مقالات

سنهوري عيسى يكتب : (استثمار الشتاء) .. رسائل الي (هؤلاء)

سنهوري عيسى يكتب :

(استثمار الشتاء) .. رسائل الي (هؤلاء)

موسم الشتاء من المواسم المهمة في حياة الأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانية جمعاء، بل إن الديانات السماوية أوضحت أهمية الشتاء في حياة الناس ، عبر ما تنزل من الوحي على انبياء الله ، وقد أوضح لنا القرآن الكريم ما دار من حوار بين بني إسرائيل وسيدنا موسى عليه السلام بخصوص طلبهم بأن يخرج لهم الله تعالى مما تنبت الأرض من( يقلها وقثابها و فومها ودسها وبصلها ) …فكانت الإجابة (اهبطوا مصر فإن لكم ماسالتم) . ولعل مصر المقصودة هنا حسب المفسرين والعلماء الذين من بينهم فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي هي مصر من الامصار …اي الأرض التي تصلح لإنتاج او انبات هذه المحاصيل الشتوية والله اعلم… كما حدثنا القرآن الكريم أيضا عن أثر رحلة الشتاء علي أهل مكة (قريش) في صورة ايلاف بقوله تعالى : (لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف ) وما حمله التفسير من ايلاف النعم وعواقبه .
ونحن الأمة السودانية نتاثر بفصل الشتاء في حياتنا فهو موسم مهم جدا لنا جميعا حكومة وشعبا وشركاء في الإنسانية .. وبما أننا بين يدي موسم شتاء ومبشر هذا العام من حيث الطقس وتنبؤات هيئة الأرصاد الجوية ، فلابد من ارسال رسائل في بريد( هؤلاء) من أجل إستثمار موسم الشتوي وسنرسل رسائلنا لهم جميعا .
# ونبدأ رسائلنا بقطاع المزارعين وكل الزراع في ربوع بلادنا الحبيبة بان يستثمروا فصل الشتاء ويقبلوا علي زراعة المحاصيل الشتوية بالتركيز على التمويل الذاتي خاصة لمحصول القمح الذي سيجنون ثمار التوسع في زراعته نتيجة لتحسن أسعاره محليا وعالميا ، كما ان اتجاه الحكومة لخفض الدعم عن القمح والدقيق والكهرباء خلال الموازنة الجديدة ، سيشكل حافز للتوسع في المساحات المزروعة بالقمح وزيادة الإنتاج رغم عدم توفر الظروف المناسبة لزيادة الإنتاج والتوسع في زراعة القمح في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج من تقاوي وبذور محسنة واسمدة وعدم توفر التمويل الذاتي لدي الكثير من المزارعين، وضعف التمويل الحكومي لزراعة المحاصيل الشتوية عبر البنك الزراعي ، وضعف أسعار تركيز القمح والتى لا تشجع على الإقبال على زراعة المحاصيل الشتوية، ولكن نناشد كل المزارعين بأن يعملوا على تجاوز عقبات زراعة القمح وتذليل الصعوبات من أجل زيادة المساحات المزروعة وزيادة الإنتاج من محصول القمح لتأمين الغذاء لاسرهم أولا وللشعب السوداني ولتخفيف الضغط على الدولار والحد من الاستيراد والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.
ورسالة لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بأن تسارع إلى معالجة العقبات التي تواجه الموسم الشتوي وفي مقدمتها توفير التمويل ومداخلات الإنتاج وإعلان أسعار تركيز مجزية للمزارعين لتشجيعهم علي الاقبال على التوسع في المساحات المزروعة بالقمح، ودعم البنك الزراعي بزيادة رأس ماله، واحداث استقرار إداري بالبنك الزراعي بالتنسيق مع بنك السودان المركزي حتي يطلع البنك الزراعي بدوره في إنجاح الموسم الشتوي وتجاوز العقبات التي تواجه الموسم.. فنجاح الاصلاح الاقتصادي وخفض دعم عن القمح والدقيق الذي تعتزم وزارة المالية تطبيقه في موازنة العام المقبل رهين بنجاح الموسم الشتوي وزراعة القمح وتحقيق إنتاجية تجعل الأسعار الجديدة للخبز في متناول يد المواطنين.
# رسالة الي وزارة الزراعة بأن تقوم بدورها في إنجاح الموسم الشتوي وتجاوز العقبات التي تواجهه، وأحكام التنسيق مع وزارة المالية وينك السودان والبنك الزراعي وإدارة المشاريع الزراعية القومية والولائية ووزارات الزراعة بالولايات.
# رسالة إلي وزارة الري بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير المياه لري المحاصيل الشتوية، لضمان إنجاح الموسم الشتوي.
# رسالة إلي وزارة الطاقة والتعدين بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الجازولين والكهرباء لضمان تأمين جيد لتأسيس المحاصيل الشتوية.
# رسالة الي بنك السودان المركزي بأن يسارع إلى دعم البنك الزراعي وحل المشاكل التي يواجهها والمساهمة في زيادة رأس ماله،وتوفير النقد الأجنبي لاستيراد مدخلات الإنتاج وتوجيه البنوك التجارية بالمساهمة في توفير التمويل للموسم الشتوي .
# رسالة للبنك الزراعي بأن يسارع إلى الاطلاع بدوره في إنجاح الموسم الشتوي عبر توفير التمويل وتدفقه في مواعيده فالزراعة مواقيت وتوفير مداخلات الإنتاج و التدخل لشراء القمح باسعار تركيز مجزية للمزارعين.
# رسالة للبنوك التجارية بأن تسارع إلي المساهمة في تمويل الموسم الشتوي عبر فروعها العاملة بالولايات خاصة الولايات المشهورة بزراعة المحاصيل الشتوية والقمح تحديدا، وتحفيز المزارعين علي الإقبال على زراعة القمح خاصة الذين يعتمدون على التمويل الذاتي ولديهم ضمانات ورغبة في التوسع في المساحات المزروعة بالقمح.
# رسالة للقطاع الخاص الوطني بأن يسارع في إقامة شراكات تعاقدية مع المزارعين لزراعة محصول ، علي غرار الشراكات التعاقدية الناجحة لزراعة محصول القطن بالمشاريع المروية والولائية والتى شجعت المزارعين علي الإقبال على زراعة القطن وإعادة البريق للذهب ابيض بفضل هذه الشراكات التعاقدية التى وفرت التمويل والمداخلات وقدمت اسعار تركيز مجزية للمزارعين .
# ورسالة لادارات المشاريع الزراعية القومية والولائية وحكومات الولايات بأن تطلع بدورها في إنجاح الموسم الشتوي.
# ورسالة للعلماء والباحثين وهيئة البحوث الزراعية بأن يسارعوا إلى استنباط عينات جديدة من القمح ذات جودة وانتاجية عالية تحقق أرباحا للمنتجين والمستثمرين.
# رسالة إلى السماسرة والمضاربين بأن يبعدوا عن المضاربة في محصول القمح وقوت المواطنين، وأن يوظفوا أموالهم في زراعة القمح ومحاصيل الصادر حتى يحققوا ارباح حقيقة ويوفروا سلع تدعم الاقتصاد الوطني وتؤمن قوت المواطنين ويقيموا مشروعات استثمارية توفر فرص عمل للشباب.
# رسالة للأحزاب السياسية بأن توظف مواردها وطاقات شبابها في الإنتاج، وليس في تنظيم المليونيات وإغلاق الشوارع فقط، لتكون البداية بالاستثمار في الموسم الشتوي وزراعة القمح لتملك القوت والقرار .
# ورسالة للأجهزة الإعلامية والزملاء المهتمين بالشأن الاقتصادي أن يتصدر الموسم الشتوي وزراعة القمح دائرة اهتمامهم ويركزوا علي إظهار العقبات والتحديات وتحفيز المزارعين علي الإقبال على زراعة القمح وحث المسؤولين على تجاوز عقبات زراعة القمح وانجاح.
# ورسالة قبل الأخيرة الي رئيس مجلس السيادة الانتقالي و رئيس الوزراء بأن اتفاقكم السياسي الرامي للتواصل لإعلان سياسي يحكم الفترة الانتقالية وصولا للانتخابات ، ينبغي أن تتصدر أولوياته معاش الناس ، وهذا المعاش يقوم على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني لذلك عليكما الاهتمام بالزراعة وليبدا هذا الاهتمام بالموسم الشتوي وانجاح زراعة القمح، فإذا كان الإصلاح الاقتصادي والسلام أهم انجازات الفترة الانتقالية كما ذكرتم في حفل توقيعكم علي الاتفاق السياسي في الاسبوع الاخير من نوفمبر الماضي، فإن الاستمرار في الإصلاح الاقتصادي وخفض الدعم عن القمح والكهرباء في الموازنة الجديدة رهين بنجاح الموسم الشتوي وإنتاج القمح لتمزيق فاتورة الاستيراد واحداث وفرة في القمح والدقيق حتي تكون الأسعار الجديدة للخبز في متناول يد جميع المواطنين ولا يضطرون إلى الخروج للشارع.
# رسالة أخيرة بمناسبة حلول فصل الشتاء والبرد القارس الي أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة وفاعلي الخير (أفراد وجماعات ومنظمات خيرية) بأن البرد قارس والجوع كذلك، فمن يملك أن يتصدق بما عنده من ملابس شتوية وبطاحين وفنايل برد وتقديم وجبة الإفطار للطلاب بالمدارس والجامعات سينال الخير الوفير ويستجير بصدقته يوم يقوم الناس لرب العالمين.
اللهم هل بلغت فاشهد

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى