الشرق الأوسط

في ذكرى وفاة ملك مصر والسودان.. فؤاد الأول ونبوءة حرف الفاء

في ذكرى وفاة ملك مصر والسودان.. فؤاد الأول ونبوءة حرف الفاء

علاء عبد الرازق – القاهرة / العهد اونلاين

يتداول البعض قصة نبوءة عرافة للملك فؤاد الأول بأنه سينعم بملك عظيم في مصر شريطة أن يحافظ على حرف الفاء دائما في أسرته، وأن يطلق على أولاده وزوجاته وباقي ذريته أسماء تبدأ بهذا الحرف.

لذلك كان الملك فؤاد الأول -الذي حلت أمس 28 أبريل/نيسان ذكرى وفاته في عام 1936- حريصا على أن يسمي أولاده جميعا بأسماء تبدأ بالفاء، فكان له فوقية وفاروق وفوزية وفائزة وفائقة وفتحية، كما زين قاعات مختلفة من قصوره الملكية بحرف الفاء.

ومثله كان نجله الملك فاروق حريصا على استمرار هذه العادة، فأطلق اسم الملكة فريدة على زوجته الأولى صافيناز يوسف ذو الفقار، كما أطلق أسماء فريال وفوزية وفادية وفؤاد على أولاده وبناته، لكنه لم يغير اسم زوجته الملكة ناريمان كما فعل مع زوجته الأولى.

وتنسب هذه الحكاية إلى الروائي السكندري اليوناني هاري تزالس الذي نقلها بدوره عن أحد بائعي الكتب القديمة بالعطارين، لكن لا توجد مصادر تاريخية توثق مصداقية هذه القصة.

قصة إصرار الملكيّة على بدء اسماء أبنائها بحرف «ف»: خالف «فاروق» التقليد مرة ففقد العرش

ملك مصر والسودان

ولد فؤاد الأول في 26 مارس/آذار 1868، وهو نجل الخديوي إسماعيل، وجده هو إبراهيم باشا الذي حكم مصر خلفا لأبيه محمد علي باشا، وقد أصدر السلطان العثماني فرمانا بعزل الخديوي إسماعيل في يونيو/حزيران 1879، ليغادر إسماعيل مصر مع أسرته إلى إيطاليا، وهناك درس فؤاد في المدرسة الحربية العليا وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1888 وأتقن لغات عدة.

في بدايات تسعينيات القرن الـ19 عاد فؤاد الأول إلى مصر، وتولى منصب كبير الياوران في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، ثم تولى حكم مصر خلفا للسلطان حسين كامل في أكتوبر/تشرين الأول 1917، بعد أن رفض نجله الأمير كمال الدين حسين خلافته.

“لقد من الله علينا بأن جعل الله استقلال البلاد على يدينا، وإنا لنبتهل إلى المولى عز وجل بأخلص الشكر وأجمل الحمد على ذلك، ونعلن على ملأ العالم أن مصر منذ اليوم دولة تتمتع بالسيادة والاستقلال، ونتخذ لنفسنا لقب صاحب الجلالة ملك مصر ليكون لبلادنا ما يتفق مع استقلالها من مظاهر الشخصية الدولية وأسباب العزة القومية، وإنا ندعو المولى القدير أن يجعل هذا اليوم فاتحة عصر سعيد يعيد لمصر ذكرى ماضيها الجميل”.

بهذه الرسالة من القصر الملكي إلى شعب مصر في 15 مارس/آذار 1922 أعلن الملك فؤاد الأول استقلال مصر، وغير لقبه كحاكم للبلاد من سلطان إلى ملك، ليصبح ملك مصر والسودان وسيد النوبة وكردفان ودارفور، معلنا استقلال مصر عن بريطانيا وانتهاء الحماية البريطانية، وتغيير شعار مصر إلى المملكة الجديدة.

صراعات سياسية

بعد عامين فقط من تولي السلطان فؤاد الأول عرش مصر تفجرت ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، لكن فؤاد لم يكن ممن أيدوا ثورة المصريين ضد الإنجليز، ولم يشارك في نقاشات السياسيين مع المحتل الإنجليزي.

نالت مصر درجة من الاستقلال نتيجة لثورة 1919، وأصبحت مصر ملكية دستورية بعد تصريح 28 فبراير/شباط 1922 الذي اعترفت فيه إنجلترا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وسرعان ما أصدر الملك فؤاد الأول قرارا بتعيين نجله الصغير فاروق وليا للعهد، وبدأت مصر خطواتها الأولى لإصدار دستور وتشكيل حكومة وطنية.

لكن الدستور المصري الجديد المعروف بدستور 1923 أعطى الملك فؤاد الأول سلطات كبيرة تمكنه من إصدار التشريعات، وحل البرلمان وعقده، والتدخل في الشؤون المدنية والعسكرية.

وتسبب صراعه مع حزب الوفد في حل البرلمان ذي الأغلبية الوفدية عام 1930، وإلغاء الدستور والاستعاضة عنه بدستور آخر بأوامر من الملك.

وقاطعت القوى الوطنية البرلمان المنتخب عام 1931 حسب الدستور الجديد، وتسببت الاضطرابات السياسية في إسقاط دستور الملك وإعادة دستور 1923، ليعود حزب الوفد إلى السلطة.

وبدأ فؤاد الأول مفاوضات مع الإنجليز في عام حكمه الأخير لمراجعة علاقات مصر مع بريطانيا، والتي توجت عقب وفاته بمعاهدة 1936.

إنجازات فؤاد الأول

ورغم الصراع السياسي بين فؤاد الأول وحزب الوفد فقد شهد عهده العديد من الإنجازات الاقتصادية، كما تطور فن السينما والمسرح، وتأسست جامعات عدة.

يقول المؤرخ يونان لبيب رزق في كتاب “فؤاد الأول المعلوم والمجهول” إن استقلال مصر مهد لإنشاء البلاط الملكي ووزارة الخارجية وسفارات مصر في الخارج، كما تأسس بنك مصر عام 1920، وشركة مصر للطيران عام 1931، وتأسست الجامعة الأميركية 1920 والجامعة الأميرية عام 1925 التي سميت باسم “جامعة فؤاد الأول”، كما تم إطلاق أول نشيد وطني مصري ألفه الشاعر أحمد شوقي بدلا من النشيد السلطاني الخديوي.

كما شهد عهده تأسيس مجمع اللغة العربية عام 1932، وتأسيس كثير من أستوديوهات السينما، وانتعاش السينما المصرية بإنتاج الأفلام الصامتة والناطقة.

صدام مع زوجاته

لم تتوقف مواقف فؤاد الأول الصدامية عند القوى السياسية، بل امتدت أيضا نحو أقرب المقربين إليه، منها خلافه الشهير مع زوجته الأولى شويكار في مايو/أيار 1898، والذي تسبب في إطلاق صهره البرنس أحمد سيف الدين الرصاص عليه، مما أدى لإصابته بإصابات بالغة.

كما كانت زوجته الثانية الملكة نازلي تصغره بنحو 20 عاما، مما جعله شديد الغيرة عليها، يمنعها من الخروج من القصر ويراقبها بجواسيسه، بل كانت أيضا ممنوعة من رعاية أبنائها من الملك، وتدخل فؤاد الأول في كل صغيرة وكبيرة في تربية ابنه فاروق (لاحقا ملك مصر)، وعين له مربية إنجليزية صارمة.

المصدر : الجزيرة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى