مقالات

شريف أحمد الامين يكتب: .. شظايا..القصر الجمهوري .. بعد تحريره للمرة الثالثة من الغزاة!!

شريف أحمد الامين يكتب: .. شظايا..القصر الجمهوري .. بعد تحريره للمرة الثالثة من الغزاة!!

 

ثلاثة قرون وحقب تأريخية تمثل رمزية المبني السيادي الأول للدولة*
*المبني التأريخي يتحدي سطوة الجنجويد ويقف شامخا علي مر الازمان قبالة النيل الخالد.*
~~~~~~~~~~
منذ استيلاء محمد على باشا على السودان سنة 1821م، أصبح السودان يدين للحكم العثماني (1821م – 1885م). وكان يحكم السودان في هذه الفترة حاكم يلقب بحاكم عام السودان. وتحولت العاصمة من مدينة سنار إلى مدينة الخرطوم في العام 1825م وتمركزت حينها كل الدواوين الحكومية بها وكان ذلك في عهد

الحكمدار خورشيد في العام 1832م والذي أقر فيما بعد بأن تكون الخرطوم هي العاصمة الإدارية لحكم السودان.
▪️قصر الحكمدارية (السـراي):

 

في عام 1825م وضع الحكمدار محو بك اورفلي والذي حكم السودان في الفترة من ( 1825 – 1826م) وضع حجر الأساس لبناء القصر الجمهوري من الطين (اللبن) على نسق بناء في شكل مستطيل تم تخصيصه كمبني لحكم السودان وسكناً للحكمدار. حيث عرف باسم (سراي الحكمدارية) وموقعه على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق على بعد أقل من كيلومتر من ملتقى النيلين الأبيض والازرق.

▪️وفي عهد الحكمدار خورشيد باشا (1826 – 1838م) أدخلت بعض الإضافات والتحسينات على مبنى قصر الحكمدارية واكتملت في سنة 1834م، كما شيد الحكمدار خورشيد باشا مبنى إداري استغل كدواوين لإدارة الدولة ومصالحها.

▪️وفي عهد الحكمدار عبداللطيف باشا عبدالله ( 1849 – 1851م) قام بهدم مبنى قصر الحكمدارية المبني من الطين ( اللبن) وأعاد تشييده فى سنة 1851م مستعيناً بالطوب الرملي المنقول من بقايا خرائب مدينة سوبا

الأثرية والمباني القديمة بأبي حراز الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق. حيث شيدت (السراي) الجديدة من طابقين مكحل بالحجر الرملي من الخارج وبها جناح خاص بالحريم وتحيط به حدائق مختلفة من الاشجار كالنخيل وأشجار الزينة.

▪️وظل القصر مقراً لحاكم عام السودان حتى قيام الثورة المهدية والتي نقلت العاصمة الادارية من الخرطوم الي امدرمان علي الضفة الغربية من النيل في الفترة من ( 1885م – 1898م) وحينها اتخذ الحاكم الثاني لدولة المهدية الخليفة عبدالله التعايشي قصرا بديلا للحكم يعرف الان ببيت الخليفة وظل مقراً للحكم حتى قيام الحكم الثنائي (البريطاني المصري).

▪️الصورة الأولي.. الكاتب جوار القصر الجمهوري الجديد.▪️الصورة الثانية .. امام القصر القديم المدخل الرئاسي الجنوبي.
▪️الصورة الأولي.. الكاتب جوار القصر الجمهوري الجديد.
▪️الصورة الثانية .. امام القصر القديم المدخل الرئاسي الجنوبي.

▪️قصر الحاكم العام:
خضع السودان تحت الحكم الاستعماري الثنائي الإنجليزي المصري في العام (1898م – حتي ديسمبر 1955م) وقد اتخذ الحاكم الإنجليزي هيبرت كتشنر باشا أول حاكم عام للسودان قرارا بإعادة العاصمة لمدينة الخرطوم بعد اعادة بناء القصر سنة 1899م وبدأت عمليات البناء على

الأساس الحجري لقصر الحكم الإداري المهدم واكتمل جزء من مبنى القصر فى عام 1900م. وأقام فيه الحاكم الثاني السير ريجنالد ونجت والذي اعاد تأهيل القصر في العام 1906م وشيد فيه مباني القصر بالطوب الأحمر إلا أن أركانه كانت وما زالت مشيدة بالحجر الرملي.

▪️ويتكون القصر من طابقين وله ثلاثة أجنحة جناح رئيس يقابل النيل الأزرق ويمتد شرقاً وغرباً وجناح باليمين وجناح باليسار يمتدان من الجناح الرئيسي إلى جهة الجنوب، والبناء بالكامل يمثل نصف مربع إضافة إلي مبنى إداري في الناحية الغربية من قصر الحاكم العام (وزارة المالية حالياً). وظل قصر العام الحاكم مقرا وسكنا لحاكم عام السودان حتي الاستقلال.

▪️تبلغ المساحة الكلية للمباني داخل القصر (74000) متر مربع.
▪️ويقع مجمع القصر الجمهورى على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق ويحده من الشمال شارع النيل ومن الجنوب شارع الجامعة ومن الشرق شارع أبوسن ومن الغرب شارع مهيرة ومنذ تخطيط مدينة الخرطوم وضع القصر كنقطة تقسيم مدينة الخرطوم إلى قسمين وقامت حولها شرقاً وغرباً الوزارات والمصالح والدواوين الحكومية تمارسها المؤسسة.

▪️وتشمل مساحة الكلية لمجمع القصر الجمهوري (150) ألف متر مربع.
▪️بعد ان نال السودان استقلاله عن بريطانيا ومصر فى الأول من يناير سنة 1956م، وأُنْزِلَ علم بريطانيا ورُفع علم السودان فوق سارية مبنى القصر ظل القصر الرئاسي المبني الرسمي لرئاسة جمهورية السودان ورمز السيادة

الوطنية وعرف فيما بعد باسم القصر الجمهوري وبه مكاتب أعضاء مجلس السيادة وإدارات رئاسة الجمهورية كما خصص به موقعا للضيافة في الطابق الثاني للرؤساء والملوك الزائرين للبلاد حتى عام 1974م بالإضافة إلى مواقع خارج القصر استخدمت مقارًا للضيافة.

▪️وقد اختار الرئيس الأسبق الفريق ابراهيم عبود الرئيس الوحيد من رؤساء السودان فى العهد الوطنى اختار ان يسكن داخل القصر الجمهوري، حيث شيد مقراً لسكنه فى الجزء الجنوبي الغربى من القصر الجمهورى سنة 1960م.
▪️مبنى القصر الجديد؛

ظهرت الحاجة إلى إنشاء قصر رئاسي جديد يلبي احتياجات رئاسة الجمهورية ومهامها ووظائفها ويواكب العصر في ظل التطور التقني فتم التفكير في إنشاء قصر رئاسي جديد يواكب التطور العالمي ولكن لم يتحقق ذلك إلى أن اُبرِم عقد إنشائه إبان زيارة الرئيس الصيني

 

خوجين تاو للسودان في عام 2007م فَوُقِع عقده وأُجيز تصميمه بعد الدراسات الفنية كافة حول المشروع فى عام 2009م. كما تم توقيع عقد التنفيذ في 25 نوفمبر 2010م وبدأ العمل في مارس 2011م. وافتتح رسميا في ليلة 26 يناير 2015م على يد الرئيس السابق المشير عمر حسن أحمد البشير ورُفع العلم فوق سارية القصر إيذاناً بانتقال قيادة رئاسة الجمهورية للقصر المركزي.
▪️احتلال القصر:

تم احتلال القصر الجمهوري بواسطة مليشيا الدعم السريع في صبيحة 15 أبريل 2023م عقب تمردها علي الدولة الي ان تم سحق المليشيا وطردها من المبني السيادي الأول للدولة السودانية في صبيحة 21 مارس 2025م بفضل الله تعالي والقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها.

▪️حاشية:
من خلال السرد نجد أن القصر الجمهوري خلال الثلاث قرون الماضية تم تحريره من الغزاة والمحتلين ثلاث مرات:
▪️عند انتصار الثورة المهدية ومقتل الحاكم العام وتحرير الخرطوم 1885م.

▪️عند إعلان الاستقلال وخروج المستعمر البريطاني المصري 1956م.
▪️واخيرا عند طرد وتحرير القصر من احتلال مليشيا الدعم السريع 2025م.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى