مقالات

بقلم د مصطفى محمد محمد صالح صناعه الخبز الواقع والتحديات وآفاق المستقبل

خواطر فكريه (١٢٧)

بقلم د مصطفى محمد محمد صالح صناعه الخبز الواقع والتحديات وآفاق المستقبل

أولا تمهيد: تعتبر سلعه الخبز أحد أهم المكونات السلعية الضرورية للمواطن السودانى، وهى ذات قيمه غذائيه واقتصادية وسياسية، بل أصبحت تشكل مكون أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه، فى تركيبته الغذائيه، مماجعله يبذل جهدا كبيرا و وقتا ثمينا لتوفيره الاسرته ،ولقد شهدت صناعه الخبز منذ منتصف عام ٢٠١٨ العديد من التحديات والعقبات والتى اثرت بشكل مباشر على توفره وتطورت تلك الإشكالات إلى أزمه خانقة كانت السبب الرئيسي فى اندلاع ثورة شعبية في بلادنا الحبيبه،إنطلقت شرارتها الأولى بمدينة الحديد والنار عطبرة ،ثم انداحت الاحتجاجات الشعبية إلى باقى ولايات البلاد، وبالرغم من النظرة التفاؤليه والأحلام العريضه للمواطنين بانصلاح الحال للأفضل بعد الثورة إلا أنهم كما يقولون تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن فضاعت الآمال العريضة وتشتت بسبب الأزمات والسياسية والاقتصادية الطاحنة والتى تعصف بالبلاد ولعل السؤال الرئيس المطروحة للبحث والفكر والدراسة ماالاسباب الحقيقه وراء ازمه الخبز؟ . ثانيا السمات العامه قطاع صناعه الخبز : ١) يرتبط بقطاع صناعه الدقيق ارتباطا وثيقا . ٢)يصنف ضمن دائرة الصناعات ذات الكثافة العالية . ٣) به طاقات انتاجيه كبيرة غير مستغله. ٤)يغطى جزء مقدر من احتياجات الطلب المحلى. ٥)عدم توفر العدد الكافى من العماله المدربة. ٦)أغلب المخابز لا تمتلك نظام للمعلومات المحاسبية. ثالثا واقع صناعه الخبز بولاية الخرطوم: تحظى ولاية الخرطوم بوجود أكبر قاعده صناعيه فى مجال صناعه الخبز من حيث حجم رؤوس الأموال المستثمرة ونوعية الأنشطة القائمه حيث أشارت نتائج المسوحات الإحصائية بأن عدد المخابز العاملة فيها (٢٢٨٧) والتى تستخدم الغاز فى نشاطها التشغيلى نسبه ٩٠% من عدد المخابز بالولاية، ثم تليها المخابز العاملة بالحطب بنسبه ٣%، ثم المخابز العاملة بالكهرباء وأخيرا المخابز التى تعمل الجازولين . رابعاطبيعة المشكلة: تقدر الطاقه الإنتاجية للمطاحن العاملة فى اليوم من الدقيق ١٠٠الف جوال زنه ٥٠ك وقامت الحكومة برفع الدعم عن الدقيق ليصبح خاضع لقانون العرض والطلب وبالرغم من ذلك ظلت مشكلة الخبز فى تصاعد مستمر ولعل ألاسباب المنطقيه لتلك المشكله تعزى فى الاتى : ١) عدم واقعية السياسه التسعيريه للخبز بل إنها بعيدة كل البعد عن المنهج العلمى السليم من وجهة نظر محاسبة التكاليف . ٢) عدم قدره المخابز في توفير الكميات اقتصادية من الدقيق، مما يؤدي الى إرتفاع نصيب الوحده الواحده من الخبز من التكاليف الثابتة. ٣) غياب الرؤية الاقتصادية لسياسة إصدار تراخيص المخابز. ٤) تأكل رأسمال التشغيلي بسبب الارتفاع الكبير في معدلات التضخم. ٥) عدم وجود خارطة صناعية لقطاع صناعة الخبز لتحديد الفرص الاستثمارية الحقيقيه المتاحه. ٥) تردى البيئه الداخلية لمعظم المخابز العامله، وعدم الإهتمام بالاشتراطات الصحيه والفنيه . خامسا النتائج المترتبة بعد رفع الدعم عن الدقيق والكهرباء والمحروقات : ١) بالنسبه للمواطن: صعوبة الحصول على احتياجه من الخبز، لإرتفاع سعره وانخفاض وزنه. ٢) بالنسبه لصاحب المخبز: عدم استقرار وثبات تكلفه واسعار مدخلات إنتاج الخبز . سادسا المعالجات: ١)تحديث قاعدة البيانات والمعلومات الصناعيه لقطاع صناعه الخبز بصورة جغرافيا وتقنيه مع التركيز على الطاقات الإنتاجية على وجه الخصوص. ٢) تطبيق كافه الاشتراطات الفنيه والصحيه والمواصفات القياسيه على كل المخابز العاملة مع ضرورة الإهتمام بالبيئة الداخلية. ٣) إعداد خارطة صناعيه لقطاع المخابز لتحديد الفرص الاستثمارية المتاحة. ٤) العمل على زيادة الوعى المحاسبى والتكاليفى لدى أصحاب وادارات المخابز العاملة. ٥) الإهتمام بتدريب الكوادر البشرية العامله فى مجال صناعه الخبز. وفى الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحم والدينا كما ربياني صغيرا، ويجعلهم من أهل الجنة، و يحفظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى