الثقافية

الشاعرة والملحنة المصرية سارة عبد الرحمن: أشعاري للوعي والإيجابية والصوت الإنساني

الشاعرة والملحنة المصرية سارة عبد الرحمن: أشعاري للوعي والإيجابية والصوت الإنساني

حوار / هيثم الطيب
+ مقدمة :-
تقول ورقتها الأولى:-
سارة عبدالرحمن، مترجمة شاعرة وملحنة ،صدر لي أول ديوان شعري ملحن بالكامل (أوضتين وسارة) وهو عبارة عن أشعار غنائية ملحنة على غرار الموشحات الأندلسية وقمت بتكرار التجربة مرة أخري من خلال ديوان (أنا سارة يله)،عن حلمها،قالت أنها تتمنى أن تكتب شعرا بكل لغة عامية في الوطن العربي،وأن يدخل شعرها لكل مكان عربي وغير عربي في العالم،لها تجربة في كتابة الشعر باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية،في حوارنا هذا نحاول قراءة شخصيتها وحلمها،حرفها وعمقها،ورأيها:-
قلنا :-
+ الوعي ضد الخوف،المحاصرة،
الهزيمة،الإضطهاد،هل إنتاجك الشعري يحاول صناعة الوعي المفتقد عندنا..؟
لم أشرت إلى كلمات تبعث الطاقة السلبية؟ فكتاباتي الشعرية للوعى عن طريق التركيز على الطاقة الإيجابية للمشاعر وإظهار كل مايبعث الفرح والإيجابية في النفوس وإن تطرقت إلى عبارات موجعة للمشاعر فالغرض منها هو التعلم من دروس الماضي حتى لا تتأثر الإنسانيات بداخلنا مرة أخرى.
+ هل الحركة النقدية العربية تضع مفاهيمها على الأفق التطويرية اللازمة بنائيا ومعرفيا لصياغة المفترض الأجمل لها..؟
قد أوافقك الرأي في جزء من السؤال فقد اصبحت الحركة النقدية الآونة الأخيرة أكثر إستيعابا للمتغير الثقافي الذي يجتاح العالم نتيجة لتطور وسائل الإتصال وسهولة نقل وتبادل المعلومات والتي نتج عنها جماليات مختلفة في أسلوب الكتابة.
فالنقد موجود مادام الأدب موجودا وسوف يختفي في حالة إختفاء الأدب وهو مايستحيل..
+ الذي يقترب من قراءتك ككاتبة يلمح خطاب رمزي رافض لكل التعقيدات المركبة مذهبيا،عرقيا،ثقافيا، وكأنك في مسارات نقل للنصوص من كونها حكاية متخيلة إلى مناظرات واقعية بتمثيل شعري لعوالم حقيقية كاشفة لكل الإتجاهات..؟
بناءاً على آراء النقاد فقد صنفت كتاباتي بأنها تتمتع بأسلوب نمطي بسيط لكن بها عمق فلسفي يخاطب الوجدان وعلى كل قارىء استنباط الفكرة من النص ومن وجهة نظره وفي النهاية فإن هذه الرؤيه أو التعبيرات تعبر عن شخصيات ذات فكر متحضر نابع من إختلاف القراءات والثقافات التي تتعامل معها وتصنيفها من وجهة نظرها بما لا يتعارض مع أسس ومبادىء الهوية العربية..
+ كتاباتك ليست مظاهرات تجريب تجعل من الشخصية فيها (ضمير)،لكنها تصنع له (هوية)،هل تمارسين عبر ذلك صياغة تأويلات للقراء تنقل الشخصية من فضاء افتراضي لفضاء حقيقي،أو كما نقول تماثل كتاباتك صراع هويات ..؟
أنا شاعرة أخاطب الإنسانيات وأغوص في الذات البشرية لاكتشاف نقاط القوة والضعف عند الأشخاص بمختلف أفكارهم ثم أصيغها بأسلوب سلس وبسيط ولكن بمغزى فلسفي في حين عدم تعارضه مع المباديء والأسس التي نشأت عليها كإمرإة عربية لها عادات وتقاليد لا يمكن المساس بها.
+ وطننا العربي لم يعرف بعد بشكل كامل الإستقرار الروحي الثقافي،والشعر يبحث عن ذلك في مجتمع يخطيء طريق الحريات،فأين أنت من ذلك..؟
أمتلك عينين ترصدان المواقف الفردية والجماعية بإيجابياتها وسلبياتها ثم أعيد صياغتها بأسلوبي الشعري سواء أكان عامياً أو فصحى وباستخدام أسلوب منمق في نقل الحدث بحيث أحاول جاهده أن أشرك القاريء في الفكرة المستخدمة وأجعله يتاثر بها ولكن كما سبق وأشرت في حدود المسموح به وبدون أي تجاوزات..
+ نحن في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء ذهني ونفسي ثم وجداني فهل الرواية غيمة الحلم هنا..؟
أرى إننا نشهد طفرات كتابية مختلفة ومميزة، ليست في الشعر فقط بل في كل المجالات الأدبية..
+ هنالك فرضية بأننا نحتاج إلى لغة في السرديات تخاصم الإنشائية والثرثرة اللغوية إلى لغة تداول شعري يتجلى فيها الثراء النفسي للشخصيات لننتج قيمة كتابية مختلفة وجديدة..؟
لا أتفق مع مفردة الثرثرة اللغوية حيث إننا في أزهى عصور الانفتاح والتطور مع سهولة ظهور مواقع التواصل الإجتماعي والتي جعلت السفر والاطلاع على الثقافات الأدبية العربية المختلفة أسهل وأعمق لذلك..
+ ماذا يقلق القلم أكثر في وطننا العربي..؟
لا يوجد مايقلق القلم في وطننا العربي فأنا شخصية إيجابية متفائلة حتى وإن بدأ طابع الشجن ملحوظا في بعض نصوصي ولكنه موجود بدافع الإختلاف والتجديد فنحن الشعوب العربيه شعوب حالمة تميل إلى الماضي والذكريات وتستمتع بالعوده إلى النوستالجيا بل وتستحضرها في كل حين..
+ هل فشلنا في صناعة الشخصية الثقافية العربية على مدى تأريخنا..؟
لم نفشل قط ولله الحمد كما أنني لم أشر تحديدا للمرأة كوني إمرأة،فالشاعر المتميز هو من يستطيع إبراز وتشخيص الذات الإنسانية بدون التمييز ما اذا كانت لرجل أو لإمرأة فكلاهما إنسان ولذا لم أشر فقط إلى المرأة بل تطرقت للموضوعات الإجتماعية متضمنه الرجل أيضاً..
+ قليلا يتأرجح حلم الشعر فينا،وكثيرا كثيرا يقلق حلم الرواية فينا، إلى أين نمضي..؟
من قال إن حلم الشعر يتأرجح في ذلك التوقيت، أنا أرى إننا في أزهى عصور الشعر كما كنا من قبل وسأظل أستمتع بكتاباتي الشعرية حتى وإن كنت على دراية بمختلف الفنون الأدبية ولكن سيظل الشعر على رأس القائمة فهو غذاء للروح.
+ الغضب العربي كله يخرج في حروف،الحزن يفعل ذلك أيضاً،فهل من طريق ثالث..؟
لم أجدك دائما ما تشير إلى الألم في أسئلتك؟
في حين أننا لو عكسنا حروف الكلمة لأصبحت الأمل الذي يجب أن يكون نبراسنا في كل المجالات والعلوم المختلفة.
+ وصوت في وجدانك يحاول الصراخ..؟
إن صرخ صوت في وجداني فذلك كوني بشر ولكن لا تنسى أن هناك من يضحك أيضا بداخلي.. فلا حزن باقٍ ولا فرح باقٍ..

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى