مقالات

عبير إبراهيم تكتب : الخرطوم … قهر رصاص الغدر وشفاء غليل المواطن

عبير إبراهيم تكتب : الخرطوم … قهر رصاص الغدر وشفاء غليل المواطن

 

 

بعد أكثر من سنتين و35 يوماً يعتبر اليوم الثلاثاء الموافق ال20 من مايو 2025م في العاصمة الخرطوم يومًا تاريخيًا لا يُنسى عبر كل الحقب والاجيال ، إذ أعلنت فيه القوات المسلحة تحرير العاصمة بالكامل من قبضة مليشيا الدعم السريع المتمردة بعد معركة طويلة ، كانت كلها بؤس وشقاء وموت ونزوح ولجوء لسكانها، الخرطوم التي كانت تحت سطوة الفوضى والانتهاكات والدمار،

عادت اليوم إلى حضن الوطن، عادت حرة آمنة، وتحت راية الجيش ، لتكتب صفحة جديدة في تاريخ السودان المعاصر ، العملية العسكرية التي قادها الجيش تميزت بدقة التخطيط وصبر التنفيذ، حيث تم تطويق معاقل المليشيات والسيطرة عليها تدريجيًا إلى أن تم إعلان الانتصار الكامل، ورفع العلم السوداني عاليًا فوق القصر الجمهوري والمواقع السيادية التي ظلت رهينة لأجندات التمرد والتخريب المدعومة من الخارج ، المواطنون

خرجوا إلى الشوارع في لحظة امتزجت فيها الدموع بالزغاريد، دموع فرح بالتحرير، ودموع حزن على من فقدناهم في هذه الحرب التي لم ترحم صغيرًا ولا كبيرًا، لكنهم جميعًا صاروا شهداء من أجل أن تعود الخرطوم لأهلها، حرة شامخة.

هذا الإعلان يمثل لحظة مفصلية تعيد رسم معادلات الحرب في بلادنا وتفتح الباب أمام تحول أوسع في المشهد الوطني ، النجاح في حسم معركة الخرطوم لم يكن محض نتيجة لتفوق عددي أو تسليحي، بل كان ثمرة لإرادة سياسية وعسكرية متماسكة، واستنهاض شعبي ظل يساند القوات المسلحة رغم تعقيدات المشهد.

المعركة شهدت تحولات متسارعة، أبرزها الانهيار الكامل لخطوط المليشيا في منطقة “الصالحة” غرب أم درمان، حيث سيطرت القوات المسلحة على كميات ضخمة من العتاد العسكري، بينها مخازن ذخائر، طائرات مسيّرة، عربات مدرعة، ودبابات، تُركت خلفها وهي تهرب من ميدان المعركة.

إن نهاية التمرد في الخرطوم فرصة للمسارعة في عودة اهلها اليها لاعمارها كما انها فرصة لتوحيد السودان حول مشروع وطني يتجاوز محنة الحرب نحو أفق السلام والسيادة الوطنية المستقلة.

هذا النصر لم يكن فقط استعادة للأرض، بل استعادة لكرامة أمة، وسيادة دولة، وهيبة جيش، وحق شعب في أن يعيش في أمن وسلام بعيدًا عن سطوة المليشيات وحكم السلاح. وتتعهد القوات المسلحة بمواصلة عمليات التطهير وتأمين المدينة، والعمل على إعادة الخدمات والبنى التحتية التي تضررت بفعل الحرب، كما تدعو المواطنين للتكاتف في هذه المرحلة الحساسة من أجل

بناء ما دمرته آلة الحرب، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينشده الجميع. تحرير الخرطوم هو بداية النهاية للتمرد، وبداية عهد جديد عنوانه السلام، العدالة، وبناء الدولة المدنية التي تسع الجميع. اليوم، تعود الخرطوم لا كمدينة فقط، بل كرمز للصمود

والانتصار، وتنهض من تحت الركام لتقول: هنا السودان، وهنا لا صوت يعلو فوق صوت الوطن. *المجد للبندقية التي يحملها الجيش والتي هي صمام أمان هذه البلاد.*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى