مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : دكاترة التلفزيون..لمسات دكتور عمر والأتراب

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : دكاترة التلفزيون..لمسات دكتور عمر والأتراب

فوق مايبهر الناس من كفاءتهم والذكاء واللياقة تدهشنا(المواعيد)!..ليتها كانت(حالة)الخدمة المدنية..ربما الأمر عادي، فما المنتظر ممن دخل الطب وهمه صحة الإنسان؟.خبرت فيهم ما هو أكثر كأطباء(إعلاميين)من خلال التلفزيون..لقد كافحوا وباء إسمه(توتر إنتظار القادم)!..إن إحترام الزمن خاصية مشرفة لهم ولأي مهني..هناك خاصية أخرى خاصة بهم هي(طريقة إنجاز

المهام مع الآخرين)على منهج(العمليات)..منتهى الدقة..ليتها تعتمد كنظرية فى الإدارة..المهندسون فعلوها قبل قرن من الزمان فقدموا للعالم نظرية(هندسة الإدارة)وهي رائجة حاليا وقوامها العمل(كالساعة)!..الآن أمامنا منظومة(حسن التحضير)- المعينات،الأجواء ،المعنويات،وجبر خاطر من ظلوا يرفعون الأكف(يا شافي أنت الشافي)فماذا نسميها غير أنها نظرية(تطبيب الإدارة)- روشتة ناجعة لإصلاح الخدمة المدنية؟.

هذه الإفتراضية السخية فى عالم رقمي هي مدخلنا لعالم الأطباء الإفتراضي هذا المتغلغل فى الفضاء يضخ أسباب التعافي عبر برامج للتوعية الصحية تتبارى فيها القنوات والإ ذاعات تقربا من جمهور يئن من وطاة المرض والفواتير ويأمل فى لمسة طبيب بلا حجز..هذا مثال للمسة (ما منظور مثيله)فاجأتنا بها حلقة الأسبوع الماضي من برنامج(الطبيب)بالقناة

القومية الضالعة فى تقديم الخدمات الطبية منذ عصر الدكتور أبوعبيدة المجذوب..اللمسة المفاجئة من إبتكار ضيف الحلقة بروفسور محمد على التوم، الإختصاصي الشهير..لم أصادف يوما من جهر على الهواء بمثلها..تحية باهرة لمن يقفون وراء برنامج يعلو بالمعنويات أساس العلاج،وقبله الوقاية.

القاعدة الذهبية داخل الأستديو هي أن تجعل المشاهد ينسى أن هناك غيره،لا مخرج لا معد لا فريق إنتاج لا أجهزة مهولة ولا حتى مذيعة متألقة أكثر فى كل مرة أو مقدم يأسرك بطلته وقراءة الشعر وتوزيع بطاقات العلاج بالمجان..كانت المفاجأة أن ضيف الحلقة تجنب التقليد فتحدث ببشاشة طاغية ليجعل المخرج والمنتج وكامل الفريق هم أهل الصدارة،والشكر..مع إنهم

من سبقوه وقدروا أنه هو محط الأنظار والمراهن عليه لإحكام نجاح حلقة موضوعها خطير- مرض السكر، شفى الله المرضى وحفظ السالمين..الذى فعله الضيف عقب تبسمه فى وجه المشاهدين وكسب جانبهم من أول طلة هو أنه ذكرهم بمن أسماهم الأوفياء لهذا البرنامج المتصل بصحة الناس منذ بداية التلفزيون وإلى يوم الفريق المرابط الآن خلف الكاميرات و(دسك) الإخراج والمنتاج والبث.

بداية الحلقة جاءت احتفالية،كأنها مناسبة خاصة لتكريم من وقفوا خلف البرنامج منذ تأسيسه،من فرق إنتاج إلى مقدمين من مشاهير الأطباء..تحية سخية إنداحت للجميع، مقرونة بتمنيات الصحة والعافية لمقدم البرنامج الشهير الدكتور عمر محمود خالد..فترته إمتدت فإزدهت بإضافات ولمسات إنسانية وإبداعية جعلت البرنامج  مفعما متعدد الأغراض،صحة وعافية وترفيه

وعلاقات عامة،بطاقات للعلاج،متابعة لأخبار رموز المجتمع وإتجاهات الإبداع وأحدث القوافي..إرتبط دكتور عمر بالناس..لمساته تشفى الصدور- مرمي تخصصه..صدره مفتوح للكافة..من أول طلة تعارفنا وتواصلنا..زرته مؤخرا فلم أجده،وجدت قصيدة له بصحيفة فى غرفة الجلوس فإلتقطت بيتا وأرسلته له معلقا(حضرنا ووجدناك)!..البيت له، يبدو أنه عنه:

(يا سماء المجد يا زهو الحروف .. يا نجوما بالبشارات على الناس تطوف).
من غيره؟!.. متعه الله بما ظل يهديه للبشر،صحة وعافية..وطمأنينة.
إنتقل بذات الألق وأكثر إلى(النيل الأزرق)معلقا على تساؤلي متبسما:(وما تشاءون إلا أن يشاء الله)-سورة

الإنسان،وسورة التكوير..قالها بخشوع(وهو ماشي)فتذكرت أنه سليل (السجاجيد)و(السراي)وأهل الخلاوي وأحباب الطريقة ومشاهير أم درمان الريف الشمالي،حفظه الله إنسانا بارا بأهله..البرنامج تواصل من بعده،حلقات تفاعلية حميمة مع الجمهور طوال فترة بروفسور مامون حميدة..الخدمات الطبية المهداة أصبحت طابع البرنامج..هنالك إرث يذكر الناس بمقدمين

سامقين،وبطواقم فنية متميزة باقية على العهد..بروف محمد على التوم فى لمسة بهية كطلته ذكرنا بالمخرج الذى إرتبط ببرامج التوعية الصحية- بدرالدين حسني:(يصول ويجول فى الأستديو كالأسد)-قالها فأثار منا الشجون..بدر الدين؟!..كأننا نعرفه لأول مرة!..كنا نعرفه مخرجا لبرامج شهيرة،كبيرا للمخرجين،مديرا للتنفيذ،و(أخو إخوان)لآخر لحظة-عليه رحمة الله..تكريم

إنساب مصادفة فصادف أهله..الإشارة شملت مخرج البرنامج(قمش)بلمساته المشهودة،والمنتج(مصطفى هارون)لحسن تبسمه وتواصله بمقدمي البرنامج وضيوفه من الأطباء الإستشاريين..هي شهادة لأهل التلفزيون بأكملهم،دليل يقظتهم وتأهبهم للعمل رغم الظروف- خدمة طويلة ممتازة جديرة بالتكريم.

وردت أسماء إرتبطت بالبرامج الطبية،دكتور عبدالحليم الطاهر،دكتور توفيق الديب،دكتور محمد المهدي،دكتور أحمد فرح شادول،دكتورة عبير صالح..فى الخاطر بروفسور معز عمر بخيت وقد قدم يوما سهرة مبتكرة(الأطباء،أسرهم،والمهنة)..هو اليوم من الأطباء الذين إشتهروا عالميا بإكتشافاتهم الطبية..تلألأ نجمه فى الفضائيات على أيام مكافحة كورونا وحاليا..ليت تجربة

البرامج الطبية تحظي بالتوثيق مع تزايد الحاجة لثقافة(الوقاية خير من العلاج)و(التعليم عن بعد)وهموم الفواتير..البرنامج جدير بالإهتمام،إحتفل به التلفزيون فى فترة دكتور عمر محمود والمخرج عيسى تيراب- ذاك المبدع،عليه رحمة الله..وحاز البرنامج على الدرجة الماسية بشروط الجودة التى أنشئت لها إدارة يوما بإشراف المخرج عصام الدين الصائغ.

بحضور باهر تدخلت مقدمت الحلقة،دكتورة إيمان المعزل،لتذكرنا بأسماء الأطباء الذين تعاقبوا على تقديم البرنامج،وتعلن بفرح عن فخرها بهم، وبأنها(إبنتهم)..ثم سارعت لتشير إلى أن هذه اللمسة يستحقها من هم خلف الأجهزة الآن(فريق العمل)..ترقبنا أسماءهم فوردت على شعار البرنامج أبهى ما تكون،رواد التصوير ومشاهير الفديو والصوت والإضاءة

والديكور،مكياج،قرافكس،هندسة،كتابة،مكتبة،تنسيق،بث،ترحيل،حسابات،علاقات عامة- البرنامج عمل متكامل وراءه كل الإدارات..لهم التحية وهو يضربون المثل بمهنية جهيرة(التفاني فى صمت)..يبدعون مع ضيوفهم برامج ممتعة،تمس أبدان الناس وأرواحهم..جهود لاتقدر بثمن..وضح أن الحقوق الأدبية محفوظة..الأجر الأعظم مدخر لدى ملهم التعافي والهمم وله الحمد…هكذا ينساب الأمر مبشرا،يجدد العزائم بإذن لله.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى