مقالات

محمد عبدالله الشيخ يكتب:نصف رأي..امين الزكاة كسلا والبدريين نقل الشعيرة من خانة العادة الي رسوخ العبادة

محمد عبدالله الشيخ يكتب:نصف رأي..امين الزكاة كسلا والبدريين نقل الشعيرة من خانة العادة الي رسوخ العبادة

 

 

نشأ ديوان الزكاة عبر مراحل من التجريب والتقييم والتقويم الي ان وصل الي الاستقلالية والشخصية الاعتبارية ليأخذ اسمه ووسمه ورسمه بموجب القانون حيث كانت الزكاة تتبع للشئؤن الدينية والأوقاف كقسم من اقسمها لتكملة هياكل الوزارة بلا دور واضح والبست ثوب المسكنة وخمول الذكر شأنها شان كل المؤسسات

المعنية بالشعائر الإسلامية ثم دمجت الزكاة مع الضرائب وظهرت كاسم فقط لاقترانها مع الضرائب(ديوان الزكاة والضرائب ) التركة التي اثقلت الديوان كثيرا بعد استقلاله حيث مضي الناس يقرنونه بالضرائب واستمر الاسم مسيطرا تعلو( الضرائب )بانطباع له ظلال علي

(ديوان الزكاة ) لكن بصبر وجلد المؤسسين والإصرار علي فرض وجود الزكاة في المجتمع جباية وصرفا بدات الشخصية في التشكل والظهور بفضل الخبرات التي تم انتدابها من الضرائب والشئؤن الدينية والهيئة القضائية والرعاية الاجتماعية وغيرها ومن ثم تعيين شباب من

خرجي الجامعات والشهادة السودانية فدبت في الديوان روح الحماس بعنفوان هؤلاء الشباب وبدأ التاسيس في الولايات اوالاقاليم حينها حفرا بالاظافر علي صخور المستحيل الصلدة ومضي الانتشار والعمل الميداني بأقل المعينات في الغيط وتواجد شباب الزكاة من المؤسسين في نقاط خلوية نائيه يواجهون مختلف الظروف من

حيث غرابة الفكرة في عدم الزامية الزكاة وحتي عدم وجوبها في بعض الأوعية وبتحمل هؤلاء الشباب وصبرهم وجلدهم مضت التجربة في الرسوخ والصعود شيئا فشيئا عبر تفاصيل كثيرة لايمكن حصرها استوي الديوان علي جادة الطريق وبرز دوره الواضح بفضل تلك المجاهدات والصبر والمصابرة هذا الجيل الذي كان حينئذ من شباب التاسيس والنشاة من أخذوا صفة البدريين او

الابكار أصبحوا اليوم علي دفت قيادة العمل الزكوي بخبرات مهولة وقدرات إدارية ومعرفية عالية ودربة علي العمل ترجل الكثيرون منهم بعد تركوا بصمات وخلدوا أسماءهم في رسوخ العمل دون يترجل احدهم بوصمة الي ان صار الديوان في مقدمة مؤسسات الدولة يتقدمها بالآف الخطوات عطاءً وبذلا وزاع صيته خارجيا

وأصبحت خبراته مطلوبة ونموزجه متفرد تتهافت عليه الدول والمنظات الإنسانية والخيرية ما قادني وهداني لهذا الحديث ما خطه قلم احد المواطنين من مدينة حلفا الجديدة في شان احد اعمدة الزكاة وخبرائها من جيل الشباب المؤسسين حينذاك الأخ مولانا حامد احمد حامد امين الزكاة بولاية كسلا الحالي حيث أنصف كاتب

الكلمات وهو الاستاذ عثمان نوري والذي سرد بلا غرض ولا رجاء غرض مايمطئن اهل الزكاة والحادبين في الدولة والمجتمع ويسلج صدورهم بأن الزكاة بها رجال قدرات وأخلاق وثقة بالنفس والنموذج الذي ذكره الأخ عثمان نوري في قدرة قيادات الديوان علي امتصاص صدمات المجتمع وتحويها الي رصيد لصالح الديوان وما حدث من امين الزكاة بولاية كسلا ليس بالأمر المدهش ولا

المستغرب في قيادات الزكاة فهو مشهد متكرر ومالوف في يوميات عمل قادة الزكاة بل جل موظفيها ان لم يكن كلهم وهو كذلك ليس بالشيء المستغرب من مولانا حامد احمد حامد شخص يتفرد بصفات القيادة ويمسك بتلابيب الإدارة المعاصرة عبر خبرة تقارب أربعون عاما هكذا هم من اسسوا هذا الصرح المفخرة (ديوان الزكاة ) والذي رسخ وعظم نفعه وعلا دوره بفضل ما أمتلكت

القيادات من روح السماحة والخلق وتفهم مطلوبات المجتمع يتحملون الضغوط العالية وافرازات الراهن والواقع المعاش ونموذج حامد في كسلا صورة مكررة بتفاوت قدرا ومقدارا تضاف إليها الميزات الشخصية لكل امين وقيادي في كل ولايات ومدن السودان وفي الأمانة العامة لديوان الزكاة بدءً واقتداءا بالامين العام ومدراء إدارتها العامة واقسامها وكافة منسوبيها يقدمون القدوة

والاسوة لغيرهم حتي انتقلوا بالزكاة من العادة الي مفهوم العبادة ياتيهم صاحب الحاجة بحال ويخرج منهم علي حال آخر لأنهم علموا ان (ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها اذا هم يسخطون) هذا هو منهاج تعاملهم مع أصحاب الحجات وبذات الحرص هم اقوياء بلا تجبر في أخذها (خذمن أموالهم صدقة…الخ) كامر سلطاني وعزيمة من عزائم

هذا الدين وعفيفين في التعامل مع اموالها إلاّ بحقها حريصون علي صونها والحفاظ عليها خشية لله وتقديرا للمسؤلية يعلمون (من اعطاها موتجرا فله أجره واثمها علي من ضيعها) إذا مؤسسة من مؤسسات الدولة هذا

ديندنها وهولاء رجالها ستمضي وتعلو ترتاد الآفاق ببركة عطائها وبفضل دعاء الفقراء والمساكين وما أدخلت من سرور وما مسحت من دمعات وما أدركت من حاجات اهل المسغبة والمعوزين وما احيت من ركن من أركان الدين وعظمته عبادتاً لله وتطهيراً للاموال وتذكية للانفس وسعيا لاقامة مجتمع الكفاية والعدل

هذا مالدي
والرأي لكم

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى