الأخبارالعالمية

مراقبة الزوج على “فيسبوك” تهدد علاقتكما.. كيف تتعاملين مع الغيرة؟

زهراء أحمد

مراقبة الزوج على “فيسبوك” تهدد علاقتكما.. كيف تتعاملين مع الغيرة؟

تقلق غالبية النساء من نشاط أزواجهن على تطبيق “فيسبوك”، وربما تسعى بعضهن إلى مراقبة هاتف الزوج، من أجل حماية أزواجهن من الوقوع في شرك نساء أخريات.

وذكرت دراسات علمية سابقة مدى التأثير السلبي لاستخدام تطبيق “فيسبوك” على العلاقة الزوجية، فيولّد نشاط أحد الأطراف على “فيسبوك” مشاعر التهديد والسخط والقلق من تضرّر الزواج لدى الطرف الآخر، وبالمثل فقد أشارت أبحاث أخرى أُجريت على مبحوثين من جنوب آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، إلى تأثر العلاقة الحميمة بين الأزواج.

ظلّ تطبيق “فيسبوك” متهمًا لسنوات، إلى أن نشرت مجلة “علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية” أول بحث يتتبّع أثر الغيرة من استخدام “فيسبوك” من جهة، والرضا عن العلاقة من الجهة الأخرى، وأكدت النتائج تأثّر الرضا عن العلاقة تأثرًا سلبيًا، عندما يتعلّق الطرف الأول بتطبيق “فيسبوك”، ما يولّد مشاعر الغيرة عند الطرف الثاني، ويدفعه إلى مراقبة نشاط الطرف الأول على التطبيق.

كانت تلك أول دراسة تكشف أن التعلّق باستخدام “فيسبوك”، ليس سببًا مباشرًا في تدهور العلاقة الزوجية، لكن السبب كان في تصوّر الشريك عن نشاط الطرف الآخر على موقع التواصل الاجتماعي.

وتحالفت كلٌّ من جامعتي: غويلف ويورك في كندا على تتبّع تصوّرات الغيورين عن نشاط أزواجهم على “فيسبوك”، بدراسة عينة أغلبها من النساء، تتراوح أعمارهن بين 17 و24 عامًا، لكشف الرابط بين الوقت الذي يقضيه شركاؤهم على “فيسبوك”، وغيرتهم كردّ فعل على ذلك السلوك.

لم يقلق الرجال، في حين عبّرت النساء عن خوفهن من تعلّق أزواجهن بالتطبيق، وشعورهن بالغيرة إذا نشر أشخاص آخرون منشورات على الحائط الخاص بأزواجهن.

شعورك بالغيرة والتهديد من استخدام زوجك تطبيق “فيسبوك” إذا كانت علاقتكما غير ناضجة (شترستوك)

النساء أكثر وعيًا وأكثر قلقًا

اتّجهت الأبحاث إلى دراسة الغيرة كونها محركًا رئيسيًا للصراع بين الأزواج، في عصر “فيسبوك”، فنشرت “الجمعية الأميركية لعلم النفس” (APA)، في سبتمبر/أيلول الماضي، نتائج بحث، أجراه قسما علم النفس والاجتماع، في جامعة كارلوس ألبيزو، عن السلوكيات والمشاعر المرتبطة بالغيرة، من جرّاء استخدام الزوج أو الزوجة لتطبيق “فيسبوك”.

اختار الباحثون 300 رجل وامرأة، بمتوسط عمر 32 سنة، متزوجين منذ عام على الأقل، وبشرط أن يملك الشريك حسابًا نشطًا على “فيسبوك”، من أجل قياس 22 بُعدًا لاستخدام التطبيق على العلاقة العاطفية.

أبلغ 95% من الأزواج عن ضيقهم إذا تفقّد الشريك آخر الأخبار على “فيسبوك” على العشاء، أو أثناء نقاش بينهما، أو قبل النوم، أو أثناء قضاء الأسرة وقتًا خارج المنزل.

وعبّر غالبية المشتركين لأزواجهم عن ضيقهم من استخدامهم “فيسبوك”، وشعورهم بالغيرة، والتجاهل، لكن كان الأسوأ؛ هو اعتقاد المشتركين أن استخدام أزواجهم لـ “فيسبوك” قد يدفعهم إلى الخيانة، أو الكذب، ما حفّزهم على مراقبة أزواجهم، ومن يتفاعلون معهم على الشبكات الاجتماعية.

كشفت تلك الدراسة عن اختلاف تعامل النساء عن الرجال في ذلك الصراع، كما طرح الباحثون تفسيرًا آخر لذلك الاختلاف، بأن ارتفاع توقّعات النساء عن قيمة وجودة الأوقات اللطيفة بين الأزواج، يجعلهن يتوقّعن أوقاتًا أطول وأجمل مع أزواجهن، في حين لا يدرك الرجال -أو يتجاهلون- علامات تدهور علاقاتهم الزوجية.

حقّقت النساء في تلك الدراسة -وفي دراسات سابقة- درجات أعلى في الغيرة، مقارنة بالرجال، فقسّمت دراسة بريطانية المتضرّرين من الغيرة، وكانت النساء في المركز الأول -مهما بلغت ثقتهن في أزواجهن أو ثقتهن في أنفسهن- ثم يليهن الأشخاص قليلو الثقة بذواتهم، والأشخاص الذين في علاقات عاطفية مضطربة.

وتورّط المتضرّرون جميعهم في سلوكيات التجسّس على شركائهم أكثر من مرة في اليوم، من أجل حماية علاقتهم من تهديدات خيالية أو حقيقية، لكن جاءت المراقبة بنتائج ضدّ رغبات من يمارسها، وكانت سببًا في انتهاء العلاقة.

حلول مثالية ينصح بها الخبراء

لا يمكننا تخفيف مشاعر الغيرة إذا تولّدت بداخلنا، لكن يمكنك تفادي آثار نشاط زوجك على “فيسبوك” من خلال تطبيق النصائح التالية:

  • يزيد شعورك بالغيرة والتهديد من استخدام زوجك تطبيق “فيسبوك” إذا كانت علاقتكما غير ناضجة، أو أقل من 3 سنوات، أو تعرفت على زوجك من خلال التطبيق نفسه، وينبغي لكِ في تلك الحالات: تقليل استخدام “فيسبوك”، ومنح علاقتكما فرصة للنضوج بعيدًا عن تلك الصراعات.
  • ينصحك تقرير على موقع “سيكولوجي توداي” بتجنّب طلب صداقة أصدقاء زوجك، ومقاومة البحث عن تاريخ علاقتهم بزوجك، لتفادي سوء الفهم والغيرة والشك، نتيجة قراءتك تعليقات غامضة بينهم.
  • تزداد احتمالية مراقبتك لزوجك على “فيسبوك” إذا زاد الوقت الذي يقضيه على التطبيق، أو تعارض ذلك مع الوقت الذي تقضيانه معًا. تجنّبي الوصول إلى تلك المرحلة من خلال طرح خطّة مشتركة بينكما، لتخفيف أثر الشبكات الاجتماعية في تواصل أفراد الأسرة، وتقليل استخدام الهاتف أثناء التجمّعات العائلية، وفي غرفة النوم، وعلى مائدة الطعام.
  • تجنّبي مراقبة زوجك على “فيسبوك”، أو محاولة السيطرة على اتصاله بالإنترنت؛ لأن تلك السلوكيات تمثّل عدوانًا نفسيًا على الزوج، وربما تؤدّي إلى الطلاق.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى