مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : هو البرهان حيتنحى !!!

سطور ملونة

هو البرهان حيتنحى !!!

تصريح خطير أدلى به الناطق الرسمي بإسم تجمع المهنيين الوليد على ونشر في صحيفة الصيحة اليومية الغراء . وهذا التصريح هو مربط فرس تجمع المهنيين والأحزاب اليائسة من صناديق الانتخابات حيث قال الخبر إن هذا الوليد ( بفتح الياء وليس كسرها ) قطع بجاهزية تجمع المهنيين لاستلام السلطة حال تنحي رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان .
ألم يتعجل تجمع المهنيين بكشف وجهه الحقيقي .. وانحصار هدفه في مجرد تولى السلطة ..
أليس مما يثير الحفيظة أن يصل الهوان بشعبنا بمكوناته الكبيرة المحنكة ذات البأس الشديد ان يقرر أمثال هؤلاء تولى السلطة من موقع المتأكد من تنحي البرهان .
ولنزيدك عجبا تأمل بقية التصريح حيث يقول هذا الوليد : بعد تنحي البرهان يتم تسليم السلطة إلى تجمع المهنيين وقوى الثورةالسودانية !!!! ومثل كبار الساسة والمسئولين أضاف الوليد : هنالك إجراءات ولكن هذا موضوع ٱخر يتم بعد التنحي وتسليم السلطة !!! .
انظر إلى هذا النمط من التفكير الغارق في الوهم البعيد عن الواقع هكذا بتعميمات لا يقبلها عاقل مثل ( قوى الثورة السودانية ) التي يرى كل من هب ودب وكل من لم يهب وما زال يحبو يحسب نفسه قوى الثورة السودانية وممثلها الشرعى !!
وإذا كان تجمع المهنيين يقبل الرأي الٱخر فإنني أقول له :
أولا من قال إن البرهان سيتنحى .. البرهان ليس شخصا ظهر في أفق السياسة فجأة مثل ما تطفح به مجاري الكيانات السياسية هذه الأيام .. البرهان هو القائد العام للقوات المسلحة السودانية ويأتمر بأمرها ويستمد قوته منها ولا يستطيع الخروج على إجماعها ..
وهو ضابط بدأ ملازما في الكلية الحربية وترقى في رتب الجيش ووفق ضوابطه الصارمة حتى وصل موقع المفتش العام للقوات المسلحة قبل سقوط نظام البشير . وهو رجل مقاتل ويتنحى عندما يريد الجيش ذلك . وواهم من يظن انه موجود على قيادة الجيش دون إرادة الجيش وخارج إجماعه . ولا يستطيع البرهان التنحي بهذه الطريقة المتوهمة التي لا تعرف عن الجيش شيئا او تستهين بهذا الجيش .
الأمر الثاني من قال لكم أن الكيانات الصامتة الٱن التي تفرض على نفسها الأنضباط والتهدئة حرصا على سلامة الوطن وحقنا لدماء هذه الكيانات عالية الصوت الٱن … من قال لكم أنها ستسمح لكم بأن تتولوا السلطة إذا تنحى البرهان . هو يوم لا نتمنى حدوثه لكن من المؤكد أنه إذا حدث فسيكون يوما تكتسح فيه كيانات السودان الحقيقية القبلية والاجتماعية والتيارات الفكرية التي تعبر وجدان شعبنا ستكتسح هذه الكيانات وتمسحها من خارطة الوجود السياسي ولن ينفع يومئذ صياح القنوات الفضائية العميلة ولا الحديث عن حقوق الإنسان .
إن تجمع المهنيين وأضرابه من أحزاب يائسة وكيانات عميلة خير لها أن تنظر إلى نفسها نظرة موضوعية وتقيم وزنها تقييما واقعيا وترضى بأن تشارك في العمل السياسي . أما ان تفكر في ( تولي ) السلطة فهذا ( شعر ما عندهم ليهو رقبة ) .
ولعل مرد كثير من الإضطراب سببه هو الفريق البرهان نفسه حيث أنه قبل منذ البداية ان تتولى السلطة شراكة معه هذه الكيانات التي ليس لها شرعية تفويض من الشعب بأي صورة من صور التفويض .
وسببه الثاني أيضا من سعادة البرهان نفسه لأنه قبل أن تتحول الفترة الإنتقالية من وسيلة لنقل السلطة إلى الشعب عن طريق انتخابات إلى غاية هدفت منها الأحزاب اليائسة لإيجاد فرصة تحكم بها وتجلس على مقاعد الوزراء والولاة . وعندما إكتشف عبثية هذا المنحى وحاول تصحيحه ورأي أن يصحح الوضع بتوسيع المشاركة استعصى التصحيح حيث أثارت هذه الاحزاب اليائسة دول الإستبداد العالمى ضده ووضعته في خانة من أقام انقلابا ضد سلطة ( شرعية ) نعم يرون أنهم سلطة شرعية . وحركوا أتباعهم ليوقعوه في شرك قتل المدنيين الأبرياء وقمع المتظاهريين السلميين . بل إنهم قتلوا المتظاهرين لتوسيع الإدانة .
يضاف إلى كل ذلك ضعف الإعلام الرسمي وضعف توثيق الأحداث . فالقنوات الفضائة العميلة تبث صور البمبان وتضخم حجم المظاهرات وتنتشر وسط الأحداث في شجاعة وجسارة بينما إعلام الدولة الرسمى وقنواتها الفضائية قابعة في المكاتب لا ترصد التجاوزات وتخريب المنشٱت العامة والخاصة والتعدي بالإساءة والضرب والصفع للقوات النظامية . فيجد المتلقي في الداخل والخارج الصورة من الوجه الذي يريده هؤلاء اليائسون والتي ترسم لهم صورة المسالمين الشجعان الأبرياء وهم يتعرضون للتنكيل .
وفي الوقت الذي يتطلب فيه الظرف تنويرا مستمرا وبيانات متلاحقة من القوات النظامية تكتفي هي بشذرات من توضيح ودفاع خجول عن منسوبيها وتعريض بأنهم سيعرضون للمحاسبة .
نحن في حاجة إلى قوة حازمة تطبق القانون بحزم وتقود الناس بحزم الى سلطة ديمقراطية عبر الإنتخابات . وتوقف الفوضى بحزم .
لا أحد يقبل قتل المتظاهرين سواء أكانوا سلميين أم غير سلميين .. محقين أم مخطئين .. واعين أم مسطولين .. أصحاب قضية أم مخدوعين .. لكن هذا لا يعني قبول التفريط في أمن الوطن القومي أو السماح بإنهيار الدولة أو تفكيك جيشنا الوطني . فالدولة مسئولة أن تبتر الأيدي التي تقود الناس في طريق خاطيء يؤدي إلى إزهاق الأرواح .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى