مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : في الرياضة

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
في الرياضة

الناظر لحال كرة القدم في السودان لا يخفى عليه التراجع الكبير في مستوى اللعبة، علاوة على الضعف الواضح في المردود، بالرغم من الصرف بسخاء على المنافسات إقليمية كانت أم دولية، مقارنة بكرة القدم من حولنا، خاصة في شمال أفريقيا، وفي غربها.
نعترف أن أزمتنا قديمة ومتجددة، يعزيها الخبراء لجملة من الأسباب منها: تدني الطموح بالظهور الجيد لدى لاعبنا في المحافل الخارجية، رغم كثافة الإعلام المسلط على المنافسات، علاوة على الضعف الواضح في الالتزام بجانب الاحترافية الذي يكاد يكون معدوما بالرغم من اهتمام الأندية به. بجانب التراجع في ضالثقافة الرياضية على مستوى إدارات الأندية، وملاعب كرة القدم، بعض هذه الأسباب متعلق باللاعب نفسه، وهذه أكبر معضلة، علاجها يحتاج إلى عمل نفسي، ودفع معنوي، وتوعية مستمرة بضرورة الارتقاء بالأداء، كفانا (علوق شدة).
للأسف لاعبنا طموحه محدود، ورغبته باللعب لأحد طرفي القمة هي غاية ما يتمنى، لذا نجد أن التنافس الداخلي ترتفع فيه الوتيرة، خاصة عند تباري أحد أندية الممتاز مع أحد طرفي القمة، وما أن يشارك الفريق خارجياً إلا وتظهر علاته، وتنكشف عيوبه، فلو كان الأساس متيناً لجنت أنديتنا حصاد غرسها بطولات قارية.
الهواية مهمة بالنسبة للاعب كرة القدم، بيد أن التدرج في التدريب، والتزام اللاعب منذ سنيه الأولى بالمدارس السنية، علاوة على تبني وزارة الشباب والرياضة لأكاديميات كرة القدم التي هي أساس لقاعدة كروية متينة هو الذي يتدرج بنا للأفضل .
تعتمد كرة القدم على البنيات، إن توفرت الملاعب، وأتيح للاعب تنمية مهاراته في أجواء مثالية.. وقتها يمكن لنا أن قول إننا نسير في السكة الصحيحة.
المعافاة في كرة القدم تبدأ باقتناع مجالس إدارات الأندية بأن إدارة الشأن الرياضي وفقاً (لباركوها) التي أقعدت بكرة القدم في السودان لابد أن تتبدل اليوم قبل الغد.
الاحترافية في كل شيء هي الأساس، لو أردنا الخروج من نفق التدهور والإحباط الذي لازمنا لعدة عقود. لدرجة أننا بتنا في حيرة من أمرنا، عطفاً على الأداء المخيب، والنتائج المذلة.
التزام مبدأ العلمية لابد منه، على مستوى اللعبة، وقبل ذلك عند استجلاب المحترفين، والإتيان بالمدربين.
لماذا ينصب تفكير أنديتنا بحدود القارة السمراء، والوطن العربي عندما تحين الانتدابات، وهناك عوالم أخرى بها خيرة المحترفين ؟ لاعب واحد مؤثر أفضل من عشرات المحترفين الذين لا يقدمون إضافة حقيقية للفريق.
يكفي أن قطبي القمة خرجا من دور المجموعات من (قولة تيت) بالرغم من وجود محترفين، وإعلام رياضي (هلل) عند توقيع هؤلاء المعطوبين، بالرغم من الصرف على ملف الاحتراف، إلا أن أنديتنا لم تحصد شيء !!
كل الذي حدث هو خروج بخفي حنين، دون أن يكون هناك تقييم، أو تقويم للتجربة من قبل الأندية، لم نلمس سوى المكايدات التي أضرت بمسيرة طرفي القمة في البطولة، وعجلت بخروجهما مبكراً من المنافسة، .
كرة القدم في السودان بحاجة إلى (غربلة). ومن الشجاعة بمكان التوجه بتفكيرنا نحو
إقامة ملتقى رياضي موسع، يجمع أهل الحل والعقد في الوسط الرياضي على صعيد واحد، لبحث الأزمة بعلمية، وملامسة جذورها بدلاً عن تعميق الخلافات.
تدخل الدولة في الشأن الرياضي في حدود المعقول لا بأس به، ولا غبار عليه، ولكن لابد من مواصلة الجهود لاستكمال ما تبقى من بنيات المدينة الرياضية.
قرن خبراء كرة القدم على مستوى العالم تطور اللعبة، بالتطور المضطرد في مجال البنيات في المقام الأول، ولا يمكن لنا استضافة بطولة إقليمية، أو دولية دون أن يكون تأسيسنا متكامل، على أن يتبع ذلك طفرة في الفنادق، والنزل السياحية، كل دول العالم استفادت من واجهات الرياضة للترويج السياحي الذي در أموالا طائلة للدول التي سارت بهذا الاتجاه، فما الذي يمنع لو أننا ارتقينا بتفكيرنا ليشمل هذه الجوانب.
نعم لأهلية الحركة الرياضية، ونعم لتعظيم قيمة القانون والالتزام بمبدأ الشفافية، نعم للاستثمار في مجال الرياضة دون أن يخل ذلك بقانون اللعبة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى