مقالات

مصعب الطيب يكتب:شباب تاركو… الدبلوماسية الشعبية بأجنحة سودانية

مصعب الطيب يكتب:شباب تاركو… الدبلوماسية الشعبية بأجنحة سودانية

 

ظلت شركة تاركو للطيران منذ اندلاع الحرب حاضرة بقوة في التفاعل المجتمعي و المجال الإنساني، حيث بادرت بتسيير رحلات إجلاء مجانية و خفضت أسعار التذاكر دعماً للمواطنين في لحظة وطنية حرجة، و لم يقتصر دورها على نقل الركاب، بل امتد ليشمل نقل الأدوية و المساعدات القادمة من الخارج، في التزام صارم بالمسؤولية الوطنية، حتى استحقت عن جدارة أن تُوصف بالناقل الرسمي في حرب الكرامة، و ما نعرفه من أدوارها قليل، و ما خفي كان أعظم.

و من خلال مسيرتها، نشهد بين الحين و الآخر ما يجعل كل سوداني يفتخر بوجود شركة وطنية تمددت بأجنحة طائراتها لتغطي إفريقيا و آسيا، و تحلق بأمان في فضاءات متعددة، مع تنوّع خيارات الإقلاع و الهبوط داخل الدولة الواحدة، كما في المملكة العربية السعودية بين جدة و الرياض و الدمام و أبها البهية و المدينة المنورة.

تفوقت تاركو على كثير من نظيراتها، و أكملت دائرة النقل جوًا و براً و بحراً، حتى أصبحت تنافس نفسها قبل غيرها، و هنا يفرض الواقع سؤالًا مشروعًا: من يقف خلف هذا النجاح؟

تتعدد الأسماء المرتبطة بتاركو إدارةً و مُلاكاً، و في مقدمتها قسم الخالق بابكر، رئيس مجلس الإدارة، و سعد بابكر، المدير العام، شراكة تستحق الدراسة و التوثيق بوصفها واحدة من تجارب الشراكات الناجحة في ظل ظروف اقتصادية استثنائية، أبرزها إنشاء شركة طيران في زمن حصار اقتصادي خانق،كان ذلك تحدياً وطنياً خالصاً، و لو استُمع حينها لنصائح خبراء السوق أو خضعت الفكرة لحسابات دراسات الجدوى التقليدية، لما وُلدت تاركو من الأساس.

لكن الإجابة الحقيقية عن سؤال النجاح تكمن في شباب تاركو؛ فوطنيّة الشركاء، و رؤيتهم الثاقبة، و حسن إدارتهم تجلت في دعم الشباب السوداني عبر توفير فرص التدريب والتأهيل، و تمكينهم، و تهيئة بيئة عمل جاذبة في مجالات الطيران و النقل البحري و البري.

اليوم يقود هؤلاء الشباب نجاحات تاركو و تمددها في مختلف أقسامها، بعقول واعية و مدركة، تواكب التطور التكنولوجي، و تُحسن التكيف مع التغيرات المتسارعة في سوق النقل، و تتعامل بمرونة مع تحديات المحطات الداخلية و الخارجية،كانوا على قدر الوعد و التحدي، بروح الشباب و طاقته، و بوصفهم جزءًا أصيلًا من المناسبات الوطنية و الإقليمية والدولية.

يحمل شباب تاركو اسم السودان و علمه إلى جانب شعار الشركة، تعزيزًا لدورهم الوطني، فأصبحوا قدوة يُحتذى بها، و سفراء للشباب السوداني، و نموذجًا حيًا لما يمكن أن تُنجزه الدبلوماسية الشعبية حين تتكئ على الكفاءة و الانتماء.

و أعتقد جازماً أن سعد بابكر و قسم الخالق بابكر لن يبخلا بكشف أسرار بناء هذا الجيل القيادي الشاب، و عرض التجربة على أي حكومة تأمل في النهوض بدور الشباب، متى ما تصالحت مع ذاتها في هذه المسألة، فالمؤسف أن كثيراً من المسؤولين ما زالوا ينظرون إلى الشباب بوصفهم خصماً، و يضعون بينهم و بينه مسافات شاسعة.

هنيئًا للسودان بشباب تاركو.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى