مقالات

محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية(4)

محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية(4)

 

 

اليوم نتناول اغنية مختلفة عما تناولنا في المقالات السابقة عن (القوالات) و قطعاً (القوالات) انواع واشكال وفنون وجنون ألسن وعيون وكما ذكرنا لها (خبراء استراتيجون) تصحبهم مهارات (الدردقة)

سألت أحد الخبراء قلت يمكن أن نفهم علاقة الألسن بالقوالات وجنونها وفنونها لكن ما علاقة العيون بالقوالات…؟ فرد مبتسماً ألم تسمع قولهم :-
*واحدين قالوا شفنا الشافها*
فرددت بالإيجاب فرمقني بنظرة صارمة قائلاً (يعني الشافها دا ح يمسك لسانو )

الأغنية التي سوف نتناولها اليوم مختلفة نوعاً ما لأن (البطل) فيها يخطئ خطاءً فادحاً دون أن يدري بذلك حين يسأل سؤلاً للجهة الخطأ و يملكها معلومات لم تكن متوفرة لها …

يبدو أن التعمق في أمر (القوالات) ربما يقودنا لمعرفة شيئ عن عمل الاستخبارات

ففي عمل المخابرات والجاسوسية هناك عميل يعرف ب(العميل المزدوج)
فدعونا نبحث عن تعريفه وهل له ارتباط بموضوعنا و نسبة لعدم معرفتي بهذه الأمور أتت استعانتي (القوقلابية) بالاتي:-

(عبارة *عميل مزدوج* يمكن أن تنطبق على عدة وضعيات من ذلك أن شخصاً ما يمكن أن يعمل لدى جهة عسكرية لبلد ما ويمد بلداً آخر بنسخ من الوثائق السرية. وكذلك يمكن لشخص ما أن يعمل في مخبر بحثي لشركة ما و يمد منافس تلك الشركة بما لديه من معلومات

وغالبا ما يُستعمل *العميل المزدوج لتمرير التضليل* بين المنظمات أو لكشف العملاء الأخرين في إطار عمليات مكافحة التجسس. وسيكون *العميل المزدوج* محلاً للثقة من طرف المنظمة المسيطرة ما دامت المنظمة الهدف ستضعه محلاً للثقة كذلك.

و من الأسباب التي تحول شخصا ما إلى *عميل مزدوج* :-

1- ما يمكن أن يسلط عليه من تعذيب من قبل جهة ثانية تدخل على الخط.

2- إغراؤه بالمال مقابل تحوله إلى *عميل مزدوج.)*

انتهت إفادات (العم قوقل) و طبعاً في حياتنا لاتوجد معامل وبحوث او شركات علوم و منافسة وتكاد تكون المنافسات عندنا تنحصر في توافه الامور…..
عموماً هذه متاهة ادخلتنا لها اغنية *( ناس قراب منك)* لثنائي العاصمة رحمهما الله (شايف من البداية ثنائيات و ازدواجات والله يهون لي قدام)

وموضوع العميل المزدوج يذكرني بمصطلح (الصديق المشترك)أو المزدوج وهذا الآخر يذكرني (بالقريب المشترك) أو المزدوج وهذا يأخذني إلي قول في بعض الدول العربية مفاده *(الأقارب عقارب)* ولن نخوض في هذا القول لكنهم أشد حرصا *من* علاقات الأقارب بينما نحن أشد حرصاً *علي* علاقات الأقارب وهذا باب ربما

يأخذنا الي متاهات المساحة ليست لها… من علاقة القرابة المشتركة أو المزدوجة *ود عمتي هو ود خالة الطرف الآخر* مثلاً أو أي علاقة آخري غير رحمية مثل *جيرانهم لسنوات اخوان جيراننا لسنوات* وكما تعلمون

نحن مجتمع ضيق في بلد واسع و علاقات معقدة (القريبة جداً قد تكون بعيدة جداً والبعيدة جدا قد تصبح قريبة جداً) مجتمع غريب جداً لدرجة ناس قراب منك انت عرفوا سر حزني أنا(لاحظ أنه سر)
و نحن في بلد بلا اسرار وفي ذات الوقت بلا وضوح

*ناس قراب منك*
*اسالهم عنك*
*قالوا ما سمعوك*
*تسالهم عني*

هذا ما قالوه بمجرد سؤال عفوي عابر …
في المقال القادم نتعرض لبقية (قوالاتهم) ومجموع ما قالوه تفصيلاً في الأغنية الراقصة التي ننتشي عند سماعها ونطرب (للطيش)…

ونعود أن شاء الله

سلام
محمد طلب

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى