مقالات

يوسف عبدالمنان يكتب: ..حديث السبت ..خالد الأعيسر بين وفاء البرهان وغياب الرؤيا هل تفقد البلاد منافحا عنها ولاتكسب وزيراً؟؟

يوسف عبدالمنان يكتب: ..حديث السبت ..خالد الأعيسر بين وفاء البرهان وغياب الرؤيا هل تفقد البلاد منافحا عنها ولاتكسب وزيراً؟؟

مذكرة فرانيس دينق لسلفاكير بداية حل لأزمة ابيى ام تصعيد جديد؟.

عتمة الشمال وصراع المسيرية، وغياب المركز ماذا عن الحكم الذاتي؟؟

 

1️⃣
في عتمة ليل السودان، وفي غيابه عن حيث يفترض وجوده، تظل القضايا المصيرية للشعب مفتوحةً لكل الاحتمالات، وفي غياب السلطة المركزية الفاعلة، ووجودها الشكلي في الأطراف، ربما تذهب بعض أطراف

البلاد إلى سبيلها، وتنضم إلى بلدان الجوار المستقرة، بعد أن استيأسوا من الوطن الأم، ومثال على مانقول منطقة أبيى المتنازع عليها، بين دولتي جنوب السودان وشمال السودان. فمنذ استقلال الأولى عن الثانية، كقضية مؤجلة

فشلت الحكومات المتعاقبة منذ سبعينات القرن الماضي في الوصول للحل بشأنها، وتم ترحيلها بعد الانقسام لتدخل في الوقت الراهن نفقاً شديد الظلام، مما دفع البرفسير فرانسيس دينق مجوك الأكاديمي والباحث

ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، لكتابة مذكرة للرئيس سلفاكير ميارديت، رئيس حكومة جنوب السودان، دفع فيها بجملة أسباب تجعل من الإبقاء على الوضع الراهن في ابيى بمثابة استدامة لأوضاع مأساوية يعيشها شعب ابيى، من قومية دينكا نقوك بمشيخاتهم التسعة،

والمهاجرين من المسيرية على حد تعبيره ووصفه، وافترع فرانسيس دينق رؤيةً مؤقتةً لتعزيز فرص تنميه المنطقة، وتطويرها من خلال اعتماد نظام حكم ذاتي لمقاطعة ابيى، ريثما تتوصل حكومتي جوبا والخرطوم لاتفاق نهائى لتقرير شعب ابيى مصيره.

وفرانيسس مفكر عميق الرؤيا لم يستمع إليه الناس في أيام وحدة السودان، وتعرضت شخصيته لتشويه متعمد وتجاهل نخب دينكا نقوك والمسيرية الحل الذي طرحه من قبل وأكثر من مرة، ولكن تم تجاهل صيحته في سكرة الطرفين، كلٌ فرحٌ ومنكبا على (جعته) اي مريسته،

وضاعت رؤي الرجل القامة، مؤلف كتاب (حرب الرؤى) وأخري عديدة، ضاعت في زحام العراك السياسي، بين الجنوب والشمال، ومن المفارقات التي لايعلمها البعض، أن بين فرانيس من جهة والدكتور الدرديري مودة متصلة، بلغت مراحل متقدمة، ففكرا في إصدار كتاب مشترك

للباحثين باللغتين العربية الإنجليزية، يخاطب شعب المنطقة من القوميين. والآن يطرح مجوك رؤية يعتقد أنها تمثل طريقاً آمناً للخروج من نفق ابيى الذي في تقدير ابن السلطان والمفكر الكبير يمر عبر اتفاق الدولتين على

منح سكان ابيى حكما ذاتيا ريثما تنتهي الحرب في السودان، وتستقيم وضعية الدولة، ويتفق الطرفان على الوضع النهائي لابيي، ولا يقدم الرجل تعريفا دقيقا لكيفية الحكم الذاتي وسلطات حكومة أبيي التي تقع تحت

سيادة دولتين، ويحظى فيها السكان بالجنسية المزدوجة، لمدة تركها الرجل مفتوحة لاتفاق الدولتين، ولكنه اقترح مجلس سيادة للمقاطعة المنتظر تكوينها، يتألف من الرئيسين البرهان وسلفاكير ولم يلج الرجل في تفاصيل أكثر دقة ربما خشية الإغراق في التفاصيل المفضية

للتباغض والخلاف، لكن يتحدث عن ضرورة إعادة النظر في تقاسم إيرادات المنطقة من النفط التي نص عليها اتفاق نيفاشا بنسبة 50% للخرطوم و42% من عائدات البترول لجنوب السودان، و2% لمجتمع دينكا نقوك،

ومثله لمجتمع المسيرية، و4% مناصفة بين إقليمي بحر الغزال وغرب كردفان، ويذكر الحيثيات التي تجعل زيادة الانصبة من البترول لشعب المقاطعة ضرورة تقتضيها تطلعات ابيى إلى التنمية والرفاه في ظل واقع شديد التعقيد.

ويقول فرانسيس أن أي حل أحادي لقضية ابيى لن يحظى باعتراف الدولتين ولا المجتمع الدولي ولا الإقليمي ولن يكون مصيره الا مثل مصير الاستفتاء الذي أقامه دينكا نقوك متزامنا مع استفتاء جنوب السودان الذي لم يجد اعترافا من أية جهة، وانتهي إلىالتجاهل.

2️⃣

اذا كان الدكتور فرانيسس دينق قدم رؤيته لسلفاكير وحكومته كان حرياً بها تقديمها لحكومة السودان، وليس حكومة بورتسودان كما يطلق عليها البعض استخفافاً وازدراءً، ولكن ربما لتقديرات خاصة اختار تقديمها لحكومة جنوب السودان، واتاحتها لعدد من السودانيين

الشماليين ممن يظن فيهم خيراً، ومنهم كاتب هذه المقالة، بيد أن الطرف الشمالي تشغله عن دراسة مثل هذه المذكرة الهامة مشاكله التي غرق في اتونها، فالحكومة المركزية الآن ترفع من حيث لاتقول شعار عبدالناصر القديم لاصوت يعلو فوق صوت المعركة، وربما مجلس

الوزراء الذي يفترض نظيريا دراسة مثل هذه الورقة – حتي ولو لم تقدم إليه – لايعرف بعض أعضائه ماهي ابيى أصلاً !! وربما بعضهم لم يسمع بها وفئة تشغلها شواغل الحكم عن الالتفات لمنطقة ابيى، وشعب المسيرية الذي هو الآخر ينشغل قادته من زعماء العشائر في إثبات

ولائهم لقوات الدعم السريع، والهرولة نحو فتات مال ال دقلو المسروق، من مركبات ونقود، وحتى زعيمهم الناظر مختار بابو نمر تعرض لاحتقار واذلال من قبل الدعم السريع، حتى سأل زعيم العصابة عندما ارغموه على

مخاطبة الراي العام (نقول شنو) فقال كبير اللصوص (قول القلناهو ليك) وإثارة الواقعة غضب الأمير الصادق بأبو نمر الذي خلع جلباب حزب الأمة الملتزم في صفه حد التسليم بكل مايتنزل عليه من ابن خاله صديق الصادق

المهدي، واضطر الصادق بابو لإصدار بيان يرفض فيه موقف شقيقه ويتبرأ من انحياز النظارة للدعم السريع على حساب القوات المسلحة، وعند الشدائد والمحن تكتشف معادن الرجال، وكما قال شاعر الكواهلة ود الشهلمه

*الزين مو فسل والفسل مو زين*
*والدخل البطون مابتقطعوا السكين*
وفي ظل هذا الواقع وقد بقى أحمد الصالح صلوحة وحده يقاتل في الساحة بعد أن آثر آلاف القيادات

الصمت، والتواري عن المشهد، والتولي يوم الزحف، وهل من زحف غير استباحة الجنجويد لكجيرة والفوله الحميره ولقاوه القيافة، لكن صلوحة وأحمد سليمان قور يمثلان رمزية قول الشاعر:

*فينوس يارمز الجمال*
*ومتعة الأيام عندي*
*لما جلوك على الملأ*
*وتخير الخطاب بعدي*
*هرعوا اليك جماعة*
*وبقيت مثل السيف وحدي.*

ويقاتل الدرديري وحده في حرب الرؤى بين دينكا نقوك والمسيرية، وقد أسندت الدولة لملف ابيى نخبة من أبناء المنطقة مابين إدارية واشرافية ولكنهم شغلوا أنفسهم بما لايمثل أولوية بل اللجنة الإشرافية لاخيل تهديها ولامال

ولم تحسن النطق إن لم تسعد الحال. وربما لم يسمعوا حتى الآن بمذكرة فرانيسس دينق أو ينتظرون أن يشير إليهم من كلفهم بالمهمة، ولكن لماذا يصمت مثقف وعالم مثل البروفيسور سليمان الدبيلو؟ رغم أهمية وتأثير الرجل اي فرانسيس على المشهد الجنوبي وكان حريا بالادارية الخاصة بابيي دراسة هذه المقترحات ورفضها

عن بينه أو قبولها حتى تفتح نافذه مرة أخرى لتسوية نزاع أخشى أن يظل على حاله، والموارد الضخمة في المنطقة تصبح احتياطي للدول الغربية، حتى يُنفخ في الصور وتاتونا افواجا، وليت الأخ الصديق البله جوده وهو الرجل المبصر وسط العمى، وقارئ وسط الذين يسبحون

في شاشات الهواتف الذكية صباحا ومساء ان يجمع تنسيقية المسيرية ليلا أو ضحى ويتدارسون بينهم مآلات الأوضاع في ابيى، والبله من أهل العزائم لا مثل اللاهثين وراء المغانم، وتقول التنسيقية كلمتها حول مسألة الحكم الذاتي.

3️⃣
جاءت التعينات الأخيرة لوزراء حكومة البرهان، بوجوه جديدة أبرزها الصحافي والإعلامي خالد الأعيسر من لندن، حيث العيش الرغد، والتواصل مع الأدباء والمثقفين والمفكرين، ومن خندق الدفاع عن السودان حيث

استنزفت طاقة الرجل في شاشات الفضائيات منذ اندلاع الحرب حيث وقف الاعيسر ينافح عن الجيش الوطني، وعن بلده السودان، وقدم مالم يقدمه من الصحافيين الا ثلة قليلة مثل مزمل أبوالقاسم، وعادل الباز، والهندي،

وضياء الدين بلال. وربما تقديرا من البرهان لجهد قطاع الإعلام من الصحافيين الذين لم يبدلوا مواقفهم، ولم تغريهم أموال دقلو، اختير الأعيسر وزيرا في حكومة البرهان الحالية، وقد أعلن الرجل تلبية النداء ليركل نعيم لندن حيث الدخل اليومي بالجنينه الاسترليني واليورو،

إلى حيث مرتب هزيل ومخصصات شحيحة، تجعله في حرج بالغ، وبالكاد يستطيع تقديم كوب شاي أو فنجان قهوة وماء بارد، لضيوف مكتبه، وسكنا متواضعا في حي المطار. وكل ذلك يهون في سبيل الوطن المكلوم، *ولكن هل يستطيع الأعيسر سد ثغرة ضعف الإعلام الحكومي؟.

وهل المشكلة في الإمكانيات، أو في طبيعة النظام الذي لايتيح لوزير الاعلام سلطة حقيقية تجعله قادرا على أداء واجبه.* وبطبيعة الحال مهما كانت القدرات التعبيرية للوزير فإنه يظل معبرا عن سياسات دولة وليس صانعاً للسياسات في الدولة، التي يهمن على القرار فيها

العسكريون الأربعة، وليس مجلس الوزراء الذي لايعدو كونه مجرد مسحة كريم لتجميل وجه الحكومة.
والأستاذ الأعيسر ربما يجد قليل من الإمكانيات المالية في زمن الحرب، ولكنه بالطبع لن يجعل مجلس الوزراء حاكما من تنازل القيادة، وبالتالي هو يعبر عن ميتٍ بلغة

حية، وأفق مفتوح وجسارة منابر، وتلك ستبددها برودة المشهد الداخلي، وبدأ كثير من الناس أكثر شفقةً على الرجل، ويقولون نخشي أن نخسر سلاحاً فتاكاً ينافح عن السودان، ولا نكسب وزيراً للإعلام، يحارب مع جنوده بلسانه وتلفزيونه واذاعته.

4️⃣
يبدوا ان قيادة الحكومة بعد إعفاء والي غرب كردفان د عصام الضو الذي ظل بعيدا عن المشهد!! حتى سقطت الفوله العاصمة !!، التي يفترض أن يبقي فيها، ويتحلي بشجاعة والي جنوب كردفان الحالي، والسلطات في

حيرة من امرها كيف تختار خليفة له؟؟ وهل تستمر في تعين الضباط الإداريين حتى بعد فشل أغلبهم ام تختار عسكريين؟؟ وهل تختار عسكري في الخدمة ام من المعاشيين؟ وهل الأفضل والاكفا ضابط الجيش ام الشرطة ام الأمن؟ وهل تأتي بضابط من أبناء المنطقة ام خارجها؟

ثم هناك معادلات داخلية مابين جنوب الولاية وشمالها؟ هل من حمر ام من المسيرية ام النوبة ام الداجو؟ أو من مجموعة القبائل الأخرى التي يدعونها مزاحا (باشقر دار) وسط كل هذه الأسئلة برزت كتلة دار حمر التي تمثل المحليات الشمالية وهي تزكي وتدعم تعين اللواء صالح سليمان، الذين وهو كفاءة أمنية وسياسية وشرتاي في

ذات الوقت ومجموعة مجتمع لقاوة من المسيرية والداجو والنوبه ودينكا نقوك وهؤلاء يساندون اختيار المحامي الدكتور عادل دلدو; وهو أول قيادي من النوبه

يجمع عليه المسيرية؟ وتلك من علامات التعافي لهذا الإقليم المضطرب فكيف للفريق شمس الدين كباشي أن يمحص بين هذا وذاك ويختار والياً يقود مكونات الولاية لتحرير نفسها؟

✒️ يوسف عبدالمنان
9 نوفمبر 2024م

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى