مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : رهان مبادرة إقران القول بالعمل..(النية والكيفية)

رهان مبادرة إقران القول بالعمل..(النية والكيفية)
دعك من التسريبات،ومخاوفها!..الرهان الغالب أن أجواء رمضان مبشرة لمن أراد حسما..التاريخ يقول بذلك لو أننا نعتبر..المبادرات تعددت لتعد بمفاجأة ما، فلربما تحلى أهلها بجوهر الصيام وهو كما يقول العلماء(النية والكيفية)وكلاهما قوامه(الإخلاص).. فكرة(إقران القول بالعمل)التى وردت فى مقال سابق تم إستدعاؤها من وحي فضائل شهر شعبان الذى إتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم(نية) للتقرب لرمضان وبشرياته بالعمل الصالح..شغفا بهذا(المدد) قيدنا ما راود الناس فى هذه الأثناء من تعايش وتسامح وعمل صالح فى خانة المبادرة(العملية)المنتظرة،لكون(إقران القول بالعمل)هو المطلوب من كل المبادرات التى أطلقت بنية الخروج بالبلاد من أزماتها..فما الذى ينقص المبادرات سوى(كيفية)العمل بها؟!.
للزمان فضائل والمكان كذلك..إن فضائية عربية أعادت للأذهان سيرة(الحديبية)مكانا لصلح تاريخي يسعف الحاضر..كأنهم ينظرون جهة بلادنا فى خواتيم شهر(النية والكيفية) بعيون الحادبين(إياك أعني فأسمعي يا جارة)- التنازلات التنازلات!..القصة تقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا فى(كيفية) التنازلات(بنية)إتمام المقصد فانتصر الإسلام،ولله الحمد.
الفعل وإخلاص النية شكلا هاجسا لمقال سابق عن المبادرات..وللتذكرة بما ورد فى المقال نأخذ بطرف من تعليق تلقيناه:(كالعادة مقال محفز،ولو أنك إكتفيت بهذه لكفتك)وأورد فقرة من المقال تقول:(فلتكن وقفة..تفقدا لمسار الإعلام نحو دور(عملي)أساسه (القدوة)المحفزة لإقران(القول بالعمل)عبر مؤسسات الثقافة والإعلام والدعوة والفقه،والمنابر الصادحة بتوسلات الإفئدة المتجهة صوب السماء اللهم أصلح الحال)..وصاحب التعليق هو المذيع اللماح الطيب عبدالماجد إبن التلفزيون القومي،(المنور) فى عدة فضاءات شهيرة.
ورد هذا ضمن عدة تعليقات ترحب بمبادرة(إقران القول بالعمل)..الفكرة إستهوت كوكبة من نجوم الإعلام تحديدا..مشاهير يخاطبون الناس من أكثر القنوات تأثيرا مما يوحي بدور الإعلام المؤثر تجاه أية مبادرة وطنية قلبها على البلد..المبادرات العديدة المطروحة الآن لإنتشال البلاد مما يوصف بأنه(إختناق)تستفز التساؤل:هل كسبت جانب الإعلام؟!.
هناك مساندون بإلحاح لتكريس إتجاه(إقران القول بالعمل)إعلاميا تعويلا على إرث البلاد فى مجال وحدة الوجدان والإعلاء من شأن(تنفيذ ما يقال)..ذكرتنا التعليقات برائعة أبوعركي البخيت بعد ثورة اكتوبر(المسؤولية)للمبدع إسحق الحلنقي،كما سيرد..وهناك من يتبنون المقترح الذى ورد بالمقال وهو التنادى لورشة تتبني(كيفية)تنزيل المبادرة،وأية مبادرة..تعهدت بالورشة منظمة(أوردة التنمية والعون الإنساني)..فمن أهدافها (تثوير الفكر حول قضايا التنمية،وتعزيز قيم الإنتاج والإعتماد على الذات)..منظمة تبادر بأعمال ملموسة عن خبرة،أمينها العام إعلامي، الدكتور محمود الرزيقى (دكتوراة فى الشفافية قولا وعملا).
نجم الإذاعة والتلفزيون الدكتورعمر الجزلي فاجأني برسالة مطولة يمتدح فيها فكرة(إقران القول بالعمل)على خلفية مهنية ظلت هاجس التلفزيون لمساندة الخطاب العام.. يكتب بغيرة معهودة فيه تجاه التوثيق لما خفي من تجارب البلاد ليكشف عن خفايا الإعلام الدعوي كأساس للخطاب العام المطلوب لتعزيز المبادرات الوطنية بركائز قيم المجتمع وفضائل الدين،منوها لتجرية التلفزيون فى مجال إستقطاب العلماء ونجوم المجتمع والإعلاميين لمساندة الخطاب الوسطي الأقرب للناس ولحاجة البلاد..بهرني(جزلي)وهى يوثق بالقلم كما وثق بالصوت والصورة،متفردا..مهارة الكتابة هي الأقرب للتوثيق..إنه يعد بروائع توثيقية بعيدا عن المايكرفون والشاشة،فيذكر بما يبقى أثره من إعلام يثلج الصدور حتى حين يمضى الزمن وينسى الناس الأشياء بما فيها أيامهم الجميلة،وأعمالهم المباركة..المنجية.
الأستاذ جمال الدين مصطفى،مذيع الاخبار،مدير الادارة الثقافية،مدير عام الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون مؤخرا،خرج عن صمته النبيل بتعليق مضىء على المقال يستهله بقوله:(لا فض فوك)!..يضيف:(ونحن نزاملك العمل نعرف أنك دائما قائل وفاعل..إحساسك بالمسؤولية وراء إهتمامكم بما يحقق شعار إتباع القول بالعمل)..ويهيب:(بالله تمعن فى نشيد ابوعركي ذاك)!..(المسؤولية):
كل زول بحمل رسالة..أمينة صادقة بعيد مداها
يعرف التاريخ بيحسب..كل خطواتو المشاها
والحدود الفاصلة هي..يبقى عندنا مسؤولية
إسمعوا مني الوصية..نحن لازم نبني نعمل
.. نحن لازم نبني نعمل..
والعمل فى حد ذاتو..للي بيشعر..مسؤولية
(يبقى عندنا مسؤولية)..وكفى..يا للبهاء!..ملحمة أكتوبرية خالدة،وصية للأجيال فى حتمية إقران القول بالعمل، ضالة أهل السودان..القصيدة طويلة تفيض غيرة على الوطن، وتشكل دعوة محببة لإقران القول بالعمل فى كل حين..دعونا نحيي من نظمها وأداها، ونحتفي بها كرسالة إعلامية راتبة،هي ومثلها مما يثري الخطاب العام ويعلو بالهمم فى كل وقت..هذا وقت الإعلام المعزز لأية مبادرة هدفها(إقران القول بالعمل)عن إعزاز بالبلد وقيمه، وهمة أهله.
د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى