كولومبيا تحقق في مقتل عشرات المرتزقة بعد إسقاط طائرة إماراتية في السودان
بوغوتا | الخرطوم | العهد اونلاين
فتحت الحكومة الكولومبية تحقيقًا رسميًا عقب تقارير عن مقتل نحو 40 من مواطنيها، يُعتقد أنهم كانوا على متن طائرة إماراتية أُسقطت بواسطة الدفاعات الجوية السودانية قرب مدينة نيالا، جنوب دارفور، أثناء محاولتها دخول الأجواء السودانية سرًا لدعم مليشيا الدعم السريع.
طائرة مرتزقة في مرمى النيران السودانية
أفاد الجيش السوداني أن الطائرة كانت تقل مرتزقة أجانب، بينهم عدد كبير من الكولومبيين، وقد تم إسقاطها بعد رصدها وهي تقترب من مجال جوي خاضع للرقابة العسكرية.
الطائرة، التي أقلعت من إحدى القواعد الليبية، يُعتقد أنها كانت تنقل إمدادات بشرية ولوجستية إلى قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا ضد القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023.
تغريدة رسمية للرئيس غوستافو بيترو
في أول تعليق له على الحادث، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عبر منصة X (تويتر سابقًا):
“Se habla sin confirmar de 40. Veremos si logramos el retorno de sus cuerpos.”
“يُقال دون تأكيد إن العدد هو 40. سنرى ما إذا استطعنا إعادة جثامينهم.”
وأضاف أنه أمر سفيرة بلاده في مصر، لوز إيلينا مارتينيز، بفتح تحقيق عاجل للوقوف على حقيقة ما جرى، مؤكدًا أن حكومته ستعمل على ملاحقة الجهات المسؤولة عن تجنيد الشباب الكولومبيين وإرسالهم إلى ساحات القتال.
مرتزقة كولومبيون في صراعات الخارج
تُعد كولومبيا من أكثر الدول التي يخرج منها جنود سابقون للعمل كمرتزقة حول العالم، نتيجة لعقود من الصراع المسلح الداخلي الذي أنتج أعدادًا كبيرة من العسكريين المحترفين الباحثين عن فرص عمل.
بحسب تقارير استقصائية، تم تجنيد ما يزيد عن 300 جندي كولومبي سابق خلال الأشهر الماضية للقتال في السودان، بوساطة شبكات تعمل انطلاقًا من ليبيا والإمارات، وبرواتب مغرية تصل إلى 3,000 دولار شهريًا.
الرئيس بيترو انتقد هذه الظاهرة سابقًا، مؤكدًا أن “الارتزاق جريمة”، ودعا لتشريعات تمنع إرسال مواطنين كولومبيين للقتال في نزاعات أجنبية.
السودان: التحذير وصل
الجيش السوداني أعلن أن الطائرة كانت “جزءًا من عملية نقل مرتزقة وأسلحة إلى الدعم السريع”، واعتبر أن إسقاطها “رسالة واضحة لكل من يحاول التدخل في الشأن السوداني أو دعم الميليشيات المتمردة”.
مواقف دولية مرتقبة
يتوقع مراقبون أن تُثير الحادثة موجة من المواقف الدولية، خاصة بعد تأكيد مشاركة كولومبيين في صراع خارجي عبر شركات أمنية خاصة، وسط تصاعد الاتهامات بدعم إماراتي لمليشيا الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي رسميًا.
