الأخبارالإقتصاديةالسودانتقارير

( الدولار واليورو) .. الحرب الروسية الأوكرانية تفرض التعادل وتحسن أداء (الروبل)

( الدولار واليورو) .. الحرب الروسية الأوكرانية تفرض التعادل وتحسن أداء (الروبل)

تقرير: العهد اونلاين

شهد العالم حدثا إقتصاديا مهماً وخطيرا ويحمل تداعيات اقتصادية وسياسية ، بتعادل
سعر صرف اليورو في الأسواق العالمية أمس، مع سعر صرف الدولار، للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، بينما شهدت بورصة موسكو تعادلا لسعر صرف الدولار واليورو مقابل الروبل
وبحلول الساعة 12:50 بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف العملة الأوروبية إلى مستوى 1.0006 دولار، وقبل ذلك بدقائق عادل سعر صرف اليورو سعر صرف الدولار.
وتواجه العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ضغوطا بسبب مخاوف من حدوث ركود اقتصادي في منطقة اليورو، وسط أزمة الطاقة المستمرة والتوقعات برفع سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه القادم خلال يوليو الجاري.
وأرجع خبراء اقتصاديون، تعادل سعر صرف الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي لأول مرة منذ نحو عشرين عاماً، إلي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتى فرضت بموجبها أمريكا وأوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا بدأت ترتد آثارها على الدول الأوروبية وامريكا بحدوث ارتفاع في التضخم وغلاء في اسعار السلع والخدمات ، بجانب أضطرار أوربا وامريكا لزيادة سعر الفائدة لخفض التضخم ومنع هروب الودائع من البنوك، بينما طبقت روسيا قرارا ببيع الغاز والنفط بالعملة الروسية ( الروبل) والتى ارتفع سعر صرفها لتساوي الدولار واليورو في التعاملات ببورصة موسكو.
وتوقع خبراء اقتصاديون، أن ينعكس تعادل سعر صرف الدولار واليورو إيجابيا علي اقتصادات الدول التى تربط عملاتها بالدولار ، بينما ستتأثر الدول المرتبطة باليورو سلبا ، فيما توقع أن يشجع انخفاض اليورو صادرات الدول الاوربية خاصة الصناعات التحويلية ، ويحد من ارتفاع معدلات التضخم بسبب الحرب فى أوكرانيا.

تعادل متوقع

ويري دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن ما حدث من تعادل لسعر صرف الدولار واليورو كان متوقعا، بسبب وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض امريكا والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية غير مدروسة علي روسيا، بدأت آثارها ترتد علي امريكا والاتحاد الأوروبي وظهرت بوضوح في ارتفاع التضخم والاسعار والغلاء واضطرار امريكا والاتحاد الأوروبي الي زيادة سعر الفائدة لمواجهة التضخم مما ينذر بحدوث ركود تضخمي بامريكا والاتحاد الأوروبي نتيجة للزيادات المستمرة في اسعار الفائدة، بينما ظل الاقتصاد الروسي متماسكا وتحسن سعر صرف الروبل، وأصبحت روسيا تصدر كميات قليلة من الغاز بعائدات اكبر.

حرب العملات

وأكد دكتور الناير أن الحرب الروسية الأوكرانية، عجلت لاندلاع ( حرب العملات)، بين أمريكا وأوروبا وروسيا والتى ستنتصر فيها الدولة التى تمتلك خطط وبرامج اقتصادية وموارد حقيقية من نفط وغاز وغذاء ، وكل المؤشرات تؤكد أن روسيا ستنتصر ، ولكن لن يحل (الروبل الروسي) مكان الدولار الأمريكي، بل سيتم طرح عملة بديلة من قبل تجمع البريكس الذي يضم (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) كعملة بديلة للدولار، رغم سعي امريكا الي الإبقاء على الدولار كعملة القياس العالمية الأولى بزيادة أسعار الفائدة لمعالجة ارتفاع معدلات التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

التأثير على الاقتصاد السوداني

وحول تأثير تعادل سعر صرف الدولار واليورو علي الإقتصاد السوداني ، أكد دكتور الناير ان الإقتصاد السوداني لن يتأثر بتعادل سعر صرف الدولار واليورو نتيجة الي ضعف حجم التبادل التجاري بين السودان ودول الاتحاد الأوروبي، بجانب ارتباط الإقتصاد السوداني بالدولار.
واضاف دكتور الناير: رغم رفع العقوبات عن السودان، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، إلا أن أمريكا وأوروبا لم تسمح بانسياب التبادل التجاري والتحاويل المالية والبنكية مع السودان أو تدفق استثمارات أمريكية وأوروبية للاستثمار في السودان، ولذلك لن يتأثر الإقتصاد السوداني سلباً بانخفاض اليورو وتعادل سعر صرفه مع الدول، بل انخفاض اليورو سينعكس إيجابا على الواردات من دول الاتحاد الأوروبي بانخفاض اسعارها.

ظهور تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

وفي السياق ذاته قال الأستاذ كمال كرار الخبير الاقتصادي، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لأول مرة منذ (20) عاما ينخفض اليورو لهذا الحد ، ويعادل سعر صرفه الدولار الأمريكي.
واضاف كرار: يمكن أن نقول أن تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية بدأت تظهر الآن بشكل كبير، فاوروبا هي التي تدفع ثمن الحرب واميركا التي ظلت تحرضها تجني الفوائد.

توقعات بتفجر ثورات شعبية بأوربا

ونبه كمال كرار ، الي أن توقعات النمو الاقتصادي في أوروبا والخوف من توقف خط الغاز الروسي، ومخاوف المستثمرين تضعف قيمة اليورو ولهذا علاقة بارتفاع التضخم والقدرة الشرائية للمستهلكين
وتوقع كمال كرار، حدوث المزيد من التراجع والركود الاقتصادي في اوروبا الامر الذي سيحفز شعوبها علي الثورة والتظاهر كما شاهدنا في فرنسا سابقا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى