مقالات

علي سلطان يكتب : العودة للمدارس مشاكل متوارثة

وطن النجوم
علي سلطان

العودة للمدارس مشاكل متوارثة

الشوارع والطرقات صباح امس واليوم تختلف عن ايام الامس.. الحركة والضوضاء والحافلات والمركبات تحتفي باطفالنا واولادنا وبناتنا في طريقهم الى المدارس مع الأمهات والاباء.. صباح ندي من صباحات شهر أكتوبر الجميل بين الاستعدادات والصيحات والدعوات للحاق بالمدارس بعد عطلة دامت طويلا..
ويبدا عام دراسي جديد بعد طول انتظار.. ومازال البعض يتوقع ان لا تفتح المدارس أبوابها بسبب أسباب عديدة.. ولكن اصرت وزارة التربية والتعليم على فتح المدارس.. واي مدرسة لها مشكلة خاصة بها تتحمل الولاية مسؤوليتها.. فالمدارس التي اصبحت دورا للايواء بسبب الفيضانات والسيول في عدد من ولايات السودان على الجهات المعنية ان توفق أوضاعها..والمدارس التي تهدمت بسبب السيول واصبحت غير صالحة للاستخدام على المسؤولين ان يبحثوا عن حلول سريعة..!!
وعلى المدارس المستقرة في ولايات السودان أن تبدأ الدراسة دون إبطاء.
ونحن مع عودة المدارس وبدء العام الدراسي مهما كانت الظروف.. ولا ضير من التدريس تحت ظل شجرة او في الخلاء، فقد كان هذا حالنا قبل عقود..! وماتزال جهات عديدة يدرس ابناؤها تحت ظلال الأشجار وظلال الحيطان وفي الهواء الطلق بلا مقاعد ولا ادراج ولا سبورة ولا كراسات ولا كتب ..!
ولكن ليس من المقبول ان نتقاعس مع وفرة الامكانيات او حتى الحد الادني منها في توفير مايلزم للمدارس من مقاعد وكنب او ادراج.. والكتاب المدرسي والكراسات والمدرسين.. و ان تصبح المدرسة مجرد حوش كبير لا فصول ولا تعليم فيه.
وقد أثارت صور لاحدي مدارس البنين في منطقة المكايلاب في محلية بربر والتي تضررت وتهدمت بسبب السيول والفيضانات التي آتت على المنطقة كلها.. واصبحت تعيش كارثة إنسانية مؤلمة.. الصور للتلاميذ خلف حائط متهدم وامامهم المدرسة مهدمة والسقف على الاوض وكانها اشلاء..!!
وقد لخصت الصوز حال المدرسة والدراسة والعام الدراسي الجديد خير تلخيص..!!
واؤكد ان هناك صورا شبيهة في ولايات لجزيرة والنيل الأزرق وسنار َالنيل الأبيض والقضارف وكسلا.. وغيرها.
لقد سمعنا الكثير من التصريحات الإيجابية امام مايكروفونات الاذاعة وامام عدسات التلفزيونات عن الاستعدادات للبناء واعادة المناطق المتضررة وتعميرها وعن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد.. ولكن الحقيقة غير ذلك.. وما تنقله الكاميرات في حينه غير الواقع المؤلم بعيدا عن عدساتها.!
ليست المباني المدرسية فحسب ولكن هناك اشكاليات كثيرة اخرى تلقي بظلالها على العام الدراسي.. وتبدا قبل بدء اليوم الدراسي بافطار التلميذ.. هل لديه افطار يحمله معه؟ هل لديه بضعة جنيهات يستطيع أن يشتري بها ساندويتش من قرب المدرسة او داخلها؟ هل يستطيع أن يواصل درسته دون فطور؟ وهذا ينطبق على التلميذات ايضا!!
هل تمكن اهله من شراء شنطة جديدة له؟ هل عثروا له شنطة قديمة من الجيران او الأقارب..؟ هل يستطيعون تدبير الكراسات؟ والزي المدرسي؟ وكيف الحال مع الرسوم ومع المدارس الخاصة التي تضاعفت رسومها عشرات المرات..؟
عام دراسي جديد مثقل بالأحزان والتكاليف.. ولكن رحمة الله واسعة.. وصبرا جميلا والله المستعان.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى