مقالات

محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية(2)

محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية(2)

 

 

 

في المقال السابق تعرضنا لجزء اساسي في أغنية الاستاذ الموسيقار المرحوم محمد الامين وصدامها الواضح الصريح (للقوالات) والحد من تأثيرها باتخاذ خطوات إيجابية وسريعة وحاسمة نحو الهدف دون تردد بخطوات مدروسة:-
*١- نشيل املنا*
*٢ـ نقابل اهلنا*

والنتيجة

*١- يقولوا أهلاً*
*٢-خلاص قبلنا*
شوف التعادل الذي لا يحتاج (لإنتصار ) و المؤدي في خطوات الي طريق:-

*لا يقولوا قالوا لا يقولوا قلنا*

وبالتالي تنتهي مسألة (القوالات) تماماً في (الشراكة) أياً كان نوع الشراكة
وهكذا وضع هذا النص العلاج الناجع لمسألة (القوالات) في مثل هذه القصص الغرامية وحكايات الحب بين

الجنسين التي تهدف إلي بناء أسرة وخلق نهايات سعيدة في الحياة واستمرارها وموضوع العلاقة بين الجنسين في بلادنا يحتاج لكثير من المعالجات وهذه قصة آخري …..

لم نتطرق في مقالنا السابق لبداية الأغنية و إفتتاحها الذي كان سبباً مباشراً لهذه( القوالات) وهو الحسد فخاطبت الاغنية مباشرة هؤلاء الحُساد و مقاصدهم بلا مواربة :-

*يا حاسدين غرامنا*
*يا قاصدين خصامنا*

لا مجال لك ايها الحاسد معنا ومع قصتنا الجميلة المحصنة ضد امثالكم من الحاسدين فنحن:-

*قلبين ضماهم غرام*
*اتنين دنياهم (سلام)*
*محال يحصل خصام*

ومتي ما كانت العلاقة( أي علاقة) مبنية علي أسس سليمة وثوابت وقواعد متينة بحب وشرف نحو اهداف نبيلة فلن تهدمها اي قوة ناهيك عن مجرد (قوالة)

وموضوع الحسد والأحقاد في حياة أهل السودان قصص وحكايات اقلها (القوالات) واعظمها ما يحدث لنا الان

في بعض الأحيان لسبب ما يستمرأ البعض مسألة (القوالات) و التوسع فيها و (سكها لمن يجيب خبرها ) بإخضاعها للتحقيق والبعض يجد متعة منقطعة النظير في هذا الامر .. والنتائج معلومة في هذه الحالة لذلك قال لهم و لعلمه بهم و بمن يحب وقبل ذلك ثقته بنفسه:-

*يا دايرين تقولوا*
*وما قادرين تقولوا*
*ايه عايزين تقولوا*
*في وفي حبيبي*

منتهي الثقة بالنفس و بمن اختاره حبيباً و (شريكاً) وان أمرهم لا يحتاج حتي الي (تفاوض) كما جاء في اغنية مماثلة للنعام ادم رحمه الله تعالي
*(فاوضني بلا زعل)*

والتي ورد ضمن شروطها ونتائج(المفاوضات)

*(ينقطع شيال الخبر)*

بشكل عام في حياتنا (القوالات) منتشرة في سلوكياتنا بصورة قذرة و في كل المجالات والعلاقات ولها اسماء كثيرة وصفات أشهرها علي الاطلاق هو ( الشمار) ولا ادري من اين أتو بهذا الاسم لكن الشمار هو البهار ذو الرائحة المميزة والمشهية في وجبة الفول الأساسية

بالسودان ( فطور وعشاء) والبعض يقول (الفول الظابط شمار وزيت بس) و(بس) هذه احسبها ام المصائب الحالية بالسودان بدأت ب (تسقط بس ) و لم و لن تنتهي ب(بل بس) و ربما تحتاج لمساحات آخري ( للبسبسة) حتي نصل الي ما بعد ال(بس) وعودة ( البث) من ام درمان

أما في مجتمعنا فالشمار والزيت حكايات وروايات واختصارات وخزعبلات….
وقبل أن نعود لكم مع (قوالات) آخري فخير ما نختم به هذا المقال هو قوله تعالي في سورة الحجرات :-

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)

و أمر الغيبة والظن والتجسس و (القوالات و الخبارات و الشمارات ) قد نزل فيه قران وحسم أمره باكراً فاتقوا الله يا هداكم الله كي نخرج من هذا المأزق التاريخي

سلام
محمد طلب

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى