علي سلطان يكتب : كلنا واحد.. مبادرة رمضانية مصرية تستحق محاكاتها
*وطن النجوم*
*علي سلطان*
*كلنا واحد.. مبادرة رمضانية مصرية تستحق محاكاتها*
رمضان المعظم في مصر غير.. فهو يجد حظه من التكريم فعلا.. رمضان المعظم في مصر له حضوره و طعمه ونكهته وبهجته وحيويته.. وهذا العام سيكون رمضان المعظم 1443هجرية في مصر جميلا ومختلفا بعد سنتين من احترازات جائحة كورونا من تباعد اجتماعي واغلاق مبكر للاسواق والمساجد ومنع الحشود مما جعل من شهر رمضان غير ذلك الذي نعهد في مصر خلال السنتين الماضيتين.
الان هناك موجة غلاء تجتاح العالم من جراء حرب روسيا على اوكرانيا والعالم سيشهد تناقصا في الغذاء علي مستوى دول العالم.. وحيث إننا في السودان اصلا في عمق الغلاء قبل الحرب مما يعني أن الطامة اصبحت علينا طامتين او ثلاث او اربع..!
بالامس كنت اتابع قناة extranews المصرية وهي قناة اخبارية متميزة’وكانت تغطيتها الرئيسية حول جهود الدولة لخفض الأسعار ومحاربة الغلاء خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
حملة ضخمة واسعة انتظمت كل محافظات مصر بالجدية و المسؤولية ذاتها مغلفة بالحب او معمولة بالحب في كل محافظة..الحملة تحت ميمي (كلنا واحد) ابتدرها فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وانخرطت في تنفيذها كل الدولة المصرية ابتداء من مجلس الوزراء المصري والقوات المسلحة المصرية و وزارة الداخلية المصرية وتجار مصر.
وهي ليست حملة إعلامية للترويج بل هي حملة حقيقية اتجهت عدة اتجاهات.. اهمها توفير السلع التموينية لشهر رمضان وتشديد الرقابة والتاكد من إنسياب السلع الى كل الجهات المستفيذة.. وفرض غرامة تزيد عن المليون جنيه مصري على اي شخص يتم ضبطه محتكرا لسلعة تموينية بغرض التربح منها مع الحبس.. وسجلت مباحث التموين مئات البلاغات والمخالفات.. ثم هناك عدة طرق للتوزبع من خلال المتاجر الكبيرة والمعارض واماكن متعددة في مدن و قرى المحافظات مثل الشوادر وعربات التوزيع المتحركةللبيع بالأسعار المخفضة..مثل مبادرة ورارة الداخلية المصرية وتصل نسبة التخفيضات فيها الى 60٪ومبادرة القوات المسلحة وكذلك التجار الشرفاء.
إنها حملة تثلج الصدر وتحقق معاني التكافل والمحبة التي نلمسها في الشعب المصري الشقيق.
وللمصريين اصناف مهمة يفضلونها في رمضان ويحرصون على شرائها مثل البلح والياميش والمشروبات مثل عرق السوس والتمر هندي والسوبيا واكلات رمضان المصرية الشهيرة.
ما يحدث في مصر اثلج صدري وعيني على استعداداتنا لرمضان هنا في السودان حيث نفاجأ بالغلاء وبزيادة مخيفة في الأسعار دون رحمة.. وكان تجارنا يريدون ان يحققوا الثراء في شهر رمضان وحده دون سائر الشهور .
سبحان الله في بلادنا تشتعل حمى الاسعار ويزيد التجار حطبها وفحمها دون رحمة ولا احساس ولا دين..!! واتساءل اين تجارنا الرحماء وتجارنا الشرفاء؟
اين دور وزارة التجارة والتموين في توفير احتياجات ومواد رمضان واين جمعية حماية المستهلك..؟ حتى مراكز وأسواق البيع المخفض تجدها تبيع البضاعة الكاسدة او التي اوشك تاريخ انتاجها علي الانتهاء..!!
سبحان الله وكان الرحمة قد انتزعت من قبل هؤلاء الجشعين..!
ولكن نحمد الله كثيرا ان ابناء هذا الشعب الطيب يتنادون من كل فج سوداني عميق من أجل افطار الصائمين.. وهاهي الحملات تتمدد تتسع في كل مكان في المدن والقرى.
سيهل علينا رمضان المعظم بما فيه من كرم وجود وسيحرص الخيرون على ان يكونوا على أبواب الخير في كل حي وشارع وميدان.. وفي شارع الحوادث وعلى الطرق القومية.. وفي بيوت الأيتام والمتعففين. هذا دابنا وعهدنا وهذا ديننا وقيمنا.. اما الجشعون فالنار مثوى لهم فبئس المصير.
اتمني ان نجرب تلك التجارب والمبادرات المصرية ونحذو حذوها حتى يجد المواطنون حظا افضل واسعارا اقل في توفير مواد رمضان التموينية التي اصبحت اسعارها نارا ملتهبة حامية..!