السودانمقالات

خالد البصير يكتب : معبر ارقين.. أزمات وعراقيل

معبر ارقين.. أزمات وعراقيل


كتب خالد الصادق البصير


تتفاقم أزمة المغادرين لمصر بمعبر ارقين وتزداد وطأتها على القادمين، فالمعبر الواقع على بحيرة النوبة من الناحيه الغربية يعتبر من أهم البوابات والمنافذ التي تربط بين السودان ومصر، وهو نقطة التلاقي الحيوية بين البلدين خاصة في مجالات التبادل التجاري والاقتصادي.
أشير للواقع المأزوم هناك من خلال تجربة شاهدا عليها عند عودتي برا من القاهره فالمعبر يواجه تحديات كبيرة ويؤدي الطاقم العامل فيه واجباتهم في ظل أوضاع ماساوية بالغة التعقيد.

ومايعانيه المعبر هو نقص في القدرات العلمية والعملية. وربما أصبح يئن من وطأة الفوضى. والتيم العامل في المعبر يمكننا أن نقول بأنه يعمل في منطقه شده.
فالمعبر يحتاج إلى إصلاح واصحاح وتعديل وتقويم.
والتحديات متمثله في البنيه التحتيه للمباني والتي لم تتماشى تصاميمها ومايماثل أغراضها. ورغم حداثتها فإنها أصبحت متصدعه وارضياتها لاتليق بمستوى ميناء يستقبل ويودع القادمين والمغادرين وبه واثاثات مهترئه وبائسه.
كما يحتاج المعبر إلى جهاز كاشف الأمتعة وكاميرات المراقبه والتي سوف تحد من فقدان وضياع بعض أمتعة المسافرين وذلك لتوفير الوقت والجهد وصالات الجمارك والجوازات تحتاج إلى كاونترات جيده تواكب التطور.
ويفتقر المعبر لصالات إنتظار مسافرين وقادمين. مع العلم بأن أقصر فتره زمنية لتواجد عابر إلى مصر ربما تكون خمسه أو سته ساعات. أما القادم من مصر فاقصر فتره زمنيه لاقامته ربما تكون خمسه عشر ساعه.
ومن الممارسات الخاطئة للشركات الناقله للركاب فإن الرحلات دائماً ماتكون مزدوجة وتقوم بتحميل البضائع والتي تكون بالاطنان مع ركاب عاديين لايحملون إلا حقائب ملابس شخصيه . ويدفعون ثمن الإنتظار لأشياء ليس لهم فيها خف جمل.
كما يعاني المعبر من عدم الحمامات والمعاناة مزدوجة للمسافرين وللطاقم المقيم والعامل في الميناء بعدم وجودها بالطريقه الصحية المثلى. وتشكل مياة الشرب أكبر الهواجس في الميناء ولقد علمنا بأن سلطات المعبر المصري قاموا بقطع إمداد المياه عن المعبر السوداني لأسباب نجهلها، ولكن السؤال القائم لماذا يعتمد الجانب السوداني على الإخوه المصريين في إمداد المياه والنيل على بعد بضع خطوات. ويعتمد المعبر على تانكر متوسط الحجم يزرع الدرب جية وذهابا من النيل إلى المعبر محملاً بمياه خام لاتصلح للشرب. ويتم تفريغها في صهاريج وبراميل صدئه غير مطابقه للمواصفات الصحيه. وإن العابر يمكنه أن يبتاع مياه صحيه إلى أن يغادر. ولكن كيف للعامل المقيم في المعبر أن يعتمد على مياه صحيه يفوق سعر القاروره الصغيره منها أكثر من مائه جنيه ويحتاج إلى كم منها في اليوم الواحد؟
كما يحتاج المعبر إلى كافتريا بمواصفات جيده تلبي إحتياجات القادمين والمغادرين.
المعبر بحاجه ماسه لشركة نظافه ذات إمكانيات عاليه، لأن مايتكدس بالمعبر من نفايات وقوارير فارغه تسيطر على المشهد لا تقدر عليه إلا شركه نظافه من طراز رفيع
ومن التحديات الكبيره التي تواجه المعبر، هي عدم إستقرار الإمداد الكهربائي ورداءة شبكات الإتصالات.
ومن المشاهد السافره والمستفزه وجود تجار عمله يرابطون امام صالات المغادره والقدوم، يمارسون أنشطتهم بكل أريحية وأمان، وتتساهل السلطات معهم رفقاً بالمسافرين والقادمين ويتعطل القانون وتقنن تجارة العمله في ظروف استثنائية خاصه. ونعزي ذلك لعدم وجود صرافه رسميه. ووجود ماكينه صرآف آلي. حتى تكون الأمور في نصابها وأن يكف المعبر الذي يسبح في خضم فوضي تجارة العمله وبعض التعاملات الربويه التي يمارسها الذين يقومون بتحويل الأموال للمحتاجين للعملات. ويحتاج المعبر إلى وحده طبيه كاملة ومجهزة. وأيضاً تحل الكتابه والإرشادات بالبوهيه في الحوائط محل اللافتات، بمعني كل التوجيهات من إدارة المعبر والمعلومات التي يراد إيصالها للعابرين فهي مدونه على الحوائط ومكتوبه بالبوهيه. وبخط اليد بطريقه بدائيه.
وتبقي الحقيقه الواضحه بأن الأداء في المعبر أقل من المتوقع، لأن القوات النظامية بكل فئاتها تعمل تحت ظروف صعبه وقاسية ويتحملون مافوق طاقتهم ومايحصل الآن سيؤدي إلى تدني عطائهم الوظيفي ويضعف إنتاجهم ويثبط من همتهم، ولابد للحكومه أن تحرص على تهئية بئيه مواتية وصالحه للعمل.
إن عملية التغيير الكلي في الأداء الحالي للمعبر سيؤدي إلى مستويات غير مسبوقة في نمو التنميه والإقتصاد بالمنطقه وانسانها. وإن التخلف في فكر التطور يقيد حركة التجاره للسلع عبر المعبر ونعزو ذلك لغياب الاستراتيجية التي تستهدف بناء التقدم التجاري.
على الحكومه أن تخضع رسالتنا هذه لدراسة تحليليه تسهل الاستفاده منها وتستخرج من تداعياتها العبر، ونضع كلماتنا بين يدي المسئولين وجهات الاختصاص وهدفنا أن نحث على خدمه نموذجية.
ولابد للحكومه من فهم قضية المعبر المطروحه وأهمية المعبر الذي يدفع بوتاير التنميه ويعمل على تغذية الخزينه العامه.
وأن لاتظل الحكومه مكتوفة الأيدي وتكتفي بالمشاهدة وتنتظر مايدره لها ضرع المعبر. إذن لابد من تغيير المسار وتصحيح الأوضاع والذي نعتقد جازمين بأن الآوان لم يفت إذا توفرت اراده حقيقيه هدفها التغيير والإصلاح وإثراء تطوير العمل الإقتصادي والجمركي.
أخيراً..
الحقيقه كالشمس، تحتاج إلى الاختناق وراء الغيوم لتبدو أكثر جمالاً.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى