مقالات

الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب : الحرية

خواطر فكريه (50)

بقلم الدكتور مصطفى محمد محمد صالح الحرية

أنا حر ،أفعل ماشاء، وليس من حق أحد ،أن يتدخل في حياتي هذا رأي وليس لأحد أن يمنعني أن أقوله كل ذلك وغيرها من المعاني التي يعبر بها الناس عن مفهوم الحرية. فكلمة الحريه من الكلمات المتداولة والشائعه الاستخدام في الحياه العامه بين الناس بصفه عامه وفي الوسط السياسي علي وجه الخصوص. فما الحرية اذن؟ وهل مقيدة بضوابط تحكمها، أم مطلقة دون أي قيود ؟ وما أثر الحريه علي الفرد والمجتمع؟ وما الحكم الشرعي في إستخدامها أذا كانت تحمل في طياتها معني لمصطلح رأسمالي ؟ اولا مفهوم الحرية : في اللغه العربيه كلمه حريه عكسها العبودية، إلا أن لهذه الكلمة معني اصطلاحي بمعني أن تعتنق ماتشاء، وتمتلك أي شيء وبأي وسيلة، وأن تقول أي شيء، وأن تأكل وتشرب أي شيء وأن تنام مع اي شيء ،ومن خلال البحث والفكر والدراسة أتضح بصوره واضحه وجليه أن كلمه الحريه من الكلمات ذات الأبعاد والدلالات السياسية في المبدأ الرأسمالي القائم على أساس عقيده فصل الدين عن الدولة ، أو فصل الدين عن الحياه، وبناء على هذا العقيد وهذه القاعده الفكريه فإن الإنسان هو الذي يضع نظامه في الحياه ولذلك كان منطقيا أن يحافظ على الحريات للإنسان وهذه الحريات هي : حريه الاعتقاد وحرية الرأي والتعبير وحرية التملك وأخيرا الحريه الشخصيه. ونتيجة لتطبيق نظام ومفاهيم المبدأ الرأسمالي في الدول الغربية وأمريكا وسيطرت الحضاره الغربيه علي معظم بلاد المسلمين أصبحت العديد من الأفكار ومن الكلمات المتداولة والشائعه الاستخدام وسط الناس مرتبطه الحضارة الغربية ومن تلك الكلمات كلمه الحريه وهي تحمل نفس المعني الاصطلاحي للمفهوم الرأسمالي . والمقصود بالمعني الاصطلاحي :هو ماتعرف عليه أهل العلم من مفهوم لفظي للكلمة أو واقع لفظي معين للكلمة. ثانيا لم يتخلف المسلمون عن ركب العالم نتيجه تمسكهم بمبدأ الإسلام العظيم وإنما بداء تخلفهم عندما تركوا هذا التمسك وتساهلوا فيه و سمحوا للحضارة الغربيه أن تدخل ديارهم والمفاهيم الرأسمالية أن تحتل عقولهم ويوم تخلوا عن حمل مبدأ الإسلام العظيم والدعوه له وإساؤوا تطبيقه . ثالثا أن الأصل في المسلم أن يتقيد في جميع تصرفاته وأفعاله وأقواله بالأحكام رب العالمين باعتبار ذلك من مقتضي العقيده الاسلاميه ،ويقصد بالحكم الشرعي :خطاب الشارع- سبحانه وتعالى- المتعلق بأفعال العباد وهذه الأحكام الشرعية هي الفرض أو الواجب : هو مايمدح فاعله ويذم تاركة.والحرام :وهو مايذم فاعله ويمدح تاركة . والمندوب: هو مايمدح فاعله ولايذم تاركة . والمكرره :هو ما يمدح تاركه. والمباح: هو ما دل الدليل السمعي علي خطاب الشارع بالتخير فيه بين الفعل والترك. عليه فإن هذه الأحكام الشرعية هي: مقاييس الأعمال لانها تقوم علي الحلال والحرام، وهي التي تضبط وتحكم كل أفعال الإنسان ،وبالتالي فإن الكلمات والألفاظ التي تحمل معاني أو دلالات اصطلاحيه إذا كانت اصطلاحها يخالف اصطلاح المسلمين فإنه لا يجوز شرعا إستخدامها ومن هذه الكلمات كلمه الحريه وذلك لأن المدلول والمعنى الاصطلاحي لها بالمفهوم الرأسمالي يخالف أحكام الإسلام . رابعا : فالإسلام: يعني الاستسلام والانقياد والتقيد بأحكام رب العالمين، باعتباره الخالق المدبر الله سبحانه وتعالى خالق الكون والإنسان والحياه ، والذى تم الإيمان به أبتداء عن طريق دليل عقلي قطعي ، ولا يستطيع المسلم أن يقول إن حر اعتنق ماشاء ،و أفعل ماشاء ،وأقوال ماشاء حسب مفاهيم الحضاره الغربيه، لأن ذلك يتعارض بداهتا و بصفه أساسية وجوهريه مع مقتضي العقيده الاسلاميه . خامسا: أن النظام الذي يضعه الإنسان لينظم حركه حياته في الوجود مهما سمت عبقريته هو نظام باطل وسيكون سبب شقاؤه ،وتعاسته لأنه صادر من انسان محدود وعاجز، وناقص ،ويتأثر بالبيئة وناشيء عن انسان يعجز عن الإحاطة بالوجود فقبولك من حيث المبدأ أن يضع لك إنسان مثلك نظام لحياتك فإنك توافق وتقبل أن تكون له عبد وهذه قمه الانحطاط والتخلف الفكري سابعا :قمه عز الإنسان وكرامته عندما يكون عبد لله وليس عبدا لسواه . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينصر الإسلام والمسلمين.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى