مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: يا برهان ادرك أصحاب الغضب الجميل !!

سطور ملونة

يا برهان ادرك أصحاب الغضب الجميل !!

ما أجمل ه‍ؤلاء الناس .. يغضبون غضبا جميلا يملؤه الوقار والإتزان ، وتحيطه الحكمة فلا يتحول إلى خصومة ، ويحفه الإتزان فلا يتعدى الموضوع إلى غيره ..
ظلموا ولكنهم لم يلبسوا ظلمهم ثوب السياسة ، ولم يحولوه إلى عداء مع الدولة ، وتصرفوا بما يشبههم من حسن أدب الدين ، ووقار أخلاق السائرين في دروب الذكر ، المجندين الواهبين جهدهم ومالهم لتعليم القرٱن الكريم ، وإشاعة الدين وتهذيب سلوك السالكين .
لنقل من هم وفيم ظلموا .. إنهم السادة السمانية جماعة الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله .. ملايين الرجال الأبرار الأطهار أصحاب خلاوي القرٱن الكريم وبناة المساجد ومقيمي ليالي الذكر والتلاوة ..
والظلامة هي :
★ خصصت لهم وزارة التربية والتوجيه القطعة رقم ١٩٦٢ مربع ٤ / ٤ بانت مدينة أم درمان لإقامة مدرسة
الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله الثانوية بنين وتم تسجيلها عام ١٩٩٣ م .
★ شرعوا في البناء وأكملوا تشييد المدرسة بل وأن بعض الفصول تم سقفها ولم يتوقف عملهم فيها .
★ في العام ٢٠٠٦ إبان غزو خليل أبراهيم لأم درمان دخلت قوات من الجيش مباني المدرسة واستخدمتها مأوى لها .
★ الغريب أن وزير التخطيط العمراني ٱنذاك لم يوجه الجيش بأن المدرسة مخصصة بشكل قانوني وصحيح أنما أصدر قرارا بنزع أرض المدرسة من وزارة التربية والتوجيه وتخصيصها لهيئة الإستخبارات والأمن . وذلك في ١٤ نوفمبر ٢٠٠٦ م .
٭ إدارة الجيش عرضت عليهم مبلغا ماليا مقابل تنازلهم عن المدرسة لكنهم رفضوا .
★ ظلوا منذ ذلك الحين في مطالبات مستمرة لرفع الظلم عنهم وعن التعليم دون جدوى .
★ أخر مطالباتهم كانت خطابا موجها للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الذي حول الأمر إلى الجهة المختصة في القوات المسلحة الأمين العام لوزارة الدفاع وإلى مستشار أراضي القوات المسلحة .
★ لا نشك أن قيادة الدولة وقيادة القوات المسلحة لا ترغب في أن تظلم هؤلاء القوم ولا تسعى لخلق العداوة معهم ..
★ ولا تمثل هذه المدرسة أهمية استراتيجية للجيش ولا تنقصه الأراضي ولا القدرة على تشييد ما يشاء من مبان .
★ إنهم رغم ما حاق بهم من ظلم لم يحولوا أتباع الطريقة السمانية وهم ملايين الرجال إلى خانة العداء مع الدولة .. ولم يضعوا أيديهم مع أيدي الساخطين .. ولم يهاجموا الجيش أو يشينوا سمعته او يشيطنوه كما فعل من لم يظلموا ..
لم يفعلوا شيئا سوى خطابات في غاية الأدب والتهذيب تطالب بإعادة مدرستهم التي أنشأوها لمزيد من نشر العلم .
قادة هذه الطريقة كلهم ( نعم كلهم ) من حملة شهادات الدكتوراة والبروفيسراة وكلهم أساتذة في الجامعات السودانية والمصرية .. ووراؤهم ٱلاف من حملة نفس الدرجات العلمية وصفوف تتوالى من حملة البكالاريوس ومؤهلات التعليم النظامي لكن لكن لكن كلهم كلهم كلهم من حفظة القرٱن الكريم ..
لم يفكروا في حمل السلاح ولم يطالبوا بحصة من السلطة أو نصيب من الوزارات إنما طالبوا فقط بإعادة مدرستهم إليهم .. رغم أنهم عددهم وقوتهم وقاعدتهم الشعبية لا يعادلها أي حزب او تنظيم او حركة مسلحة أو غير مسلحة .
وهم لن يفعلوها لكنهم إذا انسد الطريق أمامهم فإنهم سيلجأون إلى من هو أقوى من الدولة … وسيستخدمون سلاحا أقوى من السلاح الناري والصواريخ ..
سترتفع ملايين الأيدى المتوضئة الطاهرة إلى العزيز الجبار وستبتهل بالدعاء شفاه جففها الذكر وتلاوة القرٱن . وسيضج مصلون يقيمون الليل في المساجد وطلاب الخلاوي بعد حفظ الألواح للعزيز المقتدر بطلب الإنصاف ..
ليت قيادة الجيش تصدر قرارا فوريا عاجلا يعيد الحق لأهله ويعيد الأمر إلى نصابه .
هؤلاء فئة تستحق التقدير ولا يشبه الجيش أن يظلم أحدا وهم المدخر ون لإزالة الظلم عن المظلومين ورفع الضيم عن المغبونين ..

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى