مقالات

. محمد يوسف قباني  يكتب :  مدخل إلى المهارات الحياتية للأطفال .. فلذات أكبادنا ومستقبل أيامنا (1)

د. محمد يوسف قباني  يكتب :  مدخل إلى المهارات الحياتية للأطفال .. فلذات أكبادنا ومستقبل أيامنا (1)

بصراحة معظمنا، وخاصة الأمهـات والآبـاء وحتى الأهل وبعض المدرسات والمربين ومدراء ومديرات رياض الأطفال – دائماً نركز على تعليم الطفل الحروف والأرقام وحفظ الأناشيد منذ الصغر – أي اهتمام كبير وملحوظ

بالمهارات الأكاديمية فقط، ونـهمل عن غير قصد تعليمه المهارات الحياتية.
أثبتت الدراسات والبحوث أن الطفل ومنذ اليوم الأول من ولادته يحتاج إلى الاهتمام بتنمية مهاراته ومتابعته

بصورة مستمرة من والديه أو الأهل لإرشاد طفلهما بالطرق السلمية اللازمة لتنمية مهاراته الحياتية ما يتطلب توفيرها له من خلال الوعي بها ومعرفتها والاقتناع بإن لها دور فاعل في بناء شخصية الطفل، ولا سيما معرفة

الأدوات والأنشطة التى يمكن من أن تساعده في تنمية مهاراته الحياتية العديدة والمتنوعة والغنية.
فالطفل منذ نعومة أظافره لديه الفضول إلى التطلع

للمعرفة والتعلم، فدائماً ما يسعى للتجربة، لذلك لابد من استغلال هذا التطلع لديهم، حتى نُكسبه ونعلمه المهارات الحياتية التي لها علاقة بالسلوك والتعامل المجتمعي وطريقة التفكير والتعايش السلمي والاعتماد على ذاته.

وضحت منظمة اليونسيف نقاط مهمة فيما معناه إن تعليم المهارات الحياتية مُهم ومفيد وضروري للغاية لتمكين الأطفال والشباب من تحقيق النجاح في التعليم والعمل والأهداف الشخصية وكل الحياة. ومع ذلك، قد

أدرجت القليل من الأنظمة التعليمية المهارات الحياتية في نظامها التعليمي. ومن أسباب ذلك هو التحديات المتعلقة بنقص المعرفة الخاصة بها وبقيمتها ودورها في حياة الطفل، ولا سيما كيفية قياس المهارات الحياتية وتقييمها.

ومن قرب نقول أن المهارات الحياتية للأطفال هي مجموعة من المهارات التي تساعدهم على التعامل مع التحديات والمواقف المختلفة في حياتهم اليومية. تشمل هذه المهارات:

التواصل: القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وفعالية، والقدرة على الاستماع بتركيز.
التعاون: القدرة على العمل مع الآخرين والتفاعل معهم بشكل بناء وإيجابي.

حل المشكلات: القدرة على تحليل المشكلات والبحث عن حلول مبتكرة وفعالة.
التحكم في العواطف: القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية وإدارتها بشكل صحيح.

اتخاذ القرارات: القدرة على تقييم الخيارات المتاحة واتخاذ قرارات مناسبة.
التفكير النقدي: القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها بشكل منطقي وموضوعي.

الاستقلالية: القدرة على الاعتماد على النفس واتخاذ قرارات بناءة بدون الحاجة إلى توجيه من الآخرين.
وتطوير هذه المهارات يساعد الأطفال على أن يصبحوا ناجحين ومتوازنين في المجتمع.

دور المهارات الحياتية في حياة أطفالنا:
تزود المهارات الحياتية الأطفال بممكنات ضرورية للنمو والتنمية الإنسانية وحتى للتطور والمواكبة والتكيف، مثل التفكير الإيجابي والمرن، والتفكير النقدي، والتفكير

المستقل، وكيفية التواصل مع المجتمع من حوله، وكيف يبني ويؤسس لعلاقات وصداقات مع الأطفال من حوله، وكيف يتخذ قراراته بنفسه، وكيف يتعامل في المواقف (الحرجة) التي قد لا يكون فيها قربياً من الآب أو الأم أو

الأهل ليساعدوه، أو كيف يتعامل مع المضايقات من باقي الأطفال أو حتى الكبار، وكيف يزن المخاوف الشخصية أو الخوف الإيجابي، وهكذا حتي يكون مسؤولاً واعياً بدروه الذاتي والجماعي.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى