د.خالد أحمد الحاج يكتب انتهاكات متكررة
كيف لمنتهكي حرمة المصلين بالمسجد الأقصى، وعند إقامة الصلاة المفروضة، وفي شهر رمضان المعظم بحجج
واهية لا يسندها منطق، ولا تنطلي على العقل في أن ينشأ سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في ظل تعديات
وانتهاكات متكررة؟ من يستخدمون معاول الهدم لكي تكون فلسطين القديمة أثرا بعد عين، ومن يسعون بكل ما
أوتوا من قوة وسند دولي لتغيير المعالم التاريخية لفلسطين بتشييد مستوطناتهم محلها لتؤول لهم الأرض
مستقبلا، كيف لهم أن يعترفوا بحق الفلسطينيين في هذه البقعة الطاهرة المباركة؟ القدس ثالث الحرمين الشريفين
ومعراج نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، فضلا عن ذلك فهي الأرض المقدسة التي خصها رب العزة جل جلاله
بالعديد من رسالات السماء وبالأنبياء والرسل
لماذا تسعى دولة الكيان الصهيوني لتصفية رموز المقاومة الفلسطينية؟
في حين أنها تعلم تمام العلم بأن هذه المحاولات لن تثني هؤلاء البواسل عن الدفاع عن مقدساتهم والتضحية من
أجلها بالمهج لأنها قضية عادلة، بيد أن المجتمع الدولي ما يزال ينظر إلى القضية من مصلحته الخاصة، ويتجاهل
حقا أصيلا لشعب شرد بين الأمصار وانتهكت كرامته تحت بصر وسمع المجتمع الدولي
بشتى السبل تحاول إسرائيل تحسين صورتها أمام العالم بادعاء أن حركات المقاومة هي من ظلت تبادر بالهجوم
على اليهود، في حين أن القاصي والداني لا تخفى عليه أفعال الإسرائيليين الوحشية ضد العزل من الفلسطينيين،
علما بأنهم وجدوا المساندة والتأييد الغربي، فلم يعودوا يخشوا المساءلة الدولية على انتهاكاتهم التي وصلت إلى
حد الإبادة، باعتبار أنهم يستهدفون بالقتل والسحل والتهجير بالسنين نوعا بشريا معينا، وهذا في العرف
الدولي يعتبر من أعمال الإبادة الجماعية التي يعاقب عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولكن سياسة الكيل
بمكيالين هي التي جعلت اليهود يواصلون تهويد المدن الفلسطينية، ويشرعنون لأحقيتهم في الأرض دون غيرهم
بمزاعم لا تنطلي إلا عليهم، وذلك بزعمهم بوجود هيكل سليمان عليه السلام بالمسجد الأقصى، والعالم الإسلامي
والغربي لم يغب عن مخيلتهم هدف الصهاينة الرامي لتحويل المسجد الأقصى إلى أنقاض. كسب دول عربية
لصف إسرائيل بالتطبيع الذي اتسعت دائرته في الفترة الأخيرة ليشمل عدة دولة عربية ما كانت تحلم به دولة
العدو الصهيوني لولا أن ظروفا عديدة ساهمت في تتويج هذا الاتفاق بالمباركة من قبل بعض الدول العربية وفي
الطريق أخريات. وكبر مع هذه الاتفاقيات الطموح اليهودي وفقا لاتفاق إبراهام لكن ذلك لن يكون خصما على حق
الفلسطينيين في إقامة دولتهم الحرة المستقلة. آخر الحلول التي تم التوصل لها وباركها المجتمع الدولي بقيام
الدولتين والاعتراف الصريح بحق الفلسطينيين في دولتهم لكن إسرائيل تنصلت من الاتفاق، وكان متوقعا ذلك لأن
المعروف عن اليهود حرصهم على عدم صون العهود. تنديد معظم دول العالم بانتهاكات دولة الكيان يجب أن ينبه
الأمريكان وأصدقاء إسرائيل بأن فتيل الصراع قابل للاشتعال في أي لحظة، إن لم يعملوا على دعم وتعزيز
خطى السلام العادل، ويعملوا أدوات الحكمة لأجل نزع فتيل الصراع.