السودانمقالات

جعفر باعو يكتب : العودة إلي ١١ ابريل

 
من الواقع

جعفر باعو
العودة إلي ١١ابريل
*أبريل ٢٠١٩ كان لتر البنزين بيت جنيهات تزيد قليلا،وحينها كانت بلادنا مدرج اسمها مع الدول الراعية للإرهاب ومفروض علينا عقوبات وحصار والعالم كله مقاطعنا،والعديد من الجبهات مفتوحة وهي تحمل السلاح من أجل الكرسي وليس لشي آخر ومع  ذلك كان لتر البنزين لم يصل سبعة جنيهات.
*خرج الشعب من أجل تحسين وضعه المعيشي حتى ينعم بحياة كريمة وانتشرت في تلك الأيام لايفات الناشطين وهم يبشرون الشعب بحياة كريمة بعد زوال حكم الكيزان.
*حلمنا وغيرنا بسودان مختلف يجد فيه المواطن الحرية والسلام والعدالة،وارتفع سقف الاحلام حتى أننا تصورنا نهضة تفوق تلك التى حدثت في أوربا بعد منحتها.
*ذهب البشير وناسه وازداد الوضع سوء ونحن تحت غمرة الثورية اسعارها “اي كوز ندسو دوس” ،ذهبت الانقاذ وفشل من خلفوه في الحكم من جعل لتر البنزين بخمسة جنيه وفشلوا في توفيره وظللنا نسمع الاسطوانة المشروخة ..الدولة العميقة لازالت تسيطر..
*رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع الحصار وعدنا للمجتمع الدولي ولتر البنزين يرتفع يوما بعد آخر والأدوية تختفي من الصيدليات والصحة تنهار وكذلك التعليم والقيم والأمن والحركات التى كانت تحارب والدولة تصرف على حربها تعود بالسلام للخرطوم والوقود معدوم والتر يرتفع سعره.
*صقر الشعب كثيرا على حكوماته المتعاقبة ولم ينل سوء المزيد من الذل والهوان.
امس أعلنت المالية أسعار جديدة المحروقات يصل فيها جالون البنزين لأكثر من الف وثلاثمائة وكذلك الجاز وبالتأكيد كل شي سيرتفع سعره بعد ارتفع الدولار وارتفع معه السوق.
*لازالت حكومة الكفاءة تطبق في روشته البنك الدولي دون أن تنظر لحال الشعب ودون أن تراعي كيف سيصل الموظف الي عمله وكيف سيصل الطالب الي جامعته وكيف سيعيش محدودي الدخل في بلاد كلها خيرات لم تجد بعد من يوظف نعيمها.
*حكومة “الكفاءت”تقرر دون دراسة وتقود بلادنا الي الهاوية وهي تفكر في إرضاء الغرب واغضاب الشعب،تفكر دون عقل يوزن الامور وكيف سيعيش الموظف الذي لا يصل راتبه ثلاثون الف مع سوق يحتاج الي ستون الف على أقل تقدير، هل فكرت حكومتنا المؤقرة كيف سيصل الموظف الي عمله بعد ارتفاع تعريفة المواصلات؟ومن أين ياكل هو وابنائه مع الكارثة القادمة؟بالطبع لم تفكر لانه ببساطة من يصدرون هذه القرارات يعيشون في ابراج عاجية لايحتكون بالمواطن ولايشعرون باوجاعه، لا يعرفون معني ان يترك الطفل مدرسته من أجل التسول في الطرقات او بيع بعضا من الأشياء الهامشية حتى يساعد أسرته على البقاء،لا يعلمون أن الصحة الآن منهاره ومن يبحث عن دواء كأنه يبحث عن ابره في كوم قش،لا يعلمون مدي معاناة الشعب لانهم ليس منا ولايفكرون في معاناتنا.
*لتر البنزين الذي كان بست جنيهات الآن تضاعف الي اضعاف ماكان عليه،والمواطن يصرخ في وجه هذه الحكومة الفاشلة..رجاء عودة بناء الي الحالة التى كنا بها عند فجر الحادي عشر من ابريل.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى