مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : صفوها … دي مؤسسة إرهابية !!

سطور ملونة

صفوها … دي مؤسسة إرهابية !!
لا يعلم كثيرون شيئا عن أسرار المعركة العنيفة التي قادتها أجهزة مخابرات دولية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي مستهدفة بنك أم درمان الوطني أكبر شركات الجيش واكبر كيان في الإقتصاد السوداني ٱنذاك ؛ واستخدمت فيها اياد سودانية منها البنك المركزي نفسه !!!
وهدفت الحملة في مطلع القرن الحالي لتصفية بنك أم درمان الوطني وإخراجه من دائرة الإقتصاد السوداني ؛ ليس فقط كمؤسسة مالية إنما كفكرة خطيرة أيضا .
وقد فشلت الحملة ولم تحقق غرضها بسبب المقاومة القوية التي واجهتها بعد افتضاح أمرها ؛ والتي أصبحت الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرة تصفية بنك الجيش .
البنك أصبح خطيرا فعلا ومهددا حقيقيا للمصالح والإستراتيجية الأمريكية في المنطقة بل ومهددا عالميا في صراع الحضارات الأزلي .
لكن ماهو سر خطورة البنك التي جعلت هذه المنظومة تسعى جاهدة لتصفيته ؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتمثل في مواصفات البنك الخطيرة ٱنذاك وهي :
* ان مالك البنك وهو الجيش السوداني أصبح يمثل خطورة عالمية وهذا البنك أصبح ذراعه الأساسي . ومكمن الخطورة انه قد تغيرت قيم الجيش نفسه وأضيفت إلى مهامه الوطنية الأساسية مهام جديدة هي حماية موروث الأمة الحضاري ودينها الحنيف ( ودا الجنن بوبي ) وكذلك ان يساهم الجيش بقوة في البناء السياسي والإقتصادي ، وهو منهج بدأه نميري لكنه تبلور واصبح محددا فاعلا في عهد الإنقاذ . وحلت مصطلحات جديدة منها الجهاد ، بل ساهم منسوبوه في الجهاد بأموالهم وأنفسهم ، واحتسبوا عددا من الشهداء ومصابي العمليات . وكلمة جهاد هذه مفزعة مرعبة في دوائر استخبارات دول الإستبداد العالمي لذلك صنفه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كمؤسسة إرهابية يحب تصفيتها إضافة إلى رعايته عبر مؤسسة الشهيد التي هي أكبر مالكي لأسر الشهداء ومصابي العمليات .
* أفشل البنك مخطط تركيع السودان بالحصار الصارم الذي فرض عليه وبدد ٱثاره بوسائل ذكية لم تكن في حسبان الذين فرضوا الحصار على السودان .
* أصبح حجم البنك ضخما بحيث أصبح يمثل وحده أكثر من نصف حجم الجهاز المصرفي في السودان وحاز وحده 60 بالمائة من ودائع العملة المحلية و 48 بالمائة من ودائع العملة الأجنبية ، وأصبح حجم موجوداته وحده يفوق موجودات عشرة بنوك مجتمعة !!
* قام بتمويل تطوير القوات المسلحة وتسليحها وتطوير صناعات الأسلحة والمعدات الحربية .
* مول استخراج وصناعة البترول وإنشاء مصافي البترول ومنظومة تصديره وموانئه وكذلك تمويل تصدير الغاز الطبيعي والجازولين والمعادن .
* تمويل توطين صناعات الحديد والصلب .
* تمويل استيراد وتوطين صناعة الدواء .
* تمويل مواسم الزراعة وٱلياتها تصدير وتجارة المحاصيل على نطاق واسع .
* تمويل معظم الصناعات الكبيرة في القطاع الخاص .
* تمويل السدود والكباري والطرق القومية وطرق وأنفاق العاصمة .
* تمويل القطاع الخدمي مثل سوداتيل والسكة الحديد وشراء طائرات لسودانير وشركات أخرى وشركات النقل البرى والنهري والبحري
* تطوير الإذاعة السودانية وتمويل إنشاء الاذاعات الأخرى والقنوات الفضائية وأجهزة ومعدات التقنية والإتصالات للشركات والمؤسسات والوزارات منها مليون جهاز حاسوب في دفعة واحدة !!
* تمدد البنك في العالم مخترقا الحصار مكتسبا ثقة البنوك في العالم حتي تجاوز عدد مراسليه مائة وثلاثين مراسلا وأصبحت تقبل ضماناته وفتح خطوط إئتمان في انحاء كثيرة في الأرض .
كل هذا وضع البنك في وضعية تضر منهج الهيمنة الامريكية ومصالحها الاستراتيجية . وقد ركب هذه الموجة العملاء الجدد في حملتهم ضد شركات الجيش . وركب قطاع كبير بدون وعي وهم لا يصدقون لفرط قوة الدعاية المنظمة الهادفة لتفكيك الجيش أن شركات الجيش مؤسسات وطنية مخلصة ونظيفة .
لكن كيف دارت المعركة ضد بنك أم درمان الوطني وماهي الأسرار التي صاحبت أداءها في تلك الفترة . هذا سيكون محور حديثنا غدا ان شاء الله ومد في الأيام .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى