مقالات

 رمضان محجوب يكتب: ..انواء..استاذي الهندي.. معلمي الأول

 رمضان محجوب يكتب: ..انواء..استاذي الهندي.. معلمي الأول

 

في منتصف العام 1999م حملت خطاب تدريب من الكلية لصحيفة الوان صوت الحق والخير والجمال “رد الله غربتها وبقية الصحف الورقية” .. وبعد مقابلة مدير التحرير الاستاذ احمد عبد الوهاب خيرني بين بداية

التدريب في القسم السياسي الذي كان يرأسه استاذ الهندي وبين قسم الاخبار الذي كان يرأسه استاذنا الراحل زكريا حامد.،فاخترت البداية بالقسم السياسي لاهتمامي بشأن السياسة.

قبل التحاقي بالصحافة كنت مدمن قراءة لزاويتين الاولى ولألوان كلمة ” للاديب الاريب حسين خوجلي و” شهادتي لله” للهندي عز الدين ومن بعدهما ياتي الكتاب الآخرين.. كنت اعيد قراءة لالوان كلمة وشهادتي لله

مرات عديدة لانهما كان يمثلان عندي” كاتلوج” العمود الصحفي ففيهما يجد طالب الصحافة ضالته ومتكأه وهو يحبو في بلاط صاحبة الجلالة.

اقتربت من استاذ الهندي ونهلت من خبرته وحنكته في ادارة القسم وابداعه في اعداد الملف السياسي لالوان والذي كان يضج بالمادة الصحافية ذات الفكرة الواضحة

والمعلومة القيمة وقوة الطرح المقنع ووحدة الموضوع؛ وكان حريصا علي اسهام جميع محرري القسم في الملف حتى المتدربين الذين من بينهم؛ كنت اجري الحوارات

السياسية بتوجيه منه وكتابة المقالات الصحفية باشرافه المباشر حيث دعمني الاستاذ في بداياتي ووضع بصمته في مسيرتي الصحافية التي اقتربت من خمسة وعشرين عاما.

كان لربان السياسي الالواني سهم لاتخطئه العين في ارتفاع نسبة توزيع لصحيفة الوان بشهادة صاحبها استاذ

حسين خوجلي. فالهندي وقتها كان نجما لشباك الصحافة الامر الذي مكنه من الاستمرار في توهجه في سماء الصحافة السودانية الي يومنا هذا ..

بعد الوان تنقل الهندي في محطات عديدة في بلاط صاحبة الجلالة حتى امتلك بعصاميته صحيفة وهي صحيفة المجهر السياسي بعدما تدرج بالمشاركة في

صحيفتي “اخر لحظة” و”الاهرام اليوم”. تلك العصامية التي جعلته متحررا من الاجندة في تناوله للشأن السياسي والعام فكان الانحياز المطلق للوطن والمواطن.

استاذنا الهندي اليوم هو ذات الهندي الذي عرفته قبل خمسة و َعشرين عاما من حيث الحضور الذهني واللياقة المهنية العالية بجانب معلوماته الدقيقة غير قابلة للنفي

في تناوله لمجريات الراهن السياسي والاجتماعي والامني والاقتصادي؛ فهو الذي يسمي الاشياء باسماءها دونما مساحيق او رتوش.

كن بخير دوما استاذي الهندي مع عظيم مودتي التي تعلم.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى