علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم ..وطن يسع الجميع شرق الني28/ 4 /2023
علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم ..وطن يسع الجميع شرق الني28/ 4 /2023
ورحي الحرب تدور والطيران والقاذفات والدانات والراجمات لا تتوقف.. ونحن بعد ان كنا نختبئ في الأيام الأولى للحرب، اصبحنا نتابع المعركة من البلكونة.. ونصف لسارة..!!
اتذكر الان انتي قبل اكثر من عقد من اثبت مقولة السودان يسع الجميع، مرحبا ووطنٌ على الانفصال..في احد الاغلفة الامامية لمجلة الشباب والرياضة وذلك قبل انفصال الجنوب عن السودان الشمالي.
وقد تاكدت أن السودان بلد شاسع يسع الجميع دون عناء – عندما كنت في رحلة بعربة خاصة نشق الصحراء بمعية عدد من الاخوة الاعزاء – من الخرطوم الى منطقة (الزريبة) عبر ام درمان غربا.. حيث طال بنا السفر في يوم شاتي جميل.
وكان وصولنا الهبانية والعشاء فيها بعصيدة دخن وملاح تقلية وكباية شاي سخنه ذات بوخ من اجمل ما اكلت حتى اليوم.. وكان ذلك في عام2004..
َكذلك رحلة طويلة من الخرطوم الى الابيض عبر ولاية النيل الأبيض حيث ترى فضاء ممتدا بلا نهاية عبر بصرك الحسير..!!
وقس على ذلك رحلات متشابهة الى اقاليم دارفور والشرق والشمال.. والجزيرة وسنار.
ولكن رغم كل تلك المساحات الشاسعة تجمعنا كلنا في الخرطوم بعواصمها الثلاثة التي امتدت حتى اكلت من اطراف جاراتها الولايات.
وهجر الجميع قراهم و مدنهم وزراعتهم ومراعيهم الى الخرطوم.
ولم تفلح حكومات السودان المتعاقبة منذ الاستقلال المجيد والى عهد حكومة الوزراء المكلفين الحالية من جعل ولايات السودان الاخرى جاذبة ومهيأة للمعيشة وحياة افضل.. فأصبحت ولايات طاردة.. واصبح السودان نفسه طاردا وغادره متعجلا كل من استطاع الى ذلك سبيلا.. وكل هجرة من السودان الى خارجه حل
محلها قادم من غرب افريقيا ودول الجوار الافريقي الاخرى.. وهؤلاء القادمون ليسوا مستثمرين ولا اكاديميين ولا حرفيين في الغالب، ولكن اهل ارزاق ضاقت بهم سبل الحياة في بلادهم فالتمسوها في السودان.. ومرحبا بهم فارض الله واسعة.. ولكن لاننا
مازلنا بدون نظام قوي مؤثر وبدون دولة راسخة الجذور اثر فينا القادمون فنقلوا سبل حياتهم وطرق معيشتهم فاصبحت الخرطوم ريفا شاسعا.
اعود فأقول إن السودان يسع الجميع وضيوفه إذا اقمنا نهضة متكافئة في ولاياته كلها بحيث تكون كل ولاية مورد رزق وبلدا للحياة والعطاء.. الآن هذه الحرب المفزعة التي تدور رحاها في قلب الخرطوم والسودان واحالت الحياة جحيما جعلت في كل ولاية سودانية ماتما وعويلا.. واصبحت الخسارة والفقد شاملا لكثرة المقيمين في العاصمة.. والحرب لا تفرق بين مقيم و وافد ولا مظلوم وظالم..!
اللهم بقوتك وقدرتك أوقف هذه الحرب المعلونة.. والطف بنا.. وردنا اليك ردا جميلا.. واصلح حال السودان بعد الحال.. اللهم آمين.
ومر عام وزيادة على ماكتبت.. وماتزال الحرب مستعرة مشتعلة.. واتسع الخرق على الوات.. و اصبحنا لا نطلب غير النصر بديلا.. اللهم نصرك المؤزر الذي وعدتنا.. قريبا قريبا.