدولة الخاوية عن دعمهم وهي تتحصل منهم الزكاة والضرائب ورسوم الأنتاج ورسوم العبور والقبانة ورسوم بأسباب ورسوم بلا أسباب بينما لا يتحصل حميدتي من أحد شيئا .
بينما تخرس هذه الألسن عن ( دول ) تهرب ذهبنا وماشيتنا ومحصولاتنا الزراعية بأموال مزيفة اي تأخذها مجانا !!
وقوات الدعم السريع الان قوات ثرية لا تحتاج لأن تبيع رجالها للحرب في اليمن إنما شاركت ضمن القوات المسلحة السودانية ووفق اتفاق مع الدولة السودانية وحكومتها .
وتمضي الحملة الملتهبة ضد قوات الدعم السريع بتصويرها قوة معادية للجيش السوداني ومحاولة إثارة الفتنة معه . لكن ما يصدقه الواقع هو أن قوات الدعم السريع تعمل الٱن بتنسيق وإشراف كامل من الجيش . وحميدتي أعقل من أن يكون خصما للجيش فهو جزء أصيل من القوات النظامية السودانية بل أصبح منسوبو القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود من المعاشيين والمفصولين والمستقيلين جزءا مهما من قوات الدعم السريع حملوا إليها تقاليد الجيش وانضباطه وحسه الوطني ومقومات التدريب فيه .
والدعم السريع الٱن يعمل مع الجيش في الجبهات الحربية وفي حفظ الامن ومكافحة الجريمة المنظمة ومحاربة المخدرات ودعم استقرار المجتمع وحققت التوازن المطلوب مع الحركات المسلحة وألجمتها حتى لا تستأسد وتثير القلاقل .
اما محاولة تجريم الدعم السريع بقتل المعتصمين في القيادة او في المظاهرات فهو حديث فطير لم يقو أمام النيابات ولجان التحقيق . وهذا لا يشبه الدعم السريع ولا يمكن أن يقبل أفراده تنفيذه ولا يمكن أن يسمح به الجيش قيادة وأفرادا .
إن الأهدف من ه‍ذه الحملة لا تنفصل عن أهداف الحملة على الجيش والشرطة لتفكيك صمام أمان السودان وحامي حياضه وضامن وحدة ترابه وشعبه للوصول إلى ه‍دف أعداء السودان الإستراتيجي بإضعاف السودان وتمزيقه للتمكن من السيطرة عليه .
أما الحديث عن مقومات حميدتي السياسة فقد أثبت الرجل أنه سياسي محنك بعيد النظر . ولو لم يكن كذلك لما غلب مصلحة البلاد العليا وانحاز إلى ثورة التغيير ولو لا انحيازه هذا لكان التغيير باهظ الثمن .
وأثبت من خلال ممارسته السلطة أداء مرضيا بنجاحه في كل الملفات التي تولاها وحقق نتائج طيبة في كل المفاوضات التي قادها أو شارك فيها على الصعيد الوطني أو الدولى .
ومنذ السبعينات كتبت في الصحف المرة تلو الأخرى مناديا المسئولين بأن يعترفوا بأخطائهم .. وأسأل دائما لماذا لم يقل مسئول واحد في الدولة السودانية عبر تاريخها أنه أخطأ بينما قالها حاكم لا يقارن بحميدتي ولا أي حاكم على ظهر الأرض ( أصابت إمرأة وأخطأ عمر ) ذلك أن عمرا شجاع ويتبع الحق دون مكابرة .
وقد فعل ذلك حميدتي حين إعترف بعجز المنظومة الحاكمة وإخفاقها فقال بالصوت العالي ( نحنا فشلنا ) وعدد عناصر فشلهم فنال بذلك مصداقية جلبت له تقديرا واحتراما . هنا لا أقارن بين سيدنا عمر رضي الله عنه وحميدتي فلا مجال للمقارنة انما القصد توضيح أن من مميزات الحاكم الاعتراف بالخطأ .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى