الأخبارالعالميةتقارير

غيرا منظور العالم للرجل الأسود.. تعرف على علاقة مالكوم إكس ومحمد علي في وثائقي “أخوّة الدم”

غيرا منظور العالم للرجل الأسود.. تعرف على علاقة مالكوم إكس ومحمد علي في وثائقي “أخوّة الدم”

على الرغم من أن محمد علي ومالكولم إكس لم يكونا مقربين عندما اغتيل زعيم الحقوق المدنية، إلا أن عائلتيهما ما زالتا تتحدثان مع بعضهما البعض حتى اليوم.

نهى سعد

تناولت الكثير من الأفلام والمسلسلات الدرامية والوثائقية حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، والحقوقي الأميركي مالكوم إكس، ولكن لأول مرة يعرض الفيلم الوثائقي الجديد “إخوة الدم” (Blood Brothers) من إنتاج شبكة نتفليكس، مرحلة حرجة في حياة اثنين من أشهر السود الأميركيين وأكثرهم تأثيرا، وكيف اجتمعا لفترة وجيزة، وتفرقا رغم علاقتهما الوثيقة

تدور قصة الوثائقي الجديد “إخوة الدم” حول الصداقة التي جمعت أشهر وأعلى صوتين فترة الستينيات، غيرا مسار أصحاب البشرة السوداء: محمد علي (الذي كان يسمى كاسيوس مارسيلوس كلاي قبل إسلامه) ومالكولم إكس، فهما أكثر من مجرد صديقين، جمعتهما القضية والمعاناة واستمرت علاقتهما من عام 1962 وحتى 1965.

يقول كورنيل رونالد ويست، الفيلسوف والناشط السياسي “أن تكون أسود البشرة في عالم يهيمن عليه بيض البشرة يعني أنك غير محبوب، ومنبوذ، ويراك الناس أقل جمالا وذكاء ومطلوب أن تكون خائفا دائما، لكن مالكوم إكس ومحمد علي.. مستحيل، فقد كانا أكثر سود البشرة حرية بالقرن الـ 20”.

رحلة قصيرة

يذكر الفيلم أن مالكوم إكس كان، باعترافه، بائع مخدرات متجولا فيما مضى، لكنه أصبح رجلا جديدا، لا يدخن ولا يحتسي الخمر، وتغيرت حياته بعد أن علمه الدين الإسلامي أنه لم يعد عليه الخجل من كونه أسود البشرة، وبعد انضمامه إلى “أمة الإسلام” وهي جماعة للأميركيين السود المسلمين، عينه إلايجا محمد، رئيس الجماعة، المتحدث الرسمي باسم الحركة، وغير اسمه من مالكوم ليتل (صغير) إلى مالكوم إكس.

وبينما كان مالكوم إكس يحارب استعلاء البيض وعنصريتهم، بدأ محمد علي، الذي كان في العشرينات من عمره، في تحقيق مكاسب كبيرة في الملاكمة، وذاع صيته، وبدأ مالكوم إكس في التقرب إليه لكسب قاعدته الشعبية والاجتماع سويا للمكافحة من أجل حقوق السود.

وبالفعل تمكن مالكوم إكس من التقرب إلى محمد علي وأصبحا يشيران إلى بعضهما البعض بالإخوة، وشهد مالكوم إكس على أكبر انتصارات صديقه في الملاكمة، وخاصة عندما فاز ببطولة العالم على حساب الملاكم سوني ليستون عام 1964، حتى أصبحا جزءا لا يتجزأ من حركة الحقوق المدنية.

محمد علي (يمين) رفقة مالكوم إكس وزوجته وبناته (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويغوض الفيلم بعمق في قصص كلا الرجلين، كيف اجتمعا وكيف أصبحا مفتونين ببعضهما البعض، ويكشف هذه الحقائق وما وراءها، من أعين أقرب الناس إليهما، ومن بينهم إليسا ابنة مالكوم إكس، واثنتان من بنات علي (مريم وهانا) ورحمن علي الأخ الوحيد لمحمد علي، كما يعرض بعض اللقطات الأرشيفية الرائعة التي لم يُشاهد الكثير منها من قبل.

نهاية غير متوقعة

وبعد الكثير من الخلافات بين إلايجا محمد ومالكوم إكس انفصل الأخير عن الجماعة، في حين أصبح محمد علي ضمن أتباع الإيجا والمقربين إليه، واعتبر أن كل من يعادي رئيس الجماعة عدوا له أيضا، وأصبح عليه الاختيار بين صديقه ومعلمه، لكنه اختار معلمه، وانقطعت علاقته بصديق روحه بشكل غير متوقع.

ولم يدرك محمد علي خطأه الكبير إلا بعد اغتيال مالكوم إكس عام 1965، عقب أيام من انتقاده للإيجا محمد واتهامه بإنجاب أطفال من مراهقات، واستغرق الأمر سنوات حتى قرر محمد علي أن يتواصل مع أسرة صديقه المقرب، بعد انفصاله عن “أمة الإسلام” عام 1975.

وعلى الرغم من أن محمد علي ومالكولم إكس لم يكونا مقربين عندما اغتيل زعيم الحقوق المدنية، فإن عائلتيهما ما زالتا تتحدثان مع بعضهما البعض حتى اليوم.

ويتضمن “أخوّة الدم” مقطعًا من جنازة محمد علي عام 2016، وتظهر عطا الله شباز، ابنة مالكوم إكس، وهي تتحدث عن الرياضي الراحل، وقالت “وجود محمد علي في حياتي عوضني عن أنفاس أبي في الحياة لمدة 51 سنة بعد وفاته”.

الأصابع الخفية

ويطرح “أخوة الدم” أيضًا أسئلة مختلفة حول الرجلين، والتي لم يتم حلها، بينها ما يتعلق بقضية اغتيال مالكولم إكس، الذي أدين في قتله 3 أعضاء في “أمة الإسلام”.

كما يتطرق الفيلم إلى تعمق مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI)  داخل “أمة الإسلام” بهدف تقويضها وتوسيع الخلاف بين قادة الحركة.

وأشارت صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية إلى أنه يُعتقد على نطاق واسع أن جون علي، السكرتير الوطني لأمة الإسلام في ذلك الوقت، كان مخبرًا للمكتب الفدرالي، وقد التقى بأحد قتلة مالكوم في الليلة التي سبقت الاغتيال.

إنسانية القائدين

تقول مريم علي في إجابتها عن سؤال حول سبب موافقة عائلتها على المشاركة في الوثائقي إنه “العمل الأول الذي يركز على إنسانية مالكولم وأبي، لم أشاهد أبدا فيلما يركز على صداقتهما وأخلاقهما وتعاطفهما”.

ويقول مخرج ومنتج الفيلم ماركوس كلارك “اعتقدت أنه من المهم حقا أن يفهم الناس من أين أتى (مثل) هؤلاء الرجال، تربيتهما ونشأتهما والفترة القصيرة التي جمعتهما، ووحشية الشرطة آنذاك وتفشي العنصرية والتمييز”.

وتناولت العديد من الأفلام والمسلسلات قصة حياة مالكوم إكس، من بينها المسلسل القصير على نتفليكس بعنوان “من قتل مالكوم إكس” (Who Killed Malcolm X) وفيلم “ليلة في ميامي” One Night in Miami” الدرامي عن حقوق أصحاب البشرة الداكنة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى